الخميس ٢٥ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ١٩, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
طريق بغداد - دمشق مفتوح في الاتجاهين
التقت وحدات من الجيش العراقي وقوات من «الحشد الشعبي» مع القوات النظامية السورية وحلفائها عند نقطة عبور واحدة على الحدود المشتركة بينهما للمرة الأولى منذ سنوات. وكانت وزارة الدفاع العراقية صرحت أول من أمس، أن قوات حرس الحدود سيطرت على منفذ الوليد العراقي المقابل لمنفذ التنف السوري وطردت عناصر تنظيم «داعش» منه. وتتمركز عناصر من القوات النظامية السورية وحلفائها منذ أيام على الجانب الآخر من الحدود على بُعد 50 كلم الى الشمال الشرقي من معبر التنف. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» أن الطريق بين دمشق وبغداد بات مفتوحاً في الاتجاهين من نقطة حدودية تقع في الوسط بين معبر التنف الذي تتمركز فيه قوات أميركية وبريطانية وبين منفذ القائم الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش». ووصفت بغداد ودمشق سيطرتهما على أجزاء من الحدود المشتركة بين البلدين بـ «الإنجاز الاستراتيجي الكبير»، وأعلنتا عزمهما على تطهير الشريط الحدودي من «داعش».

وتعارض الولايات المتحدة الأميركية وصول القوات النظامية السورية الى معبر التنف الذي أقامت فيه قاعدة عسكرية، حيث تدرب عناصر من المعارضة السورية. وقالت موسكو قبل أيام إن أميركا نقلت من الأردن إلى سورية منظومة راجمات صواريخ متطورة في إطار التصعيد المتزايد حول المثلث الحدودي. ويكتسب المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن أهمية استراتيجية كونه يُشكل مركز ربط بين بلاد الشام (لبنان وفلسطين وسورية والأردن والعراق) ودول الخليج وإيران ودول آسيا الوسطى.

في موازاة ذلك، حققت القوات النظامية تقدماً جديداً في ريف الرقة، وسيطرت أمس على قرية الكرادي على الطريق الواصل إلى مدينة الرصافة الأثرية. وأفادت مصادر متطابقة مؤيدة للحكومة بأن القوات النظامية سيطرت على بلدتي العيساوي جعيدين في ريف الرقة الجنوبي. والعيساوي هي آخر بلدة تفصل القوات النظامية عن مدينة الرصافة الاستراتيجية. ودخلت القوات النظامية والجماعات الموالية لها محافظة الرقة مطلع حزيران (يونيو) الجاري، بعد سيطرتها على مدينة مسكنة، آخر المراكز الرئيسية لتنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي. وتحاول القوات النظامية تعزيز نفوذها غرب الرقة وجنوبها، في إطار سعيها للسيطرة على البادية السورية وصولاً إلى محافظة دير الزور.

وسيطرت القوات النظامية على مساحات واسعة في ريف الرقة الغربي، وباتت على مقربة من الرصافة، جنوب غربي مدينة الطبقة الخاضعة حالياً لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية».

وفي تحول تكتيكي مهم لمجريات المعركة، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس على قرية كسرة شيخ جمعة، قرب المدخل الجنوبي للرقة. وكانت معارك الرقة تركزت على شمال المدينة وغربها وشرقها، فيما تركت الناحية الجنوبية هادئة لترك «ممر» لعناصر «داعش» للهروب من هذه الجهة باتجاه مدينة دير الزور والبادية السورية. وسيطرت «سورية الديموقراطية» أمس على حي البياطرة شرق مدينة الرقة، بعد اشتباكات دامت أياماً عدة مع عناصر «داعش».

إلى ذلك، أعلنت ألمانيا أمس، أنها ستشارك في العمليات ضد «داعش» انطلاقاً من قاعدة إنجرليك بتركيا حتى نهاية حزيران (يونيو) الجاري. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فان در لاين، إنه من الصعب تحديد موعد لانسحاب قوات بلادها من قاعدة إنجرليك والتوجه الى قاعدة الأزرق الجوية في الأردن. وأوضحت أنّ «القوات الألمانية العاملة في قاعدة إنجرليك ستواصل مشاركتها مع طيران التحالف الدولي لمكافحة داعش حتّى نهاية حزيران الجاري»، مضيفة أن «برلين تحاول الإسراع في عملية نقل جنودها إلى قاعدة الأزرق، وعدم إطالة فترة التوقف عن الطيران».

وأعلنت ألمانيا، بداية الشهر الماضي، أنها تدرس نقل نحو 250 جندياً متمركزين في قاعدة إنجرليك للمساعدة في المعركة ضد «داعش»، إلى الأردن، لأن أنقرة ترفض السماح لبرلمانيين ألمان بزيارة القاعدة.

«سورية الديموقراطية» تتقدم ببطء في الرقة لتجنب فخاخ «داعش»

تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات «مجلس منبج العسكري» و «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، و «تنظيم داعش» من جانب آخر على محاور في أطراف قرية كسرة جمعة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بجنوب مدينة الرقة.

وقالت مصادر متطابقة إن «قوات سورية الديموقراطية» وحلفاءها يتقدمون ببطء لتجنب «فخاخ» عناصر «داعش»، وبخاصة وسط المدينة.

وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات تتواصل في محاولة من قوات عملية «غضب الفرات» تحقيق تقدم في في المنطقة، لاستكمال تطويق مدينة الرقة ومحاصرة «داعش» عبر التقدم إلى الضفاف الجنوبية المقابلة لحي المشلب بشرق مدينة الرقة.

وأكدت مصادر موثوقة لـ «المرصد السوري» أن الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» و «القوات الخاصة الأميركية» من جانب، و «داعش» من جانب آخر داخل مدينة الرقة تباطأت بشكل كبير. وعزت المصادر السبب في ذلك، إلى وصول قوات عملية «غضب الفرات» إلى تحصينات «داعش» في مدينة الرقة، حيث يستميت عناصر التنظيم في صد الهجمات التي تقوم بها «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» و «القوات الخاصة الأميركية». وعمد التنظيم سابقاً إلى زرع الألغام بكثافة، إضافة إلى نشر قناصته ورصد معظم الطرقات والمحاور الواصلة إلى مناطق تواجده، واعتماده كذلك على الهجمات المعاكسة وتفجير عناصره أنفسهم بأحزمة ناسفة.

وأفاد «المرصد» بمقتل شخصين وجرح آخرين جراء القصف، ومقتل شخص ثالث جراء انفجار لغم ارضي في منطقة الحصيوة، غربي مركز مدينة الرقة، مشيراً إلى استمرار تنفيذ طائرات «التحالف الدولي» ضرباتها المكثفة على مناطق في مدينة الرقة. ووردت معلومات عن إعدام «داعش» رجلاً من قرية كسرة فرج بريف الرقة وذلك بتهمة «تهريب المدنيين إلى خارج أراضي سيطرة التنظيم». ودارت اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة و «مجلس منبج العسكري» وعناصر من «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من «التحالف الدولي» من جهة أخرى قرب المدخل الجنوبي لمدينة الرقة ليل السبت- الأحد وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

ومن شأن تقدم «قوات سورية الديموقراطية» وحلفائها في جنوب الرقة ودخول قرية كسرة جمعة والسيطرة عليها، أن يساعد «سورية الديموقراطية» في استكمال تطويق مدينة الرقة، من الجهة الرابعة، حيث تسعى «سورية الديموقراطية» والقوات المساندة لها والمشاركة معها في عملية «غضب الفرات» إلى تحقيق تقدم أكبر نحو جنوب مدينة الرقة، بغية إجبار عناصر «تنظيم داعش» على الانسحاب من المدينة قبل أن يتم محاصرتهم من كل جانب، أو القتال حتى النهاية.

كذلك أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات تواصلت بوتيرة متفاوتة العنف بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، و «تنظيم داعش» من جهة أخرى، على محاور في أطراف حي البتاني بالأطراف الشرقية لمدينة الرقة، بالتزامن مع اشتباكات بين «سورية الديموقراطية» وعناصر التنظيم في أطراف حيي البريد وحطين من جهة حي الرومانية بالقسم الغربي لمدينة الرقة. وتتوخى قوات عملية «غضب الفرات» الحذر في عملية تقدمها، نتيجة كثافة الألغام التي زرعها «تنظيم داعش» في نقاط التماس، بالإضافة إلى نشر التنظيم قناصته واعتماده الهجمات المعاكسة وتفجير مقاتلين أنفسهم بأحزمة ناسفة.

وبحسب «المرصد السوري»، فقد ارتفع عدد الضحايا المدنيين نتيجة القصف على الرقة إلى ما لا يقل عن 120 شخصاً، من ضمنهم ما لا يقل عن 25 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و21 سيدة فوق سن الـ18. كما تسبب القصف الجوي بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف وإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة. كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها.

كما تسببت الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية «غضب الفرات» في مقتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من «تنظيم داعش» بينهم قياديون محليون وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين.

ومنذ بدأت العملية العسكرية لاستعادة الرقة من سيطرة «داعش»، تمكنت «سورية الديموقراطية» من السيطرة على أحياء المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة 17 والسيطرة على معمل السكر، إضافة إلى دخولها أطراف حي البتاني بشرق المدينة وحيي حطين والبريد بغرب المدينة بالتزامن مع استمرار قوات عملية «غضب الفرات» في عمليتها الذي تهدف من خلالها للتقدم في الأجزاء الشرقية المتبقية تحت سيطرة «داعش» والتقدم شمالاً وجنوباً لإنهاء تواجد التنظيم في الأجزاء الشرقية من مدينة الرقة وفرض سيطرتها على كامل المحيط والأطراف الشرقية لمدينة الرقة، والتقدم كذلك من الغرب لفصل المدينة عن الفرقة 17، وإجبار التنظيم على الانسحاب من الفرقة 17 قبل محاصرتهم، أو اختيار التنظيم للقتال حتى النهاية فيها.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة