الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ١٤, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
تشدد روسي عشية مفاوضات آستانة
موسكو - رائد جبر لندن - «الحياة» 
سعت موسكو إلى الضغط على فصائل المعارضة السورية المسلحة لحملها على حضور الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة المقرر أن تنطلق اليوم. وفيما أكدت «فرقة السلطان مراد»، المدعومة من أنقرة، أن المعارضة غير مستعدة للمشاركة قبل الحصول على رد من موسكو على مطالبتها بلعب دور «الضامن» والحد من انتهاكات وقف النار، أعلنت الخارجية الروسية معارضتها «ربط (المعارضة) المشاركة بتطورات الوضع حول الهدنة في غوطة دمشق»، وحملت بقوة على «المعايير المزدوجة» للغرب، بسبب رفضه إدانة «الهجوم الوحشي الجديد» في دمشق، في إشارة إلى تفجيرين استهدفا زواراً شيعة عراقيين.

وتدخل الأزمة السورية غداً الأربعاء عامها السابع، وسط معلومات عن ارتفاع عدد ضحاياها إلى ما يقارب نصف مليون ضحية، بالإضافة إلى نزوح ملايين السوريين ودمار هائل في بنية البلاد التحتية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن السنوات الست الماضية من الحرب الأهلية حصدت ما لا يقل عن 465 ألفاً، بين قتيل ومفقود، بينهم أكثر من 96 ألف مدني. وأشار إلى أنه وثّق مقتل أكثر من 321 ألفاً منذ بدء النزاع، كما تم الإبلاغ عن فقدان 145 ألفاً آخرين، مضيفاً أن القوات الحكومية وحلفاءها قتلوا أكثر من 83500 مدني، من بينهم أكثر من 27500 في غارات جوية، و14600 بسبب التعذيب في السجون، فيما قتل قصف من جماعات المعارضة المسلحة سبعة آلاف مدني.

وعشية الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة، ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو آليات إنجاحها، وضمان حضور كل الأطراف من دون شروط مسبقة. وأشار إلى أن موسكو أبدت موقفاً متشدداً حيال طلب فصائل معارضة تثبيت الهدنة في غوطة دمشق، قبل انطلاق المفاوضات. إذ قال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن موسكو تعارض هذا الربط، موضحاً أنها تنطلق من أن «نظام وقف إطلاق النار مستقر من وجهة نظرنا. ثمة خروقات منفردة للنظام، لكنها لا تحمل طابعاً مكثفاً».

بالتزامن، أعلنت الخارجية الكازاخية أنها وجّهت دعوات إلى كل الأطراف وأن بعض الوفود بدأ بالتوافد إلى آستانة. وتوقعت أوساط أن تشارك مصر في هذه الجولة بصفة مراقب، بالإضافة إلى الأردن الذي شارك في الجولة الماضية. كما أشارت إلى دعوة خبراء الأمم المتحدة في مجال نزع الألغام، لمناقشة الوضع في تدمر ومناطق أخرى.

في الأثناء، حملت موسكو بعنف على بلدان غربية منعت إصدار بيان رئاسي في مجلس الأمن لإدانة الهجوم الذي شهدته دمشق قبل أيام. وأشار غاتيلوف إلى أن الموقف الغربي برفض مشروع البيان الذي قدمته روسيا «يثير الاستغراب»، معتبراً أن «ما نشهده بوضوح هو استخدام معايير مزدوجة أو مواقف انتقائية». ووصفت موسكو الهجوم بأنه «عمل وحشي يهدف إلى تقويض وقف النار وإحباط المفاوضات».

ميدانياً، وصلت القوات النظامية أمس، إلى مشارف دير حافر آخر المعاقل الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم «داعش»، في ريف حلب الشرقي. وأفاد «المرصد» بأن القوات النظامية حققت تقدماً جديداً، وسيطرت على قرية حميمية كبيرة، وباتت مباشرة على أبواب دير حافر «وسط أنباء عن انسحابات» نفّذها عناصر «داعش» من البلدة التي تُعد آخر معقل أساسي له في ريف حلب الشرقي. وأكدت مواقع مؤيدة لحكومة دمشق سيطرة قواتها على حميمية كبيرة.

وخسر «داعش» عشرات القرى والبلدات في الريفين الشمالي والشرقي لحلب منذ 17 كانون الثاني (يناير) الماضي، إثر عملية عسكرية أطلقتها القوات النظامية، كما خسر عشرات القرى والبلدات والمدن في ريف حلب الشمالي الشرقي لمصلحة قوات عملية «درع الفرات» المدعومة من الأتراك. وما زال «داعش» يسيطر على بلدتي دير حافر ومسكنة وقرى أخرى في ريف حلب الشرقي، وأبدى عناصره قبل أيام مقاومة عنيفة، منعت القوات النظامية من اقتحام مطار الجراح العسكري، الواقع قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات في منتصف الطريق بين دير حافر ومسكنة.

مفاوضات آستانة تبدأ اليوم ... ورفض روسي لـ «شروط» المعارضة

آخر تحديث: الثلاثاء، ١٤ مارس/ آذار ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) موسكو - رائد جبر 
سعت موسكو وأنقرة أمس إلى ضمان حضور فصائل المعارضة السورية المسلحة جولة المفاوضات الجديدة في آستانة والمفترض أن تبدأ اليوم. وفيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية رفضها «ربط المشاركة بتطورات الوضع حول الهدنة في غوطة دمشق»، قال عضو بارز في فريق التفاوض في المعارضة السورية إنهم غير مستعدين حالياً لحضور الجولة الجديدة من المفاوضات في عاصمة كازاخستان.

وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات هاتفية أمس مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن البحث تركّز على تطورات الموقف الميداني والجهود المشتركة في تثبيت وقف النار، إضافة إلى التحضيرات للجولة الجديدة في آستانة المقرر أن تنطلق اليوم.

ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية تحدثت معها «الحياة» أن تكون المكالمة التي جرت بمبادرة من الجانب التركي، هدفت إلى الاتفاق على آلية لإنجاح جولة المفاوضات، وضمان حضور كل الأطراف، خصوصاً على خلفية تلويح فصائل المعارضة بمقاطعتها في حال لم يتم تثبيت وقف النار في غوطة دمشق. وكانت وكالة «سبوتنيك» الرسمية الروسية نقلت عن قيادي في «الجيش الحر»، أن «المعارضة تنتظر جواب الروس على طلبات تتعلق بخروقات وقف النار وعلى أساس الجواب سيتم حسم موضوع المشاركة». لكن موسكو أبدت تحفظات عن «الشروط» التي وضعتها المعارضة. وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن موسكو تعارض الربط بين إجراء الجولة الجديدة من المفاوضات والهدنة في الغوطة الشرقية، موضحاً أن «الوضع الميداني في سورية تحسّن بقدر كبير منذ دخول الهدنة في البلاد حيز التنفيذ في نهاية العام الماضي». وأضاف أن موسكو تنطلق من أن «نظام وقف النار مستقر من وجهة نظرنا. ثمة خروقات منفردة للنظام، لكنها لا تحمل طابعاً مكثّفاً».

ولفت الديبلوماسي الروسي إلى أن كازاخستان وجّهت الدعوات إلى «كل الأطراف بالتشكيلة نفسها التي حضرت الجولات السابقة». وأعرب عن أمل موسكو بأن «يحضر كل الأطراف». وزاد أن الدعوات وجّهت أيضاً إلى الولايات المتحدة بصفة مراقب والى الأمم المتحدة التي لن يكون حضورها مقتصراً في هذه الجولة على المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وفريقه، إذ تمت دعوة خبراء الأمم المتحدة في مجال عمليات إزالة الألغام وتطهير المناطق من مخلفات المواد المتفجرة.

وزاد أن حضور الخبراء الدوليين «مهم جداً في هذه المرحلة من المفاوضات، للمساعدة في عمليات نزع الألغام الجارية في تدمر ومناطق أخرى». سياسياً، قال غاتيلوف إن موسكو مستعدة لاستئناف الاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن سورية. وزاد: «حتى الآن لم نجر اتصالات مع أميركا بشأن تسوية سياسية في سورية، إذا تغيّر الموقف الأميركي فإننا بالطبع سنكون مستعدين لاستئناف المشاورات حول الشؤون السورية بما في ذلك الأمور التي تشملها عملية جنيف للسلام».

وأعلن وزير خارجية كازاخستان، خيرات عبد الرحمانوف، أن الوفود المشاركة في المفاوضات بدأت أمس (الإثنين) بالتوافد إلى آستانة. وقال في كلمة أمام البرلمان الكازاخي إن روسيا وإيران وتركيا ستشارك بمستوى التمثيل السابق ذاته، بينما ما زالت آستانة تنتظر تأكيد المشاركة ومستوى التمثيل من الأطراف الأخرى. وأشار إلى دعوة الأردن والأمم المتحدة، بينما نقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر أن دعوة مماثلة ربما تكون وجّهت إلى مصر.

ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير من عمّان عن عضو بارز في فريق التفاوض التابع للمعارضة السورية تأكيده أن وفد المعارضة إلى مفاوضات آستانة غير مستعد حالياً لحضور الجولة الجديدة. وقال العقيد أحمد عثمان قائد جماعة «السلطان مراد» المدعومة من تركيا، إن المعارضة تنتظر رد روسيا على خطاب يطالب موسكو بأن تلعب دور الضامن وتوقف انتهاكات وقف النار الهش الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأضاف أنه لم يتحقق شيء حتى الآن، في إشارة إلى الضربات الروسية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وهجمات القوات النظامية السورية للتقدم في مناطق محاصرة تسيطر عليها المعارضة.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة