أطبقت القوات العراقية الحصار على «داعش» في الموصل، وخسر مسلحوه أحد خطوطهم الدفاعية. وقال ضابط كبير لـ «الحياة» إن «الإرهابيين باتوا محاصرين في شكل محكم في 10 مربعات سكنية بعد فتح الجبهة الشمالية». وأضاف أن «قواتنا سيطرت على منطقة مشيرفة، وهي أكبر أحياء المدينة، وكانت تمثل العمق الدفاعي للتنظيم غرب المدينة، كما اقتحمت امس منطقة الهرمات التي تمثل حائط الصد الأساسي وهي جزء مما أطلق عليه التنظيم أرض الثبات وتضم أيضاً حيي الإصلاح الزراعي والصناعة اللذين تحولا الى جبهات مفتوحة».

وتابع أنه «لم يعد أمام داعش أي مخرج، اذ تتمركز الشرطة الاتحادية جنوب المدينة القديمة في أحياء الدواسة والنبي شيت والعكيدات، وقوات مكافحة الإرهاب تتمركز في أحياء الثورة والعروبة والمطاحن غرباً، وقوات الرد السريع والفرقة المدرعة التاسعة شمالاً عند أحياء الهرمات وحاوي الكنيسة ومقبرة وادي عكاب، ومن الجانب الشرقي نهر دجلة».

ودارت معارك عنيفة امس في أحياء الزنجيلي و17 تموز المحاذية للمدينة القديمة، حيث جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء التي تمثل ابرز رموز «دولة الخلافة» التي أعلنها أبو بكر البغدادي صيف 2014.

إلى ذلك، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان امس أن «قوات الرد السريع والفرقة الآلية توغلت مسافة 500 متر في محور الهرمات شمال غربي الموصل، وفرضت سيطرتها على عدد من المباني»، لافتاً إلى «قتل 15 إرهابياً وتدمير 8 آليات مفخخة».

وأعلنت قوات الرد السريع في بيان أن «طيران الجيش تمكن صباح اليوم (امس) من تفجير أربع عربات مفخخة لداعش حاولت استهداف قطعاتنا في الجانب الأيمن للموصل. وتم قتل 12 إرهابياً خلال التوغل داخل المدينة لإجلاء عشرات العائلات».

وتستعين قوات الجيش بزوارق لنقل الهاربين من غرب الموصل الى شرقها، بعد تعذر عبورهم الممرات الآمنة التي حولها «داعش» إلى مكامن لقتل الفارين.

وكان قادة عسكريون أعلنوا أن قواتهم توغلت في الموصل من جهة الشمال، في اليوم الثاني لهجوم جديد يهدف إلى تسريع وتيرة حملة مستمرة منذ نحو سبعة أشهر لطرد «داعش».

ونقلت وكالت رويترز عن العميد الركن وليد خليفة، نائب قائد الفرقة المدرعة التاسعة قوله إن «ما واجهناه خلال هذه العملية محاولة عناصر التنظيم عرقلة القطاعات بالعربات المفخخة». وأضاف أن «الفرقة قتلت حوالى 30 إرهابياً ودمرت خمس عربات».

ولعب الدعم الجوي الأميركي دوراً مهماً في رصد العربات وفي تجنب الأهداف التي يُحاصر فيها مدنيون. وأعلن العميد يحيي رسول، الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة إن الإرهابيين «لم يكن لديهم الوقت لإقامة حواجز والتقدم يسير على نحو جيد. وأكد «إنقاذ ألف أسرة».