الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢٨, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«سورية الديموقراطية» إلى إدلب بعد الرقة
لندن - إبراهيم حميدي 
لم يستعبد قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حو، في حديث إلى «الحياة» أمس، توجه «قوات سورية الديموقراطية» بالتعاون مع فصائل في «الجيش الحر» وعشائر، وبدعم جوي روسي، إلى إدلب لقتال «فتح الشام» (النصرة سابقاً) في إدلب بعد طرد القوات الكردية- العربية بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة أميركا «داعش» من مدينة الرقة خلال أسابيع من انطلاق المعركة بداية الشهر المقبل. في الوقت ذاته، حاول فريق المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إحداث اختراق في مفاوضات جنيف عبر التركيز على «سلة الدستور» بسبب استمرار وفد الحكومة بالتمسك ببحث ملف الإرهاب ومطالبة «هيئة المفاوضات العليا» المعارضة بالبحث في تشكيل هيئة حكم انتقالية.

وقال حمو في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس، إن «قوات سورية الديموقراطية» أوقفت العمليات العسكرية لبضع ساعات في سد الطبقة و «سمحنا بدخول مهندسين وعمال حملوا رايات بيضاً إلى مواقع يسيطر عليها «داعش» للتأكد من عدم وجود أخطار جدية على السد»، لافتاً إلى أن «القوات» سيطرت على المطار العسكري للطبقة الذي سيستخدم نقطة تجمع للقوات العسكرية قبل انطلاق معركة الرقة بداية نيسان (أبريل) المقبل، متوقعاً استمرارها أسابيع فقط. ومن المقرر أن يشارك في المعركة بين 16 و17 ألف عنصر عربي وكردي ضمن «قوات سورية الديموقراطية» بدعم جوي وعسكري من التحالف، إضافة إلى مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وكاسحات ألغام ومدفعية ثقيلة مع احتمال وصول دبابات ومروحيات «أباتشي» للمشاركة في المعركة.

ولم يستبعد قائد «وحدات حماية الشعب» حصول تنسيق مع روسيا في عملية عسكرية تنطلق من شمال غربي حلب باتجاه إدلب التي يسيطر عليها «جيش الفتح» الذي يضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً). وأكد استمرار التعاون مع أميركا وروسيا إلى حين هزيمة الإرهاب وتحقيق «حل عادل للقضية الكردية يجب أن يقوم على نظام فيديرالي في سورية»، الذي ستكون الرقة بمجلسها المحلي الجديد جزءاً منه (الفيديرالية).

سياسياً، قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن فريق المبعوث الدولي ركز أمس في لقاءاته مع وفدي الحكومة و «الهيئة» على «سلة» الدستور الجديد، بالتزامن مع تركيز وفدي مجموعتي القاهرة وموسكو على تقديم أجوبة على ورقة كان قدمها دي ميستورا قبل يومين إزاء تفاصيل «السلال الأربع»: الحكم، الدستور، الانتخابات، ومكافحة الإرهاب. وأظهرت وثيقة سلمها وفد «الهيئة» التمسك بـ «تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة السلطات التنفيذية تقرر وقف العمل بالدستور الحالي وإصدار إعلان دستوري موقت ناظم للمرحلة الانتقالية».

قائد «الوحدات» الكردية لـ«الحياة»: الرقة تنضم للفيديرالية ... و«سنحرر» إدلب إذا طلب منا

أكد قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حو في حديث إلى «الحياة»، أن التعاون مع الجانبين الأميركي شرق نهر الفرات والروسي غرب النهر سيستمر إلى حين «القضاء على الإرهاب وإيجاد حل عادل للقضية الكردية» وقيام نظام فيديرالي في سورية ينظم العلاقة بين دمشق والأقاليم. ولم يستبعد أن تشارك «وحدات الحماية» ضمن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» وعشائر وفصائل معتدلة في «تحرير إدلب من جبهة النصرة» بعد تحرير الرقة من «داعش» خلال أسابيع.

وتصاعد التنسيق بين «قوات سورية الديموقراطية»، التي تشكل «وحدات الحماية» مكوناً رئيسياً فيها، والتحالف الدولي بقيادة أميركا لإحكام عزل الرقة لبدء عملية تحريرها من «داعش» في بداية الشهر، حيث وصلت إلى «قوات سورية الديموقراطية» معدات وأسلحة ثقيلة لدعم الحملة على الرقة. لكن حديث «داعش» ودمشق عن أخطار انهيار «سد الثورة» في مدينة الطبقة على نهر الفرات، أدى إلى إبطاء التقدم الميداني في شكل جزئي.

وقال حمو، في اتصال هاتفي أجرته «الحياة» أمس، إن «قوات سورية الديموقراطية» أوقفت العمليات العسكرية في سد الطبقة و «سمحنا بدخول مهندسين وعمال حملوا رايات بيضاً إلى مواقع يسيطر عليها داعش للتأكد من عدم وجود أخطار جدية على السد» الخاضع منذ سنوات لسيطرة التنظيم، الذي أبقى على مهندسين وعمال لتشغيل السد وتوليد الطاقة لتغذية مناطق خاضعة لسيطرته أو سيطرة القوات النظامية السورية. وأضاف: «ليست هناك أخطار لانهيار السد أو ارتفاع منسوب المياه. داعش أشاع إشاعة. كما أن النظام بالغ بالأمر، فانهالت علينا الاتصالات لوقف العملية العسكرية. أوقفناها لبضع ساعات ويمكن تمديد ذلك إلى حين التأكد من عدم وجود أي أخطار... وبعد يوم أو يومين سنسيطر على السد».

في موازاة ذلك، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على المطار العسكري جنوب الطبقة. وسئل حمو إذا كان المطار وهو أول مطار عسكري ضخم تسيطر عليه «قوات سورية الديموقراطية» سيتحول إلى قاعدة عسكرية لأميركا، فأجاب: «نحن معنيون حالياً بتحرير المطار وهذا حصل ليل (أول من) أمس. قرارنا أن نستخدمه كنقطة تجمع للقوات العسكرية للإفادة من موقعه الاستراتيجي» قبل انطلاق معركة تحرير الرقة في بداية نيسان (أبريل) المقبل.

ومن المقرر أن يشارك في المعركة 16-17 ألف مقاتل عربي وكردي ضمن «قوات سورية الديموقراطية» التي يتواصل وصول الدعم العسكري من التحالف إليها، ما شمل مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وكاسحات ألغام ومدفعية ثقيلة مع احتمال وصول دبابات للمشاركة في المعركة. وقال: «الأباتشي الأميركية ستشارك في توفير الدعم الجوي لقواتنا... وعدد المروحيات سيكون بحسب الحاجة إلى حين الانتهاء من الإرهاب».

وإذ قال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ «الحياة» إنه يتوقع انتهاء معركة الرقة في تموز (يوليو) المقبل، أوضح حمو: «إذا سارت الأمور بحسب خططنا والتنسيق مع التحالف، سنحرر الرقة خلال أسابيع أو شهر ليس أكثر» بحيث تسلم إلى مجلس محلي لإدارتها حيث جرى تشكليه مسبقاً.

وكانت مصادر أشارت إلى احتمال بدء فصائل في «الجيش السوري الحر» بدعم من الجيش التركي معركة باتجاه الرقة من مدينة تل أبيض على الحدود السورية- التركية، الأمر الذي سيكون أحد مواضيع المحادثات بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع المسؤولين الأتراك نهاية الأسبوع لتجميد الخطط التركية وقبول مشاركة «وحدات الحماية» في معركة الرقة. وقال حمو: «إذا قامت تركيا بعملية عسكرية سنتصدى لها وسنقاوم. تركيا لن تنام (ترضى) على قبول مشاركتنا، ونحن سنرد عليها بالمثل».

وظهر في الفترة الأخير توتر بين أنقرة وموسكو لسببين: الأول، رعاية الجيش الروسي اتفاق تسليم «قوات سورية الديموقراطية» مناطق بين منبج والباب شمال حلب لمنع تقدم «درع الفرات» المدعوم من أنقرة إلى الرقة. الثاني، توقيع اتفاق مع «وحدات حماية الشعب» لإقامة مركز في عفرين مركز الإقليم الكردي شمال غربي سورية. وأوضح حمو: «الاتفاق لم يتضمن قيام قاعدة روسية، بل مركز للتدريب وبدأ تدريب وحدات حماية الشعب على العمليات النوعية وبعض أنواع الأسلحة». ولم يستبعد قائد «وحدات حماية الشعب» حصول تنسيق مع روسيا في عملية تقوم بها فصائل عربية وكردية تنطلق من شمال غربي حلب باتجاه محافظة إدلب التي يسيطر عليها «جيش الفتح» الذي يضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) التي انضوت لاحقاً مع فصائل أخرى ضمن «هيئة تحرير الشام». وقال: «إذا طلب منا محاربة داعش سنحاربه في كل مكان. وإذا طلب منا محاربة النصرة في إدلب سنحاربها أيضاً».

وسئل عن كيفية التنسيق مع أميركا شرق نهر الفرات لقتال «داعش» وفي الحملة لتحرير الرقة من جهة، ومع روسيا غرب النهر من جهة أخرى، فأجاب: «إننا نخوض معركة سياسية وعسكرية، ولدينا قضية عادلة وسننسق ونعمل مع الأطراف التي تدعمنا». وأضاف رداً على سؤال: «لا علاقة لنا بالتنافس بين أميركا وروسيا. نحن واضحون مع الطرفين. لدينا مشكلة هي الإرهاب ولدينا قضية هي قضيتنا الكردية العادلة. ونحن جاهزون للعمل للوصول إلى حل سياسي ومحاربة الإرهاب».

وأوضح أن «الحل العادل للقضية الكردية» يجب أن يقوم على «نظام فيديرالي في سورية. نؤمن بفيديرالية شمال سورية. النظام الفيديرالي سيكون مركزه في دمشق. وعندما نصل إلى هذا النظام السياسي الجديد، يتم عقد اتفاق... ومعروف أن عاصمة فيديرالية شمال سورية هي قامشلو (القامشلي)». وأضاف رداً على سؤال ما إذا كان يريد رؤية نموذج كردستان العراق في سورية، فأجاب: «هذا نموذج فيه إيجابيات ولدينا بعض الملاحظات عليه، لكن يمكن الإفادة منه».

وسئل عن احتمال تسليم الرقة بعد السيطرة عليها إلى القوات النظامية كما حصل في مناطق بين منبج والباب، فأجاب: «منبج وجرابلس وعفرين كلها مناطق سورية. الرقة وفي حال تم التوافق وحل المشاكل العالقة وإذا قام النظام السياسي الذي نقترحه (النظام الفيديرالي) ونتفاوض عليه، يمكن أن تكون (الرقة) جزءاً من النظام السياسي الجديد».

من جهته، قال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «رويترز»، إن الأمر سيرجع لأهل الرقة لاتخاذ قرار في شأن مستقبلهم، لكنه يعتقد أن المدينة ستنضم إلى «فيديراليات شمال سورية». وأضاف: «نتوقع (هذا) لأن مشروعنا لكل سورية... وممكن أن تكون الرقة جزءاً منه. وكل همنا أن يكون أهل الرقة هم أصحاب القرار في كل شيء». وقال مسلم إن هناك حاجة لأن تكون الرقة تحت سيطرة «أياد صديقة» وإلا فإنها تشكل «خطراً على كل سورية وبخاصة على شمال سورية... فيديرالية شمال سورية، منطقة الإدارة الذاتية».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة