الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
الجزائر
تصعيد بين الأقطاب في الجزائر عشية الانتخابات
الجزائر - عاطف قدادرة 
اتهم الأمين العام لـ «جبهة التحرير الوطني» جمال ولد عباس «التجمع الوطني الديموقراطي»، حزب حليفه في الحكم أحمد أويحيى، بمحاولة «إدخال الجبهة إلى المتحف». وشكل هذا الاتهام منعطفاً في الواقع السياسي قبل بدء حملة الانتخابات للبرلمان والتي تنطلق رسمياً الأحد المقبل، وتصعيداً للسجال «العنيف» الذي بدأ بخطابات قاسية من بعض المسؤولين تجاه المقاطعين للاستحقاق.

وقال ولد عباس إن تأسيس «التجمع الوطني الديموقراطي» عام 1997، كان هدفه «إدخال الجبهة إلى المتحف».

وليس من عادة ولد عباس التهجم على «التجمع»، الشريك الثاني لـ «الجبهة» في الحكومة والبرلمان. لكن يمكن تفسير هذا التحول في الخطاب في سياق الحملة السياسية للإنتخابات والتي بدأتها أحزاب أقل أهمية بخطاب «تخوين» للخصوم خصوصاً في جبهة المقاطعين.

ولفت هذا التصعيد انتباه التيار الإسلامي، لذا أتت دعوة أحمد الدان نائب رئيس «حركة البناء الوطني» المتحالفة مع «جبهة العدالة والتنمية» و «حركة النهضة»، إلى تجديد الخطاب الإسلامي، من خلال تجنب المنزلقات والتحريض، مشدداً على الوحدة والتعاون بين كل الفعاليات السياسية في اطار القواسم المشتركة.

وكان لتوجيهات الحكومة للإعلام بحظر خطاب المقاطعة، أثر في حملة الأحزاب الموالية والمعارضة، ولاحظ مراقبون تهجم مسؤولين بارزين أو رؤساء أحزاب معارضة على أحزاب قررت مقاطعة الانتخابات الإشتراعية في الرابع من أيار (مايو) المقبل.

وحمل خيار المقاطعة ثلاثة أحزاب على الأقل، إثنين معتمدين هما «طلائع الحريات» و «جيل جديد»، وثالث قيد التأسيس يقوده الأمين العام السابق لـ «جبهة القوى الإشتراكية» كريم طابو.

الى ذلك، نددت «مراسلون بلا حدود» بصدور ميثاق يسعى الى تنظيم «تغطية أخلاقية وعادلة للانتخابات الاشتراعية».

وقالت فيرجيني دانغل، من «مراسلون بلا حدود» أن «نشر (السلطات) ميثاقاً يضيق حرية الصحافة من دون استشارة وسائل الإعلام والمجتمع المدني، يبين بوضوح أن الحكومة الجزائرية تسعى باسم الاخلاقيات الى تكميم الصحافيين عشية الانتخابات المقبلة. ندعو الحكومـة الجزائرية الى عدم إعاقة عمل الصحافة واحترام التزاماتها الوطنية والدولية».

وتلقى والي العاصمة، عبدالقادر زوخ سيلا من الانتقادات بعد وصفه الجزائريين الذين قرروا عدم التصويت بـ «ابناء حرام»، لكن مقربين منه خففوا من «قصد محافظ الولاية». ومعلوم أن هاجس السلطات الأول هو نسبة المشاركة، إلا أن تفاعل الشارع مع ما يجري من تحضيرات يبدو معدوماً، عدا من نشاط المناضلين «الأوفياء» لأحزابهم ضمن ما يعرف بـ «القواعد النضالية».

وتحاول الحكومة اتخاذ اجراءات تهدئة اجتماعية في الظرف الذي تتحضر فيه البلاد للانتخابات، وكشفت عن برنامج ضخم لتسليم مساكن بالآلاف بحلول حزيران (يونيو) المقبل، وخفضت أسعار الموز بعد إعادة الترخيص باستيراده، كما فتحت أكثر من موقع لبيع المنتجات الزراعية لكسر المضاربة في السوق، كل ذلك لتلقيص الاحتقان.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة