الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٧, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
الجزائر
حسابات الغالبية قد تدفع حزب أويحيى إلى تولّي رئاسة الحكومة الجزائرية
الجزائر - عاطف قدادرة 
غداة إعلان نتائج الانتخابات الاشتراعية الجزائرية التي أظهرت خسارة حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم، الغالبية المطلقة في البرلمان، سيكون الحزب ملزماً بالتودد لحزب الموالاة الثاني «التجمع الوطني الديموقراطي» الذي حلّ ثانياً، مسجلاً تقدماً كبيراً من حيث عدد المقاعد، من أجل مجابهة كتلة الإسلاميين التي قد تعقد بدورها تحالفات جديدة تحت قبة البرلمان.

وصنعت نتائج انتخابات البرلمان التي أجريت الخميس الماضي، مفارقة جديدة داخل البرلمان، عبر إتاحة الفرصة أمام 10 أحزاب على الأقل لتشكيل كتل برلمانية يحق لها اقتراح مشاريع قوانين والدعوة إلى تشكيل لجان تحقيق.

وأعلنت وزارة الداخلية في وقت لاحق مساء أول من أمس، أن نسبة المشاركة لم تتخط حدود 37 في المئة، وهي ثاني أقلّ مشاركة منذ العام 1991 حين أجريت أول انتخابات برلمانية تعددية.

وهاجم رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية عبد الرزاق مقري «المقاطعين» وسألهم: «بعد الآن، ماذا أنتم فاعلون؟». وحصل حزب مقري على 33 مقعداً بالتحالف مع «جبهة التغيير» الإسلامية أيضاً، مثيراً انتقادات واسعة.

وذكر الأمين العام لـ «جبهة التحرير الوطني» جمال ولد عباس أن تراجع نتائج حزبه بنحو 50 مقعداً «سببه تشتت الأصوات مع دخول عشرات الأحزاب الجديدة سباق البرلمان»، من دون أن يبدي تمسكاً بحق حزبه في قيادة الحكومة، لافتاً إلى أن رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة مَن يقرر ذلك «بعد استشارة الغالبية».

وليس واضحاً ما إذا كان تعبير الغالبية الوارد في الدستور يخص الحزب الفائز وحده، أم الأحزاب التي تسيطر على غالبية المقاعد في البرلمان، وفي هذه الحالة سيكون الأمين العام لـ «التجمع الوطني الديموقراطي» أحمد أويحيى معنياً بالاستشارة قبل تعيين رئيس للحكومة المقبلة، المتوقعة الأسبوع المقبل.

واشترط ولد عباس على التشكيلات السياسية التي تريد التحالف مع حزبه، العمل وفق برنامج رئيس الجمهورية، معتبراً أن اتهامات مقري بخصوص تزوير حزبه للانتخابات «كلام فارغ».

وانتقدت زعيمة حزب العمال لويزة حنون نتائج الانتخابات بشدة، وتمسكت باتهام «الإدارة بتزوير كثير من نتائج المحافظات على حساب حزبها». وشبهت حنون سادس انتخابات برلمانية تعددية بانتخابات العام 1997، والتي يُعتقد ان نسب التزوير فيها فاقت كل الحدود لمصلحة «التجمع الوطني الديموقراطي».

وقالت إن نسبة المشاركة المعلنة لا تمت بصلة إلى الأرقام الحقيقية، التي قالت إنها لم تتجاوز نسبة 15 في المئة، بخاصة وأن بعض الولايات والمناطق، شهدت حرباً استُعملت فيها السيوف والخناجر ومختلف أنواع الأسلحة البيضاء من الرافضين للنظام. وأضافت حنون أن «عملية حشو الصناديق تمت جهاراً نهاراً، الأمر الذي جعل الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات تسعى إلى إلغاء النتائج في بعض المناطق».

وبدأ مراقبون يرشحون اسمي كل من، سيد احمد فروخي متصدر لائحة «جبهة التحرير الوطني» في العاصمة لرئاسة البرلمان، وغانية داليا متصدرة قائمة الحزب في البليدة والتي حققت 9 مقاعد من أصل 13 في المحافظة حيث ترشحت.

وأظهرت نتائج الانتخابات تقدم بعض حلفاء بوتفليقة من خارج «الجبهة» و «التجمع»، وحقق «تجمع أمل الجزائر» موقعاً مهماً في البرلمان وكذلك فعلت «الحركة الشعبية الجزائرية». إلا أن أبرز ملاحظات حزبي المعارضة «جبهة القوى الاشتراكية» و «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» هو عدم تمكنهما من الحصول على غالبية مطلقة في منطقة القبائل، كما ان مشاركتهما معاً لم تنفع المنطقة في أن تزيل عنها صفة «الأقل تصويتاً» حيث حلت كل من تيزي وزو وبجاية في صدارة المحافظات المقاطِعة.

ولا يُستبعد ان يسعى تحالف «حركة مجتمع السلم» و «جبهة التغيير» الى السعي للتحالف داخل البرلمان مع تكتل اسلامي آخر يضم 3 أحزاب، ويبدو الأمر صعباً وفق مراقبين بحكم صراعات عميقة بين قادة التحالفين، لكن وسطاء باشروا عملاً في هذا الاتجاه وفق مصادر تحدثت إلى «الحياة».

«تجمّع» أويحيى أكبر الرابحين في الانتخابات الجزائرية

آخر تحديث: السبت، ٦ مايو/ أيار ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش) الجزائر - عاطف قدادرة 
احتفظ التحالف الحاكم في الجزائر والمتمثل بـ «جبهة التحرير الوطني» و «التجمع الوطني الديموقراطي»، بغالبيته البرلمانية، وعلى رغم احتفاظ «جبهة التحرير» بالصدارة، إلا أن «التجمع» الذي يقوده أحمد أويحيى سجل تقدماً على حسابها، فيما احتل تحالف الإسلاميين المرتبة الثالثة. لكن السلطات فشلت في رفع نسبة المشاركة إلى ما فوق الأربعين في المئة، خصوصاً بين الشباب الذين شكّل عزوفهم ظاهرة مستحكمة تشير إلى تدني توقعاتهم في تغيير الواقع السياسي.

وانخفض عدد المقاعد النيابية التي حصدتها «جبهة التحرير» في البرلمان، إذ فازت بـ 164 مقعداً نيابياً وتراجعت بـ 57 مقعداً عن المقاعد الـ221 التي كان يشغلها نوابها في المجلس المنتهية ولايته. إلا أن أكبر الرابحين كان «التجمع الوطني الديموقراطي» (ثاني أحزاب الموالاة) الذي رفع عدد نوابه إلى 97 بعدما كانت كتلته البرلمانية تتألف من 68 نائباً. وحل التحالف الإسلامي بقيادة «حركة مجتمع السلم» ثالثاً في الترتيب بنيله 33 مقعداً، على نقيض «حزب العمال» و «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» اللذين أتت نتائجهما مخيّبة.

وأفاد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي في مؤتمر صحافي عقده أمس، بأن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 38,25 في المئة، على رغم تمديد فترة التصويت ساعة إضافية مساء الخميس.

وأعلن «التجمع» الذي يتزعمه أويحيى، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، في بيان استبق إعلان النتائج الرسمية، أنه «سجل بارتياح تقدمه بنحو 50 مقعداً ويتقدم بأحر تقدير من الناخبين والناخبات الذين صوتوا للوائحه ويلتزم بتجنيد نوابه خدمةً لبرنامج الرئيس» عبدالعزيز بوتفليقة الذي أعلنه خلال الانتخابات.

وحل تحالف «حركة مجتمع السلم» و «جبهة التغيير» الإسلامي ثالثاً بـ33 مقعداً، ما يخوله إنشاء كتلة برلمانية يمنحها الدستور حق اقتراح مشاريع قوانين. وأتت نتيجة التحالف الإسلامي كما كان متوقعاً على رغم ادعاءات قياداته مساء أول من أمس، بأن السلطات انحازت إلى «الجبهة» و «التجمع».

وسجل «حزب العمال» اليساري بزعامة لويزا حنون تراجعاً وانحصرت كتلته بـ11 نائباً، فيما نالت «كتلة الأحرار» 28 مقعداً، في مقابل 19 مقعداً لـ «تجمع أمل الجزائر». كما فاز تحالف إسلامي ثانٍ حمل اسم «الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء» بـ15 مقعداً، تلته «جبهة المستقبل» بـ14 مقعداً و «الحركة الشعبية الجزائرية» بـ13 مقعداً.

ولم تحقق قوى المعارضة التقليدية نتائج جيدة، إذ نالت «جبهة القوى الاشتراكية» 14 مقعداً، أما «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» العائد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية بعد مقاطعة سابقة، فحصل على 9 مقاعد فقط من بينها 3 في العاصمة، أحدها لرئيس الحزب محسن بلعباس. ويضم البرلمان الجزائري الجديد حوالى 36 حزباً شغل معظمها عدداً قليلاً من المقاعد، كما أن القانون الجديد للانتخابات يمنع «تجول النواب» (أي تغيير كتلهم) ما يحرمهم من «خطط مبيتة» لتغيير الخريطة السياسية داخل البرلمان.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة