الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ١٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
عرض دولي - عربي أمام الكرملين لتسوية في سورية
مروحيات تواصل إلقاء «براميل متفجرة» بعد تحذيرات واشنطن
ينقل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو اليوم، عرضاً باسم «السبع الكبار» ودول إقليمية وعربية تضمن تخفيف العقوبات والعودة إلى مجموعة «الثماني الكبار»، مقابل إطلاق عملية سياسية تفضي إلى انتهاء «حكم عائلة» الرئيس السوري بشار الأسد. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطط أميركية لشن ضربات صاروخية جديدة بعد اختلاق هجمات بالغاز وإلصاق التهمة بالقوات النظامية السورية، في وقت دعا تيلرسون موسكو إلى ضرورة التخلي عن الأسد وإيران و «حزب الله»، بالتزامن مع تحذير واشنطن دمشق من استعمال «البراميل المتفجرة».

وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا أمس: «لدينا معلومات بأنه يتمّ التجهيز لاستفزاز في أجزاء أخرى من سورية، بما في ذلك ضواحي دمشق الجنوبية، حيث يخططون مرة أخرى لزرع بعض المواد واتهام السلطات السورية باستخدام (أسلحة كيماوية)»، في وقت تضاربت الأنباء عن احتمال استقبال بوتين وزير الخارجية الأميركي اليوم. وأضاف بوتين: «ما يحصل يذكر بسيناريو العراق 2003 عندما بدأت واشنطن حملتها ضد بغداد، بعد خطاب في مجلس الأمن»، في إشارة إلى اتهام بغداد حيازة أسلحة محرمة، ما مهد لحرب أطاحت صدام حسين.

وكان وزراء خارجية «السبع الكبار» عقدوا مع نظرائهم من دول عربية اجتماعاً في إيطاليا للخروج بموقف موحد حمله تيلرسون إلى موسكو. وعلمت «الحياة» أن العرض الدولي- العربي يتضمن تخفيف العقوبات على روسيا وإعادتها إلى نادي «الثماني الكبار» والتعاون في محاربة الإرهاب، مقابل وقف نار كامل في سورية لا يشمل الإرهابيين وإطلاق عملية انتقال سياسي جدية تحافظ على المؤسسات وتؤدي إلى خروج الأسد.

ويتوقع أن يطلع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم على نتائج زيارة تيلرسون خلال لقاء ثلاثي في موسكو نهاية هذا الأسبوع.

وقال تيلرسون قبل توجهه إلى موسكو إن «أفعالاً مثل الهجوم الكيماوي الذي وقع الأسبوع الماضي تجرد الرئيس الأسد من شرعيته». وأضاف: «من الواضح لنا أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية»، لكنه شدد على ضرورة أن يكون هذا ضمن عملية انتقال سياسي لا تؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة والحكومة ولا تؤدي إلى تكرار نموذجي ليبيا أو العراق بعد تغيير النظامين فيهما. وأفيد أمس بأن أميركا وبريطانيا وفرنسا أعدت مشروع قرار جديداً لتشكيل لجنة تحقيق باستخدام الكيماوي في سورية.

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قاذفات حربية سورية قصفت الثلثاء مناطق تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة حماه بالبراميل المتفجرة، بعد يوم من تحذير أميركي لدمشق من أن استخدام مثل هذا السلاح سيؤدي إلى ضربات أميركية أخرى للقوات النظامية السورية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن عدد البراميل المتفجرة التي أسقطتها المقاتلات السورية قليل نسبياً. وسجل محققو الأمم المتحدة استخداماً منتظماً لمثل هذه الأسلحة من جانب القوات النظامية.

وأكدت الادارة الأميركية ليل أمس أن «لديها ثقة عالية جدا» حول مسؤولية دمشق عن الاعتداء الكيماوي، وفصلت أدلة من بينها توجه طائرات من طراز «سوخوي ٢٢» من قاعدة الشعيرات محملة قنابل كيماوية يوم الهجوم، وأن خبراء كيماوي كانوا في القاعدة نفسها في ذلك اليوم.

وقال مسؤولون إن «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية التي تدعمها واشنطن، تقدمت الثلثاء حتى أصبحت على بعد كيلومترين من معقل رئيسي قرب الرقة معقل التنظيم شرق سورية، وإنها صدت هجوماً مضاداً للمتشددين.

وفي نيويورك قدم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا تقريراً إلى مجلس الأمن وسط تأكيدات بأنه باق في منصبه، ورأت فرنسا «بوادر تغيير اللعبة» في سورية بشأن الانتقال السياسي، مؤكدة إعادة طرح مشروع قرار مع بريطانيا لإجراء تحقيق في حادثة خان شيخون. ويتوقع ان يتم التصويت في شأنه اليوم.

مروحيات سورية تواصل إلقاء «براميل متفجرة» بعد تحذيرات واشنطن

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قاذفات حربية سورية قصفت الثلثاء مناطق تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة للنظام في محافظة حماه بالبراميل المتفجرة، بعد يوم من تحذير أميركي لدمشق من أن استخدام مثل هذا السلاح سيؤدي إلى ضربات أميركية أخرى للقوات النظامية السورية، في وقت استمرت الغارات على ريف حماة ودرعا وقرب دمشق. وقتل وجرح عشرات من القوات النظامية في درعا بين دمشق والأردن.

وقال رامي عبد الرحمن مدير «المرصد» إن عدد البراميل المتفجرة التي أسقطتها مقاتلات النظام السوري قليل نسبياً. وسجل محققو الأمم المتحدة استخدامًا منتظمًا لمثل هذه الأسلحة من جانب القوات الحكومية في سورية.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن بيان للجيش السوري قوله إن قواته استهدفت «إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحت زعامته خلال عملياتها على تجمعاتهم ومحاور تسلل في ريف حماة الشمالي» على مقربة من صوران.

وذكرت الوكالة نقلاً عن مصدر عسكري قوله إن العمليات أسفرت عن «مقتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير عربة مفخخة و4 دبابات ومربضي مدفعية ومنصة إطلاق قذائف صاروخية و4 آليات مزودة برشاشات إضافة إلى مصادرة عربة قتالية وقذائف مدفعية وهاون». ولم يفصح المصدر عن نوع الأسلحة التي استخدمت في العملية العسكرية، علماً أن دمشق تطلق اسم «تنظيمات ارهابية» على كل فصائل المعارضة.

ونفى مصدر عسكري في دمشق تقرير «المرصد»، وقال إن الجيش لا يستخدم «البراميل المتفجرة».

وشنّت الولايات المتحدة هجوماً صاروخياً على قاعدة جوية سورية في الأسبوع الماضي ردًا على هجوم بغاز سام على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية. وتتهم واشنطن النظام السوري بشن ذلك الهجوم، في حين تنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عنه. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الثلثاء إن النتائج التي توصلت إليها أنقرة أظهرت أن الحكومة السورية ما زالت تملك قدرات حربية كيماوية وحضّ على اتخاذ إجراءات للحيلولة دون استخدامها. وأضاف في تصريحات إلى قناة «تي.آر.تي» الإخبارية الرسمية التركية من إيطاليا أن هناك حاجة ملحة لحكومة انتقالية في سورية وأن أخطار الأسلحة الكيماوية ستظل قائمة ما دام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

وقال «المرصد» إنه جرى إسقاط «عدد» من البراميل المتفجرة على بلدات طيبات الإمام وصوران شمال مدينة حماة في منطقة شنت فيها فصائل مسلحة معارضة قيادة منظمات جهادية هجوماً كبيراً الشهر الماضي.

وأتى شون سبايسر الناطق باسم البيت الأبيض أمس الإثنين على ذكر «البراميل المتفجرة» إلى جانب الغاز السام كأسلحة تسبب المعاناة «للرضع والأطفال». وأضاف سبايسر: «إذا قصفت طفلاً بالغاز وأسقطت براميل متفجرة على الأبرياء فسترى رد فعل من هذا الرئيس»، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال المصدر العسكري في دمشق: «نحن لا نستخدم هذه البراميل وهي غير موجودة في الجيش العربي السوري». وأشار المصدر إلى أن عمليات الجيش مستمرة في أنحاء سورية و»لن تتوقف».

وقال «المرصد» في تقرير: «قصفت الطائرات الحربية والمروحية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، مناطق في بلدتي طيبة الإمام وصوران بريف حماة الشمالي، وأنباء عن سقوط جرحى، بينما دارت بعد منتصف ليل الإثنين - الثلثاء، اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور بلدات معان والكبارية وكوكب بريف حماة الشمالي الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كذلك نفذت الطائرات الحربية غارات على مناطق في بلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا، بريف حماة الشمالي، ترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور بلدة معردس بريف حماة الشمالي، كذلك نفذت الطائرات الحربية فجر اليوم (امس) ما لا يقل عن 9 غارات، على مناطق في بلدة حلفايا بريف حماة الشمالي».

الى ذلك، أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض بقيام «القوات الروسية في مطار حماة العسكري بتفكيك المعدات العسكرية، ونقلها إلى قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية». وأشار الى «أن نقل القوات الروسية لمعداتها من مطار حماة تزامن مع نقل العقيد حافظ سليمان المقرب من الروس، والمتهم بخطف واعتقال مئات المدنيين من مدينة حماة». وقال: «سليمان على خلاف حاد مع العميد «سهيل الحسن».

وأكدت مصادر، وفق الموقع، أن من «بقي في مطار حماة هي قوات النظام وميليشياته وإن القوات الروسية قبيل مغادرتها المطار طمأنت تلك القوات بأنها ستعلمها قبل ساعات في حال وجهت أميركا ضربة جوية جديدة لسورية».

في الجنوب، قال «المرصد» ان «اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في أطراف حي القابون، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في الحي، وتنفيذ الطائرات الحربية 6 غارات على مناطق في الحي، بالإضافة لسقوط صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، أطلقتها قوات النظام على مناطق في الحي. كما استشهد طفل وطفلة وسقط عدد من الجرحى، نتيجة سقوط قذائف على مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام في حي تشرين عند أطراف العاصمة، بينما استشهد شاب من مخيم اليرموك جنوب العاصمة برصاص قوات حرس الحدود التركي، أثناء محاولته العبور إلى تركيا من ريف إدلب الشمالي».

بين دمشق والأردن، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 16 على الأقل بينهم 3 ضباط أحدهم برتبة عقيد، عدد القتلى من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، الذين قضوا خلال الـ 24 ساعة الفائتة، في الاشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في حي المنشية بدرعا البلد في مدينة درعا، في وقت قصفت قوات النظام مناطق في درعا البلد بمدينة درعا وألقى الطيران المروحي بعد منتصف ليل الإثنين - الثلثاء، ما لا يقل عن 8 براميل متفجرة على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة