الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٧, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
مصر
هجوم مدينة نصر يُرسّخ انزلاق «الإخوان» إلى العنف
القاهرة – أحمد رحيم 
رسّخ هجوم مسلحين على رتل أمني في مدينة نصر (شرق القاهرة) وقُتل فيه ضابطان وشرطي وجُرح 5 آخرون، ميل أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» في الداخل ناحية العنف، في ظل صراع يُمزّق الجماعة بين جناحين، أحدهما يقول بضرورة المواجهة المسلحة مع النظام، والثاني بات ينأى عن تلك الفكرة ولكن على استحياء.

وأظهرت تفاصيل الهجوم وبيان حركة «حسم» المحسوبة على القيادي في الجماعة محمد كمال، الذي أسس «لجان العمليات النوعية»، وقُتل في مواجهة مع قوات الأمن في منتصف العام الماضي، تطوراً في العمل المسلح لتلك المجموعات، إذ انتهزت «حسم» الهجوم، لإعلان تأسيس «فرقة العمليات الخاصة» المسؤولة عن تنفيذ «عمليات نوعية».

وحركتا «حسم» و «لواء الثورة» تنظيمان ولدا من رحم فصيل كمال، لكن الأمن المصري يعتقد بأن الحركتين عبارة عن تنظيم واحد، باسمين مختلفين في إطار تضليل قوات الأمن. وقتلت قوات الأمن عشرات من أعضاء التنظيمين، وأوقفت مئات آخرين، لكن رغم ذلك لا يزالان قادرين على تنفيذ هجمات مؤثرة في محيط العاصمة.

وقال وكيل مباحث أمن الدولة السابق العميد خالد عكاشة لـ «الحياة» إن ما يمنح هذا التنظيم الاستمرارية على رغم الضربات الأمنية الموجعة التي يتلقاها، تبعيته لجماعة الإخوان، ما يُعطيه «ميزة نوعية»، إذ يمتلك رصيداً كبيراً من عناصر التجنيد المحتملين، ومن ثم رغم القبض على أعداد كبيرة من أعضائه، فإنه ما زال قادراً على تجديد التجنيد من عناصر الجماعة، ومن ثم يضمن ضخ عناصر جديدة باستمرارية، فضلاً عن أن عناصر «جماعة الإخوان» تُنفق على هذا التنظيم بسخاء. وأضاف: «أي تنظيم بحاجة إلى تجنيد بشري وتمويل مادي، وفي حال تلقيه ضربات أمنية مؤثرة يحتاج لفترة من أجل التعافي لاستقطاب عناصر جديدة والبحث عن مصادر تمويل جديدة، لكن تلك القاعدة لا تنطبق على حالة حسم، إذ توفر لها جماعة الإخوان مخزوناً بشرياً وتمويلاً مادياً في شكل مستمر».

وقال القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم لـ «الحياة» إن من أسباب وجود تيار العنف داخل جماعة الإخوان حدوث حالة الاختلاط داخل التيار الإسلامي بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) من العام 2011، وإنهاء حالة النقاء الفكري لكل تنظيم أو جماعة داخل هذه الحركة، ومن ثم فإن تلك المجموعات المسلحة بات لها رصيد ومخزون لتجنيد العناصر الجديدة، لافتاً إلى أنها تتخذ «المعارضة السياسية» منطلقاً لتنفيذ تلك الهجمات المسلحة، ولا تنطلق من قاعدة التكفير أو الجهاد مثل «داعش» أو «القاعدة».

وقال إبراهيم إن بيان «حسم» الأخير الذي تبنت فيه هجوم مدينة نصر هو «أجرأ بيان» يصدر عن تنظيم مسلح تابع لـ «الإخوان»، وهو يشير إلى أن «تنظيماً خاصاً عسكرياً قوياً أصبح واقعاً، ولا يمكن إنكاره، وهو منبثق عن جماعة «الإخوان المسلمين»، ويؤكد أن صوت معارضي العمل المسلح في الإخوان خفت، بدليل أن هذا التنظيم يكتسب أنصاراً وينظم نفسه ويتوسع بين الحين والآخر.

وأضاف إبراهيم أن «حركة حسم هي أعنف مجموعة عسكرية تكونت في «الإخوان» منذ الخمسينات. هذا التنظيم هو الأعنف والأقوى منذ أيام التنظيم الخاص في الخمسينات، ووصل الأمر إلى إعلان عملياته ونشر صورها في شكل علني، بل ويفخر بتنفيذ تلك الهجمات، ويطلب من الشباب المصري الانضمام إليه، ويؤكد اعتزامه الاستمرار في العمل المسلح وتنفيذ الاغتيالات» ولفت ابراهيم الى أن «هذا كله يدل على أن الصوت الوسطي والعاقل في الإخوان بدأ يخفُت لمصلحة التيار العنيف، وهنا أحمّل الدولة المصرية جزءاً من المسؤولية لأنها لم تتخذ من الخطوات والإجراءات ما يمنح العقلاء داخل الإخوان فرصة لكسب المعركة في مواجهة المتشددين، بل على العكس غذّت ودعّمت فرص المتشددين، حتى حسموا الصراع داخل الجماعة لمصلحتهم».

وأوضح ابراهيم أن تشكيل «حسم» لما أطلقت عليه «صقور حسم» ووحدة «العمليات الخاصة» كمجموعات متخصصة بعمليات الاغتيالات والإعلان عن ذلك من دون مواربة، يؤكد أن تيار العنف بات مسيطراً على جماعة الإخوان، حتى الأصوات التي كانت تُنكر العنف خفت صوتها.

من جهة أخرى، أحالت النيابة العامة في السويس 5 متهمين بالانتماء إلى تنظيم «داعش» إلى محكمة الجنايات. وألقت قوات الأمن القبض على المتهمين قبل شهرين بتهم بينها التواصل مع تنظيم «داعش» في ليبيا، والسعي إلى الالتحاق بالتنظيم هناك.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة