الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ١٠, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
القوات النظامية «تتوغل» في عمق الرقة ... وتحاول حصار «داعش» في ريف حلب
توغلت القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة في عمق ريف محافظة الرقة، مستغلة انشغال تنظيم «داعش» في القتال دفاعاً عن مدينة الرقة معقله في شمال شرقي سورية والتي بدأ تحالف تدعمه الولايات المتحدة معركة اقتحامها بهدف إسقاط عاصمة «خلافة» التنظيم في سورية بالتزامن مع إسقاطها في مدينة الموصل عاصمة التنظيم في العراق. وجاءت معارك محافظة الرقة في وقت شن التنظيم هجوماً جديداً على مواقع القوات النظامية في مدينة دير الزور شرق البلاد، بينما أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها على مواقع للقوات الحكومية في البادية السورية لكنها أقرت بخسارة مواقع أخرى.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن العمليات العسكرية تتواصل في الريف الغربي لمحافظة الرقة حيث تدور اشتباكات بين القوات النظامية بقيادة ما يُعرف بـ «مجموعات النمر» وبدعم من «قوات النخبة» في «حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، مشيراً إلى أن القوات النظامية «توغلت خلال الـ24 ساعة الفائتة في عمق محافظة الرقة بعد نحو 48 ساعة من تمكنها من اجتياز الحدود الإدارية للرقة مع محافظة حلب، ودخول أول قريتين وهما خربة محسن وخربة السبع في أقصى غرب الرقة».

وأضاف «المرصد» أن «هذا التوغل... في عمق محافظة الرقة مكَّنها (القوات النظامية وجماعات متحالفة معها) من استعادة مساحة جغرافية تقدر بنحو 500 كلم مربع من ريف الرقة الغربي»، موضحاً أنه سيطرت في الساعات الـ24 الماضية «على نحو 20 قرية وبلدة من أبرزها دبسي عفنان ودبسي فرج وشعيب الذكر وفخيخة والقطاط والجريات ومشرفة الصعب ومشرفة الغجر والغماميز والعميرات، لتصل بهذا التقدم إلى تماس مع قوات سورية الديموقراطية التي تقود عملية غضب الفرات في محافظة الرقة منذ 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016... حيث يفصل بينهما امتداد مائي من نهر الفرات».

ونقل «المرصد» معلومات مفادها «أن قوات النظام التي توغلت في محافظة الرقة بدعم من المسلحين الموالين لها وإسناد من المدفعية الروسية، تتحضر للاستمرار في هجومها نحو جنوب المناطق التي سيطرت عليها في ريف الرقة الغربي، متجهة نحو مثلث الحدود الإدارية الرقة- حلب- حماة، وصولاً إلى منطقة خربا البيضا وأوتوستراد الرقة- سلمية، وتهدف من هذا التقدم إلى توسيع نطاق سيطرتها ومحاصرة عناصر تنظيم (داعش) في ما تبقى من مناطق تحت سيطرته في ريف حلب الجنوبي الشرقي، الأمر الذي سيضع التنظيم أمام خيارين اثنين، الأول هو الانسحاب من ريف حلب الجنوبي الشرقي وبذلك يخسر تواجده في شكل كامل في محافظة حلب، والثاني هو القتال حتى النهاية، حيث قد يهدد الخيار الثاني طريق حلب- خناصر- أثريا- سلمية». وأضاف: «في حال تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على المساحة الممتدة من جنوب مناطق تقدمها في ريف الرقة إلى خربا البيضا ووصولاً إلى سبخة الجبول، فإنها تكون قد استعادت نحو 2500 كلم، وأنهت تواجد تنظيم (داعش) في ما تبقى من محافظة حلب».

وفي محافظة دير الزور (شرق)، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أن الجيش النظامي «أحبط... بإسناد من الطيران الحربي هجمات جديدة لتنظيم داعش... على المحور الجنوبي» لدير الزور. وتابعت أن «مجموعات كبيرة» من عناصر التنظيم هاجمت الليلة قبل الماضية وفجر أمس «ساتر التنمية وعدداً من التلال في محيط البانوراما واللواء 137 في محاولة للسيطرة عليها»، مضيفة «أن وحدات الجيش أحبطت الهجوم في شكل كامل ومنعت المجموعات الإرهابية من تحقيق أي تقدم على الأرض» بالتوازي مع طلعات جوية للطيران الحربي السوري على محاور وخطوط إمداد «داعش» في قرية البغيلية ووادي الثردة.

وكانت القوات النظامية أعلنت أول من أمس، أنها صدت هجوماً لـ «داعش» على تلتي أم عبود والسيرياتل على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور.

في غضون ذلك، أوردت وكالة «سمارت» الإخبارية أن «الجيش السوري الحر» أعلن أمس الجمعة السيطرة على تل مسيطمة شرق دمشق بعد اشتباكات مع القوات النظامية والمليشيات الموالية، فيما خسر تل دكوة الاستراتيجي (62 كلم شرق العاصمة) «بعد غارات مكثفة من سلاح الجو الروسي»، بحسب ما جاء في تقرير للوكالة.

وفي التفاصيل، أعلن «جيش أسود الشرقية» على حسابه في تطبيق «تلغرام» أنه سيطر بالتعاون مع «قوات الشهيد أحمد العبدو» على تل مسيطمة غرب بئر القصب (51 كلم جنوب شرقي دمشق)، مشيراً إلى قتل عشرات من القوات النظامية و «الميليشيات الإيرانية» المساندة لها.

وأوضح مدير المكتب الإعلامي لـ «جيش أسود الشرقية» سعد الحاج، في تصريح إلى «سمارت»، أن القوات النظامية والميليشيات الموالية سيطرت على منطقة دكوة بريف دمشق، يوم الخميس، بعد استقدامها تعزيزات كبيرة ترافقت مع قصف لطائرات حربية روسية على المنطقة. وتأتي أهمية المنطقة كونها تربط بين الشمال والجنوب في البادية الشرقية للعاصمة دمشق، بحسب الحاج الذي قال إن فصيلي «أسود الشرقية» و «قوات الشهيد أحمد العبدو» سيطرا على المنطقة في نهاية آذار (مارس) الماضي بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش» ضمن معركة «سرجنا الجياد لتطهير الحماد».

وفي محافظة حمص، قال «المرصد السوري» إن الطائرات الحربية قصفت أمس منطقتي العباسة والسكرية جنوب شرقي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محور العباسة والسكرية «وسط تقدم لقوات النظام في عدة نقاط بالعباسة».

إلى ذلك، أورد «المرصد» أن القوات النظامية قصفت فجراً قرى عدة في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي (غرب سورية)، في حين ألقى الطيران المروحي منذ الصباح ما لا يقل عن 8 براميل متفجرة على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا (جنوب).



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة