السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ١, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
الجزائر
رهان على شعبية بوتفليقة لمواجهة المقاطعة
الجزائر - عاطف قدادرة 
استثمر زعماء أحزاب جزائرية موالية رسالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة التي تحض الجزائريين على التصويت من جهة، والسلطات على «الحياد» من جهة أخرى، في وقت تزايدت دعوات ناشطين على موقع «يوتيوب» إلى إتباع خيار المقاطعة، ولاحظت «الحياة» نشاط موظفي الوكالة الوطنية للنشر والإشهار في عملية تعليق صور الرئيس عبر الشوارع الكبرى، إذ تراهن الحكومة على الاعتماد على شعبية بوتفليقة لرفع نسب المشاركة.

وأطلقت مؤسسة جزائرية تختص بالنشر والإشهار الحكومي، عملية تعليق واسعة لصور بوتفليقة في شوارع المدن الكبرى، إذ لطالما اعتاد بوتفليقة على قيادة جزء من حملة الدفاع عن التصويت في الانتخابات التي جرت خلال فترة حكمه، لذلك اعتمدت الحكومة خطة لحض الناخبين على التصويت عبر تكثيف حضور الرئيس ولو عبر لوحات إعلانية ضخمة تحمل صوره. وأفاد مصدر من وزارة الداخلية «الحياة» بأن «الرئيس يحظى بشعبية كبيرة لدى الجزائريين وصدور الدعوة عنه للتصويت قد تغيّر معطيات كثيرة».

ودعا بوتفليقة قبل نهاية الحملة الانتخابية الرسمية (منتصف ليل أمس)، كل المسؤولين والأفراد الحكوميين المكلفين بالانتخابات التشريعية المقبلة الى التحلي بـ «الحياد التام» والسهر على «الاحترام الدقيق» لأحكام القانون.

وصرح بوتفليقة قبيل الانتخابات التي ستجري الخميس المقبل: «أهيب بكل المسؤولين والموظفين العامين المناط بهم النهوض بهذه العملية أن يتحلوا بالحياد التام ويسهروا على الاحترام الدقيق لأحكام القانون ذات الصلة».

وخلص الرئيس إلى القول: «بعون الله وبإسهام كل واحد منا سيشهد ملاحظو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة على أن هذا الانتخاب لا يقل سلامة عن أمثاله في البلدان ذات التقاليد الديموقراطية».

وكان مضمون رسالة الرئيس الجزائري، جوهر خطابين للأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس أمس، في مناطق سعيدة ومعسكر (غرب)، والأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي أحمد أويحيى، في كل من المدية والبليدة، باعتبار تلك الرسالة «دليل حياد السلطات الرسمية للقائلين بعدم نزاهة الاقتراع».

ونشر ناشطون شبان أفلاماً قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى مقاطعة التصويت، وأطلق الشابان أنس تينا وشمس الدين عمراني، شريطين على «يوتوب» في الساعات الأخيرة للحملة حققا نسب مشاهدة عالية ويتضمنان دعوةً إلى المشاركة. كما تراهن السلطات على مغني موسيقى «الراب» لاستهداف الشباب وإشعارهم بضرورة الانتخاب.

وتواصلت أمس، عملية تصويت الجاليات الجزائرية في الخارج، التي تتألف من نحو 950 ألف ناخب، يختارون 8 نواب على مستوى الغرفة السفلى للبرلمان، يمثلون 4 مناطق جغرافية بمعدل نائبين لكل واحدة. وتتوزع المناطق الجغرافية الأربع على البلدان التي تضم جزائريين كثراً، إذ تضم فرنسا منطقتين (منطقة 1 في باريس ومنطقة 2 في مارسيليا)، بينما تشمل المنطقة 3 المقاطعات الديبلوماسية في المغرب العربي والمشرق وافريقيا وآسيا-اقيانوسيا في حين تضم المنطقة الرابعة المقاطعات الديبلوماسية والقنصلية لأميركا وبقية أوروبا (خارج فرنسا).

وتفيد وزارة الداخلية بأن هناك 61 مركز اقتراع و390 مكتب تصويت تحت تصرف أفراد الجالية الوطنية المقيمة في الخارج لتمكينهم من تأدية واجبهم الانتخابي في أحسن ظروف.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة