الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٣, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
تقدّم للفصائل على حساب «داعش» في البادية السورية
اندلعت مواجهات عنيفة في حي المنشية بمدينة درعا (جنوب سورية)، أمس، حيث حاولت القوات النظامية استعادة مواقع خسرتها في الفترة الماضية، لكن فصائل غرفة عمليات «البنيان المرصوص» أعلنت صد الهجوم. وتزامنت معارك درعا مع فتح القوات النظامية جبهة جديدة في بادية محافظة السويداء المجاورة حيث سُجّل تقدّم لها في منطقة خالية من فصائل المعارضة التي سيطرت، في المقابل، على منطقة الهلبة بريف حمص الشرقي والبعيدة 70 كلم من منطقة التنف في البادية السورية على الحدود مع العراق.

ونقلت وكالة أنباء «سمارت» عن ناطق باسم «جيش مغاوير الثورة» التابع لـ «الجيش الحر» إن عناصر هذا الفصيل وبدعم من قوات التحالف الدولي ساندوا فصيلاً آخر يدعى «لواء شهداء القريتين» في تمشيط منطقة الهلبة عقب انسحاب عناصر «داعش» منها. ونسبت الوكالة أيضاً إلى مدير المكتب الإعلامي لـ «مغاوير الثورة» البراء الفارس إن تنظيم «داعش» انسحب «متنكراً بزي البدو» إلى البادية، مشيراً إلى أن وجهتهم المقبلة هي منطقة حميمة شرق حمص وأنهم يجهّزون لمعركة مدينة البوكمال (125 كلم شرق مدينة دير الزور) على الحدود مع العراق.

ولفتت «سمارت» إلى أن «جيش مغاوير الثورة» أكد قبل يومين مشاركة قوات أميركية وأردنية إلى جانبهم في المعارك ضد القوات النظامية السورية وميليشيات موالية لها عندما حاولت هذه التقدم في منطقة التنف وسيطرت على عقدة الزرقاء في منطقة الشحمة الواقعة على بعد 27 كلم من التنف. ومعلوم أن طائرات التحالف الدولي قصفت موقعاً للقوات السورية النظامية وميليشيات موالية لها خلال تقدمها نحو التنف يوم الخميس الماضي، ما أدى إلى تدمير آليات وسقوط عدد من القتلى تردد أنهم من جنسيات غير سورية.

وفي إطار مرتبط، أوردت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن أعلاماً روسية رُفعت في مناطق عدة بمحافظة السويداء، لا سيما على الأطراف الشمالية والجنوبية من المدينة، تزامناً مع أنباء «تفيد بدخول قوات روسية إلى المنطقة». وأضافت أن الأعلام الروسية رُفعت في مناطق سيطرت عليها القوات النظامية السورية في بادية السويداء ومنها منطقة سد الزلف ومقر عسكري كان يسيطر عليه «جيش العشائر» التابع لـ «الجيش الحر». وزادت أن كتيبة عسكرية روسية دخلت قبل يومين إلى قرية خربة عواد جنوب السويداء. وأشارت صفحات موالية للحكومة السورية إلى أن القوات النظامية وسعت في الساعات الماضية نطاق سيطرتها في منطقة سد الزلف، علماً أن هذه المنطقة خالية من أي وجود للمعارضة أو لـ «داعش».

وفي إطار مرتبط، أوردت «الدرر الشامية» أن «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية» اتهمت القوات النظامية السورية بدفع «لواء القدس الفلسطيني» من حلب للقتال إلى جانب الجيش الحكومي ضد «داعش» في دير الزور وتدمر. وذكرت المجموعة أن بعض عائلات عناصر «لواء القدس» في حندرات والنيرب في حلب رفض المشاركة في معارك شرق سورية، مشيرة إلى أن هذا اللواء يُعتبر «من أهم الميليشيات الفلسطينية التي ساندت النظام في مدينة حلب وريفها». وتأسس «لواء القدس» عام 2013 وتركزت غالبية عملياته في منطقة المخيمات وريف حلب الجنوبي وجبهات حلب الغربية.

وعلى صعيد معارك درعا، أعلنت فصائل من «الجيش السوري الحر» وفصائل إسلامية أمس صد هجوم للقوات النظامية على حي المنشية بمدينة درعا.

ولفتت «سمارت» إلى أن الهجوم يأتي بعد 17 يوماً من توصل الدول الضامنة لاتفاق «تخفيف التصعيد» (روسيا، تركيا، إيران) إلى وقف للنار في سورية يشمل 4 مناطق بينها محافظة درعا. ونقلت الوكالة عن ناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» إن القوات النظامية شنت هجوماً على حي المنشية لكن فصائل «الحر» وكتائب إسلامية تصدت للمهاجمين ومنعتهم من التقدم إلى داخل الحي ودمّرت لهم عربة، مضيفاً أن المضادات الأرضية للفصائل أصابت طائرة حربية من طراز سوخوي «24» في جناحها الأيمن.

أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأورد، من جهته، أن مدينة درعا تشهد منذ الفجر «معارك عنيفة» بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وعناصر «هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، مضيفاً أن المعارك «تترافق مع قصف مكثف ضمن الجولة الثانية من الاشتباكات الأعنف التي تشهدها مدينة درعا، منذ بدء تطبيق اتفاق تخفيف التصعيد» في 6 أيار (مايو) الجاري. ورصد «المرصد» قصف القوات النظامية لأحياء درعا البلد ومناطق أخرى في مدينة درعا «بأكثر من 22 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، متسببة في دمار بممتلكات مواطنين، في حين ألقت مروحيات النظام ما لا يقل عن 15 برميلاً متفجراً على المناطق ذاتها، كما استهدفت الطائرات الحربية بنحو 18 غارة محاور القتال بين طرفي الاشتباك».

وفي محافظة دمشق، أشار «المرصد» إلى سقوط قذيفة على أطراف حي ركن الدين وسط العاصمة، ما أسفر عن إصابة 3 مواطنين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال «المرصد» إن طائرات مجهولة نفّذت 3 غارات على مدينة الميادين الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، واستهدفت إحدى الغارات بناء في شارع الأربعين، فيما استهدف الغارتان الأخريان منزلاً في شارع الحماد. وأضافت أن الضربات الجوية تسببت بمقتل طفلين وإصابة 13 آخرين بجروح. ولفت إلى أن الطائرات التي قصفت الميادين «شوهدت وهي تتجه نحو العراق».

وفي محافظة الرقة (شمال شرقي سورية)، تحدث «المرصد» عن معارك عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية وطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، إثر استمرار قوات عملية «غضب الفرات» بهجومها في ريفي الرقة الشرقي والغربي. وأكد أن «قوات سورية الديموقراطية تمكنت من تحقيق تقدم والسيطرة على قرية السلحبية الغربية، مقتربة بذلك من الضفاف الشمالية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي، ومحاولة تحقيق تقدم أكبر والوصول إلى سد البعث الواقع على نهر الفرات»، موضحاً أن «مئات الأمتار» فقط تفصل هذه القوات عن السد الذي يعتمد عليه في عمليات توليد الطاقة الكهربائية وتنظيم تدفق المياه في مجرى الفرات.

وفي محافظة الحسكة المجاورة، قال «المرصد» إن 4 مواطنين بينهم مواطنتان اثنتان قتلوا جراء قصف طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، ليلة أول من أمس لقرية الرويج جنوب شرقي الشدادي، في ريف الحسكة الجنوبي.

وفي محافظة حماة (وسط)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، و «هيئة تحرير الشام» من جهة أخرى، في محور السطحيات غرب مدينة سلمية في ريف حماة الشرقي، ترافقت مع قصف الطائرات الحربية قريتي أبو حبيلات والحردانة بريف حماة الشرقي.

أما في محافظة حمص، فقد سجّل «المرصد» تجدد الاشتباكات بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» على محاور عدة بريف حمص الشرقي، ترافقت مع قصف القوات النظامية مناطق في المشيرفة الجنوبية وأم حارتين في الريف الشرقي.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة