الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٦, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
لبنان: أجواء عدم الثقة و"النيّات المبيتة" تحكم العلاقات
الموازنة والتعيينات الأربعاء "ما لم تطرأ عراقيل"
القرارات التي من المتوقع ان يتخذها مجلس الوزراء اليوم والاربعاء في الموازنة والتعيينات العسكرية، لن تبدّد الاجواء الضبابية الملبدة في الخارج والداخل والتي تعكس حالا من عدم الاستقرار او التي تنذر بهذا اللااستقرار. فالمعلومات التي حصلت عليها "النهار" تفيد أن استياء سعودياً كبيراً، وتالياً خليجياً، يلغي الاجواء الايجابية التي اشاعتها زيارة الرئيس ميشال عون للمملكة العربية السعودية قبل ان تتراجع تلك الايجابية اثر تصريحات للرئيس عون عن المقاومة والسلاح، وتصريحات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن المملكة. ص3
أما في الداخل، فان عوامل عدم الثقة تتقدم وتطفو على السطح على رغم عدم الاعلان عنها بشكل واضح. فعدم اقرار قانون جديد للانتخاب يعكس عدم الاتفاق وتالياً التشكيك في النيات والاهداف المبيتة وعدم الثقة بين الاطراف. فالتعيينات اصابت المتحالفين، والاتفاق على الموازنة سيستكمل اليوم والاربعاء "ما لم يطرأ في اللحظة الأخيرة ما يعرقل، أو ما يفضح نياتٍ مبيتةً"، كما جاء في مقدمة نشرة "او تي في" التابعة لـ"التيار الوطني الحر" والتي اشارت إلى احتمال عقد جلستين لمجلس الوزراء في قصر بعبدا الأربعاء: أولى لاقرار الموازنة، وثانية لإقرار التعيينات. وفي المعلومات ان الموازنة قد لا تنجز اليوم بل تحتاج الى جلسة اضافية الاربعاء يرأسها الرئيس عون.

واليوم يشهد مجلس النواب جلسة للجان المشتركة لدرس سلسلة الرتب والرواتب، يتبعها الخميس اجتماع لهيئة مكتب المجلس لدعوة الهيئة العامة لاقرار هذه السلسلة. ومع إحالة موضوع السلسلة على اللجان النيابية التي تبدأ مناقشتها، تكون الحكومة أزالت هذا العبء عن كاهلها ووضعته في عهدة المجلس، خصوصاً ان مشروع القانون كان بلغ الهيئة العامة في تشرين الاول ٢٠١٤ وعلق بعدما طلب وزير الدفاع في حينه سمير مقبل فصل سلسلة العسكريين عن مجمل المشروع، لكن هذه المشكلة لم تعد مطروحة في ظل عدم رغبة وزير الدفاع الحالي يعقوب الصراف في فصلها.

قانون الانتخاب
أما بالنسبة الى قانون الانتخاب، فلا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يشير الى عدم اقتراب موعد النهاية السعيدة للقانون العتيد. ويردد أمام زواره ان التأخير الحاصل في هذا المجال لا يصب في مصلحة احد، وعلى الجميع استدراك هذا الامر جيدا وعدم التساهل فيه. ويقول: "لا يظن احد ان البلاد تمر في شهر عسل، بل ان الشهر الحقيقي للعسل والراحة عند توصل الافرقاء الى اتفاق على قانون انتخاب. ويبقى المطلوب هنا استغلال شهر اذار جيدا، والا سيصبح البلد في خطر. وانصح بأن لا ينام أحد على حرير ويرتاح كثيراً".

وسئل عن فراغ يهدد المجلس في حال عدم اجراء الانتخابات ، فأجاب: "عندها لا نكون امام دولة حقيقية ورئاسة جمهورية وحكومة فاعلة. وأكرر ان كل الكلام الذي يصدر عن الرئيس ميشال عون في خصوص قانون الانتخاب لا يهدف الا الى الحث والتعجيل ومن باب التشجيع للوصول الى قانون واتمام استحقاق الانتخابات".

عين الحلوة
على صعيد آخر، يتوقّع أن يعلن رسمياً اليوم أو غداً تشكيل "القوة المشتركة" في مخيم عين الحلوة، بعد حل "القوة الأمنية المشتركة" السابقة التي كانت بقيادة المسؤول العسكري "الفتحاوي" منير المقدح الذي قدم استقالته قبيل الاشتباكات الاخيرة.

والقوة الجديدة التي ستنسق أكثر مع الاجهزة الامنية اللبنانية لا تختلف مهمتها كثيراً عن مهمة القوة السابقة، من حيث الحفاظ على الامن والاستقرار، اضافة الى منحها صلاحيات التدخل عند وقوع أي حادث أمني، من دون الرجوع الى اللجنة السياسية العليا.

ولكن يبقى موضوع المطلوبين اللبنانيين الفارين الى المخيم وفي طليعتهم شادي المولوي، وقد أبلغ مصدر عسكري لبناني "النهار" ان ثمة صعوبة لدى القوة المشتركة في تسليم أي من المطلوبين وخصوصاً الاسلاميين الذين يتحصنون في مواقع محددة وهم مستعدون للموت قبل تسليم أنفسهم.

السفينة البريطانية
في غضون ذلك، أبحرت السفينة البريطانية HMS OCEAN بعد زيارة أولى لبيروت في طريق عودتها إلى المملكة المتحدة، بهدف إحياء التزام المملكة المتحدة حيال لبنان..
والتقى قائد السفينة الكابتن بيدري، والسفير البريطاني هيوغو شورتر، وملحق الدفاع كريس غانينغ وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي. واستضاف شورتر كبار القادة الامنيين في لبنان الى غداء مع قائد السفينة.

وفي حفل استقبال كبير، أعلن شورتر تقديم هبة من المعدات بقيمة 65 ألف دولار اميركي الى مغاوير الجيش اللبناني تعزيزاً لقدراتهم في الطرق الوعرة وفي كل الأحوال الجوية.
ويذكر أن السفينة HMS OCEAN، تزن 22 ألف طن وهي أكبر سفينة حربية عاملة في البحرية الملكية البريطانية. ودورها الاساسي هو حاملة طوافات وسفينة هجوم برمائي.

المشنوق التقى بري: انتظار القانون لا يعني تجاوز المواعيد والمهل

أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "أن الوضع الامني تحت السيطرة ولا ضرورة للمخاوف الكبرى التي ترمى في الاعلام نتيجة كلام سياسي"، مشيراً الى أن انتظار الاتفاق على قانون انتخاب جديد "لا يعني بأي حال من الاحوال تجاوز المواعيد القانونية او المهل الدستورية".
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، السبت، الوزير المشنوق الذي قال بعد اللقاء: "ابلغني دولة الرئيس بشكل واضح وصريح التزامه التواريخ والقانون، وفي الوقت نفسه رغبته في ان يجري الاتفاق على قانون جديد للانتخاب بين مختلف الافرقاء السياسيين. انتظار الاتفاق لا يعني بأي حال من الاحوال تجاوز المواعيد القانونية او المهل الدستورية اذا وصلنا اليها.

ناقشنا الموضوع الامني ايضا، واكدت لدولته بعد رحلات عدة الى الخارج، وبعد مشاورات مع عدد من الاطراف الاقليميين والدوليين، ان الوضع الامني تحت السيطرة ولا ضرورة للمخاوف الكبرى التي ترمى في الاعلام نتيجة كلام سياسي تعرفونه جميعا. لا شيء يستحق الاهتمام بمثل هذا الامر، ولا يستحق من اللبنانيين في الخارج او العرب الذين نسعى دائماً الى أن يأتوا الى وطنهم الثاني لبنان. نحن نلح على حسن علاقاتنا العربية، ونلح اكثر على ان السعودية هي صاحبة فضل في الاستقرار بلبنان، ونلح اكثر واكثر على أن يأتي الاماراتيون الى بلدهم لبنان، لان امارات الشيخ زايد رحمه الله لم تكن لمرة الا دولة راعية للاستقرار ومحبة ومساعدة لكل ما يحتاجه لبنان".

من جهة أخرى، شدد المشنوق في فطور صباحي، على "ان الاولوية في المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة هي المحافظة على لبنان واللبنانيين، ليكونوا مستعدين للجلوس الى الطاولة"، حيث "لا احد عندها يستطيع ان يأخذ منا شيئا".
وأكد "ان زعامة الرئيس سعد الحريري ثابتة واكيدة، وان الانتخابات المقبلة ستؤكد ثباتها"، لافتاً الى "ان ولاءنا للبنان اولا وعروبتنا دائما ثابتة واكيدة، ولا احد يستطيع ان يؤثر على اللبنانيين او ان يغيرهما، لا التكفيري ولا التقسيمي".

باسيل: لا يراهنن أحد على تغيير موقف عون الأولوية لقانون الانتخاب ولا موازنة من دونه

أكد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، أن رئيس الجمهورية ميشال عون "لن يوقع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في ظل قانون الستين، لأنه يحترم الناس وخياراتهم، فلا يراهنن أحد على تغيير هذا الموقف ولا يهددن أحد بقانون الستين، لأن هذا القانون لا مكان له في هذا العهد، ودفن في أرضه وأنتهى وعلينا التطلع إلى الأمام".

وقال في العشاء السنوي لهيئة "التيار الحر" - تنورين، في "مجمع أوريزون" - حبوب (جبيل): "إننا ذاهبون إلى إنتصار جديد في وجه كل تخلّف أبقى الوضع في لبنان على ما هو عليه، وأول شيء سنواجهه هو قانون الستين الذي أصبح من الماضي بالنسبة الينا. سننجز قانوناً للإنتخاب يشبهنا، ومن زماننا، يعطي الحرية لكل الفئات الطائفية والمناطقية والحزبية، لكي تتمثل في مجلس النواب.

نحن و"القوات" والكتائب اللبنانية، متفقون على أن لا وجود لقانون الستين في الإنتخابات النيابية المقبلة مهما كانت التضحيات والثمن، لأن قانون الإنتخاب أهم من رئاسة الجمهورية ويستأهل التضحية من أجله بكل شيء وحتى بالعهد، ولم نصل إلى السلطة لكي نبيع الناس إنما لإعطائها حقها وعدم سلبها هذا الحق".

وأضاف: "(من يظن أن التيار الوطني الحر والقوات يكتسحان المقاعد المسيحية من خلال قانون الستين يعني أنهما مع هذا القانون، يكون مخطئاً، فالتيار من موقعه اليوم يقول للناس أن هذه المقاعد النيابية لهم لإنجاز القانون الذي يؤمنها لهم، فهذه هي الهدية التي يقدمها إليهم العهد".

وختم: "الأمل كبير في التوصل إلى توافق سياسي على قانون جديد للانتخاب يرضي الجميع، من خلال تضحية كل واحد منا للتوصل إلى توافق بين اللبنانيين والقبول بحقهم ورأيهم، فالخيارات أمامنا كثيرة والوقت ضيق. الأولوية اليوم لقانون الإنتخاب ولا أولوية تعلو عليه، فلا موازنة من دون هذا القانون ومخطىء من يفكر عكس ذلك، ولا يحصل شيء في البلد من دون قانون الإنتخاب، لأن الإصلاح الحقيقي في البلد يبدأ من خلال هذا القانون".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة