سيطر تحالف «قوات سورية الديموقراطية» المدعوم من الأميركيين، على حي ثالث في أطراف مدينة الرقة، مضيّقاً الخناق على تنظيم «داعش» الذي يدافع عن «عاصمة خلافته» في سورية، فيما ساد الجدل قضية الإعلان عن وصول القوات النظامية السورية وميليشيات متحالفة معها إلى الحدود مع العراق، إذ أكد فصيل معارض يدرّبه الأميركيون في عمق البادية السورية إنه ما زال ينتشر في مناطق يُفترض أن الجيش السوري وحلفاءه قد قطعوها في سعيهم إلى فتح طريق يربط دمشق ببغداد.
وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية إن عناصرها دخلوا أمس حي الرومانية في غرب الرقة، مشيرة إلى «اشتباكات محتدمة في الحي» أوقعت ما لا يقل عن 211 قتيلاً من «داعش». وإذا كانت الحصيلة الحقيقية قريبة من هذا الرقم فإنها تدل على أن التنظيم يستميت في الدفاع عن الرقة كون سقوطها في أيدي حلفاء الأميركيين سيوجه ضربة قاصمة لـ «الدولة» التي أعلنها في سورية والعراق قبل ثلاث سنوات.
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأشار إلى أن الاشتباكات تتركز في حي السباهية وحي الرومانية الذي سيطرت «سورية الديموقراطية» على «الجزء الجنوبي الغربي» منه. وأضاف أن حي الرومانية هو ثالث حي في الرقة تتمكن قوات عملية «غضب الفرات» من التقدم فيه. ولفت إلى «تراجع وتيرة القتال على الجبهة الشمالية» للرقة وتحديداً في محيط «الفرقة 17» ومعمل السكر، مشيراً إلى مقتل 13 مدنياً في غارات لطائرات التحالف.
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول وصول القوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها والتي تعمل بإشراف إيران، إلى الحدود مع العراق. وأوردت وكالة «سانا» بياناً عسكرياً يؤكد وصول هذه القوات إلى منطقة الحدود، ما يعني المرور عبر مناطق تنتشر فيها فصائل معارضة تعمل مع قوات خاصة أميركية. لكن فصيل «جيش مغاوير الثورة» نفى ذلك. ونقلت «الدرر الشامية» عن الناطق باسم هذا الفصيل الدكتور محمد الجراح قوله إن «هذا الأمر حلم ولم يتحقق». وسأل الجراح: «هل من المعقول أن يفتح (الرئيس السوري بشار) الأسد طريقاً طوله أكثر من 100 كيلومتر وعرضه خمسة كيلومترات بهذه السرعة (…) هل هو جدار؟»، لافتاً إلى أن «هذا الإعلان رسوم على الخريطة فقط».
في غضون ذلك، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أجرت محادثات سرية مع روسيا في الأردن حول منطقة «خفض التصعيد» جنوب سورية. ونقلت عن مسؤولين أميركيين إن «جلستين عقدتا حتى الآن بين الروس والأميركيين في عمّان، كان آخرهما قبل أسبوعين تقريباً»، مشيرة إلى أن جولة ثالثة تأجلت لأسباب فنية. |