الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢١, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
ماتيس: «داعش» انتهى و«دولة الخلافة» تتلاشى
قال وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس أمس إن قوات التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق وسورية حققت تقدماً كبيراً على الأرض في مواجهة التنظيم وعطلت شبكة تمويله وتجنيده وتمدده جغرافياً، وأكد إن «داعش لم يعد قوياً كما كان». وأضاف في مؤتمر صحافي في واشنطن إن «داعش» لم يعد له ملاذ على الأرض و»دولة الخلافة التي اقامها تتلاشى». لكنه حذر من أنه يظل خطيراً على أمن العالم.

وخفف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزف دانفورد من تداعيات الضربة الأميركية لموقع القوات النظامية السورية قرب التنف، قال إن «تلك العملية كانت للحماية، واذا لم يكن هناك تهديد لقواتنا فإننا سنواصل عملنا» ضد «داعش» من دون التعرض لقوات الحكومة السورية.

وانتهت أمس، الجولة السادسة من مفاوضات جنيف من دون ظهور مؤشرات إلى حصول اختراق بين الأطراف السورية. وأقر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، الذي أشرف على المفاوضات، بأن الجولة الحالية لم تناقش في شكل معمّق «السلال الأربع» التي تم «ترحيلها» إلى الجولة المقبلة، وهي الدستور والانتخابات وشكل الحكم والإرهاب، بل ناقشت إطلاق آلية تجمع خبراء دستوريين من وفدي الحكومة والمعارضة بهدف إعداد دستور جديد للبلاد، مع تأكيد أن هذه المهمة هي للسوريين فقط «والأمم المتحدة لا تريد صوغ دستور» لسورية. وبدا موقف دي ميستورا متوافقاً مع كلام رئيس وفد المعارضة الرئيسي نصر الحريري الذي قال إن الجولة الحالية انتهت من دون حصول اختراق.

وجاء ختام جولة جنيف على وقع تداعيات ضربة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقافلة تضم جنوداً سوريين وميليشيات حليفة خلال تقدمهم نحو قاعدة التنف، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة عند مثلث الحدود السورية- الأردنية- العراقية. وأعلنت الولايات المتحدة أنها لا تعتزم توسيع دورها في الحرب السورية، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنها «ستدافع عن قواتها عند الضرورة».

ووصفت دمشق الهجوم بأنه «إرهاب حكومات»، فيما حذّرت روسيا من تداعياته السياسية، قائلة إنه يمثّل انتهاكاً «غير مقبول» للسيادة السورية.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في ختام مفاوضات جنيف، مساء أمس، إن الجولة السادسة كانت «قصيرة عمداً»، مضيفاً أن هدفها العمل على تسهيل العملية السياسية. وقال إن الجولة السابقة أقرت «أربع سلال»، لكن هناك حاجة إلى «أساس دستوري» لأي عملية سياسية، و «لذلك أخذت قرار إنشاء آلية لمناقشة هذا الموضوع وعرضته على الوفود»، أي وفد الحكومة السورية ووفود «الهيئة العليا للمفاوضات» ومنصتي القاهرة وموسكو. وقال إنه عرض «ورقة داخلية» على الوفود لمناقشتها قبل الاتفاق على «عقد اجتماعات منفصلة دستورية وقانونية على مستوى الخبراء»، وهو ما حصل الخميس والجمعة. وشدد على أن «اجتماعات الخبراء ليست محل السلال الأربع، لكنها خطوة مهمة وليس هدفها صوغ دستور جديد لسورية الذي هو عمل يقوم به السوريون. ما تريده الأمم المتحدة هو تسهيل هذا العمل للسوريين». وأوضح أن الجلسات مع الوفود «بحكم أنها قصيرة لم تناقش بالتفصيل السلال الأربع». ولفت إلى أنه لم يتمكن من جمع خبراء من منصتي القاهرة وموسكو مع خبراء منصة «الهيئة العليا للمفاوضات» من أجل توحيد جهد وفود المعارضة الثلاثة.

وأكد أنه يأمل بعقد الجولة المقبلة من المفاوضات في حزيران (يونيو)، لكنه غير قادر حالياً على تحديد موعدها. كما قال إنه تم تحقيق بعض التقدم، لكن المفاوضات بمثابة «لقاءات عمل غابت عنها الخطابات».

أميركا لا تستبعد تكرار القصف وروسيا تعتبره «غير مقبول»

آخر تحديث: السبت، ٢٠ مايو/ أيار ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش) لندن - «الحياة» 
أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تعتزم توسيع دورها في الحرب السورية، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنها «ستدافع عن قواتها عند الضرورة»، وذلك في تلويح ضمني بتكرار الهجوم على العناصر الموالية للقوات النظامية السوري والميليشيات الإيرانية التي تريد التقدم قرب قاعدة التنف العسكرية في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن. وجاء الموقف الأميركي بعد قيام طيران «التحالف الدولي» في سورية بقصف قافلة من فصيل مسلح موال للحكومة السورية وميليشيات إيرانية كانت تتقدم باتجاه قوات تدعمها الولايات المتحدة قرب قاعدة التنف العسكرية. ووصفت حكومة دمشق الهجوم بأنه «إرهاب حكومات»، فيما حذّرت روسيا من تداعياته السياسية، قائلة إنه يمثّل انتهاكاً «غير مقبول» للسيادة السورية.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن الولايات المتحدة لا ترغب في توسيع دورها في الحرب في سورية لكنها ستدافع عن قواتها إذا استدعت الحاجة. وتابع تعليقاً على الضربات الجوية لقوات «التحالف» (شنتها طائرات أميركية وليست أردنية، كما تردد أول من أمس): «نحن لا نوسّع دورنا في الحرب الأهلية السورية. لكننا سندافع عن قواتنا. وهذا جزء من تحالف يضم أيضاً قوات غير أميركية... ومن ثم سندافع عن أنفسنا إذا اتخذ أحد خطوات عدائية ضدنا».

من ناحيته، قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف إن الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة تمثّل «إرهاب حكومات» وسببت «مجزرة». وقال إنه أثار الواقعة خلال محادثات السلام في جنيف مع ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية. وتابع للصحافيين: «كنا نتحدث في شكل مسهب عن المجزرة التي أحدثها العدوان الأميركي في بلادنا وأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش والشرح ولم يكن غائباً عن أنظارنا». وأضاف: «المهم في الموضوع هو أن طموحنا السياسي هو الأعلى من حيث الاهتمامات والمشاغل ضمن جميع الأطراف المشاركة، طموحنا طبعاً هو الأعلى لأننا نريد أن نركز باستمرار على مسألة مكافحة الإرهاب، الإرهاب المتمثل بالمجموعات الإرهابية وإرهاب الدول والحكومات أيضاً الذي يجري بحق بلادنا ومن ضمن ذلك طبعاً العدوان الأميركي والعدوان الفرنسي أحياناً والعدوان البريطاني على بلادنا».

ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله أمس في جنيف، إن الضربة الأميركية ستعرقل المساعي لإيجاد حل سياسي للصراع هناك، موضحاً أن «أي إجراء عسكري يقود إلى تصعيد الوضع في سورية له تأثير سلبي». وتابع: «هذا غير مقبول تماماً ويمثّل انتهاكاً لسيادة سورية».

كما انتقد غاتيلوف ما قال إنها ضربة منفصلة وقعت يوم الأربعاء 17 أيار (مايو). ونُقل عنه القول: «حرفياً قبل يوم من (ضربة الخميس) كانت هناك ضربة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الوفيات بين المدنيين، وهذا أيضاً أمر غير مقبول». ولم تتحدث الولايات المتحدة عن أي ضربات نفذها التحالف بقيادة واشنطن في ذلك اليوم».

وأدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق أمس بتصريحات مماثلة، واعتبر ضربة طائرات التحالف ضد القوات السورية غير شرعية وغير قانونية وانتهاكاً لسيادة سورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي أمس، إن موقف واشنطن الحالي حيال سورية «متواطئ مع الإرهابيين».

من ناحيته، نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله أمس، إن الضربة الجوية أصابت «إحدى نقاطنا العسكرية» من دون أن يخوض في التفاصيل. وأضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وسبب أضراراً مادية. وقال إن هذا يعرقل مساعي الجيش السوري وحلفائه لمحاربة «داعش».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من ناحيته، «إن طائرات «التحالف» استهدفت مسلحين موالين للنظام من جنسيات غير سورية وقتلت 8 منهم على الأقل، في البادية السورية، بمنطقة باتت تعرف بـ «مناطق تقاسم النفوذ» وهي تقع تحت سيطرة الولايات المتحدة وعناصر من المعارضة تدعمهم واشنطن. وأضاف أنه تم أيضاً تدمير ٤ آليات تابعة للفصيل الموالي للنظام السوري. لكن مصادر أخرى موالية للحكومة السورية قالت إن القتلى ليسوا أجانب بل هم سوريون.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قد أعلن أن طائرات «التحالف» قصفت مساء الخميس قافلة لفصيل تدعمه الحكومة السورية وإيران، بينما كانت متجهة صوب قاعدة التنف بجنوب سورية في المنطقة النائية قرب الحدود الأردنية، موضحاً أن الفصيل الذي هوجم شكّل تهديداً للقوات الأميركية وعناصر معارضة تدعمها الولايات المتحدة في جنوب البلاد.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة