الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ١, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
انتهاء جنيف - 5 بلا تقدم واشنطن: نتقبل الواقع السوري والنظام استعاد قرى في حماه
جنيف - موسى عاصي
لم تحرز هذه الجولة من المحادثات السورية التقدم الذي كان يتوخاه المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا،

لكنها للمرة الأولى دخلت في مقاربة جديدة من طريق مناقشة الملفات السياسية ضمن السلال الاربع. ويعود الفضل في ذلك الى المساعي التي بذلها مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الذي أقنع الوفد الحكومي السوري بمناقشة ملفات أخرى غير مكافحة الارهاب. وناقش الوفد الحكومي ملف الحكم طيلة الايام الثلاثة الاخيرة، مستنداً الى ورقة المبادئ العامة التي وزعها الفريق الاممي خلال الجولة السابقة، وعبر رئيسه السفير بشار الجعفري في مؤتمره الصحافي أمس عن عدم اعتراض على الفحوى العام لورقة المبادئ، مع تأكيد وجود بعض الملاحظات عليها.

لكن الاساس في النقاش في مسألة الحكم، وتحديداً في معضلة الهيئة التي ستدير العملية السياسية، لم يقاربها الوفد الحكومي، في حين ان موقفه التقليدي يعبر عن رغبة في تشكيل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية، تتولى وضع الدستور الجديد وتطبيق العملية السياسية وصولاً الى الانتخابات.

وفي المقابل، ناقش وفد الهيئة العليا للمفاوضات السلال الاربع، لكنه كان ينطلق دائما من ربط كل السلال بهيئة الحكم الانتقالية، ويعتبر، استناداً الى تصريحات الوفد وآخرها المؤتمر الصحافي لرئيسه نصر الحريري، ان هيئة الحكم الانتقالية هي الاساس والمدخل لعملية الانتقال السياسي ولا يمكن حسم أي بند أو سلة اخرى من دون هذا الشرط.

وفي مؤتمر صحافي عقده في نهاية جولة جنيف ٥، صرح الجعفري: "كنا نتوق الى احراز تقدم في هذه الجولة، لكن ذلك لم يحصل، إلا أن النقاش شمل السلال الاربع وورقة المبادئ الاساسية وهذا نعتبره جيداً". وكشف تقديم اوراق عدة المبعوث الاممي أولاها تتعلق بمكافحة الارهاب، وورقة مبادئ عامة للحل السياسي في سوريا، مشيراً الى ان هذه الاوراق تتعلق بايجاد أرضية منطقية للبدء بقضايا الدستور. وأضاف انه طلب من المبعوث الاممي نقل هذه الاوراق الى الوفود الاخرى للاجابة عنها ولكن "انتهت هذه الجولة ولم نتلق أي رد من الاطراف الآخرين على أي من الاوراق".

وتوقف رئيس الوفد المعارض عند التصريحات الاميركية الاخيرة عن اسقاط شرط تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، معتبراً ان الموقف الاميركي لم يتغير جذرياً "ونحن ننتظر موقفاً رسمياً من الولايات المتحدة ولا نعلق على تصريحات قد تكون مقتطفة". ورأى ان "على الولايات المتحدة ألا تحصر معركتها في مواجهة الارهاب فقط، إنما أيضاً يجب ان تنظر الى من تسبب بوجود الارهاب".

وفي مؤتمره الصحافي الختامي، أعلن دو ميستورا ان الايجابية في هذه الجولة تتمثل في دخول الاطراف جميعاً ومن دون استثناء في مناقشة مضمون السلال الاربع، وأيضاً في تأكيدهم العودة مجدداً الى الجولة المقبلة.

وعوّل دو ميستورا أيضاً على المساعي الدولية التي ستبذل ان في طهران بين روسيا وتركيا وايران، أم في استانا بين الدول ذاتها والاطراف السوريين من أجل دفع العملية التفاوضية الى الامام في الجولة المقبلة.

ولم يحدد دو ميستورا موعدا لهذه الجولة، لكن أوساطاً ديبلوماسية أبلغت "النهار" ان جنيف، ستكون بعد لقاء أستانا المتوقع في الاسبوع الاول من ايار المقبل.

البيت الأبيض
وفي سياق التغيير في موقف الإدارة الاميركية الجديدة (الوكالات)، قال البيت الأبيض إن على الولايات المتحدة قبول الواقع السياسي بأن مستقبل الأسد يحدده الشعب السوري وإن تركيز الولايات المتحدة الآن في المنطقة يجب أن ينصب على هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وصرح الناطق باسمه شون سبايسر في بيان صحافي: "في ما يتعلق بالأسد، هناك واقع سياسي علينا أن نقبله في ما يتصل بموقفنا الآن".
وأضاف: "ينبغي أن نركز الآن على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية... لدى الولايات المتحدة أولويات راسخة في سوريا والعراق وأوضحنا أن مكافحة الإرهاب، وخصوصاً هزيمة الدولة الإسلامية، هي في رأس أولوياتنا".

النظام استعاد 16 قرية في حماه والمعارضة تتّهمه باستخدام "غازات سامة"

استعاد الجيش السوري السيطرة على غالبية المناطق التي خسرها في محافظة حماه بوسط سوريا بعد عشرة أيام من المعارك العنيفة اثر هجوم لفصائل مقاتلة بينها فصائل جهادية.

قال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على 75 في المئة من المناطق التي خسرتها في ريف حماه الشمالي".

وكانت فصائل مقاتلة بينها "هيئة تحرير الشام"، وهي تحالف فصائل اسلامية ضمنها "جبهة فتح الشام"، شنت قبل عشرة أيام هجوماً واسعاً على قوات النظام وتمكنت من التقدم سريعاً وسيطرت على مناطق واسعة.

وأوضح عبد الرحمن ان قوات النظام التي أرسلت تعزيزات كبيرة الى المنطقة ساهمت في استعادتها زمام المبادرة، بالاضافة الى الدعم الجوي الروسي الكثيف المرافق للمعارك. وتحدث عن استعادة قوات النظام السيطرة على 16 قرية وبلدة خسرتها.

ولم تبق مع الفصائل المقاتلة سوى خمس مناطق سيطرت عليها أخيراً، بينها بلدة صوران، التي كانت تعد أحد أهم خطوط الدفاع لقوات النظام بين محافظتي حماه وإدلب.

ولمحافظة حماه أهمية كبيرة لأنها محاذية لخمس محافظات أخرى، وهي تفصل بين محافظة ادلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام"، ومناطق سيطرة قوات النظام في غرب البلاد. وأحصى المرصد مقتل العشرات في المعارك من الطرفين غالبيتهم من الفصائل، من غير أن يتمكن من تحديد الحصيلة الكاملة حتى الآن. وترافق المعارك غارات جوية عنيفة للطائرات الحربية السورية والروسية.

وأسفرت غارة جوية استهدفت الخميس مناطق عدة في ريف حماه الشمالي، عن اصابة نحو 50 شخصا بحالات اختناق، استناداً الى المرصد السوري الذي لم يتمكن من تحديد السبب.
واتهم "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" قوات النظام باستخدام "غازات سامة" خلال الغارات الجوية. ونقل الائتلاف في بيان له عن أطباء في حماه ان "الاعراض التي ظهرت على المصابين تمثلت في الزبد والحدقات الدبوسية وضيق النفس وحرقة العينين وارتخاء الاعصاب".

الرقة
على جبهة أخرى، قالت قائدة عملية "غضب الفرات" روجدا فلات التي تدعمها الولايات المتحدة من أجل انتزاع السيطرة على مدينة الرقة السورية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إن العملية ستستغرق أشهراً وهو إطار زمني أطول مما حددته سابقاً "وحدات حماية الشعب" الكردية صاحبة الدور الرئيسي في هذه الحملة.

وتحدثت فلات قرب سد الطبقة على مسافة نحو 40 كيلومتراً غرب الرقة، وهو من الأهداف الرئيسية لحملة "غضب الفرات" التي يشنها تحالف "قوات سوريا الديموقراطية" الذي يضم "وحدات حماية الشعب" ومقاتلين من العرب متحالفين معها. وفلات عضو في "وحدات حماية الشعب" وهي واحدة من نحو ألف امرأة يشاركن في الحملة. 


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة