الثلثاء ٢٣ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٦, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«قبول تركي» بنشر الجيش السوري في منبج
أثارت تصريحات نُسبت إلى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أكد فيها عدم ممانعة أنقرة سيطرة الجيش السوري على مدينة منبج، لغطاً أمس، إذ إنها تشير إلى إمكان قبول «الأمر الواقع» المستجد في شمال سورية والمتمثّل في انتشار قوات تابعة لحكومة دمشق في مناطق التماس بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً وفصائل «درع الفرات» المدعومة تركياً. تزامن ذلك مع معاودة تحالف «سورية الديموقراطية» الكردي- العربي إطلاق «عملية غضب الفرات» الهادفة إلى عزل مدينة الرقة، معقل «داعش» في شمال سورية، بعد توقف دام أسبوعاً، في ظل مخاوف من لجوء التنظيم المتشدد إلى تفجير سد الطبقة على نهر الفرات، ما يهدد بكارثة قد تُغرق عشرات القرى والمزارع على ضفاف النهر لا سيما في محافظة الرقة.

ونشرت محطة «روسيا اليوم» وموقع «سبوتنيك» الروسي والعديد من المواقع الإخبارية تصريحات لافتة لبن علي يلدريم تتعلق بالوضع في مدينة منبج، التي كررت أنقرة مراراً أنها ستكون الهدف المقبل لفصائل «درع الفرات» بعد سيطرتها على مدينة الباب القريبة وطرد تنظيم «داعش» منها. وقال يلدريم أمام تجمّع بمدينة سينوب (شمال تركيا) أمس: «لا ننظر كتطور سلبي إلى دخول الجيش السوري لمنبج وخروج وحدات الأكراد السوريين من المدينة، فالأراضي السورية يجب أن تكون للسوريين»، معتبراً منبج «مفتاحية» لحل الأزمة السورية.

وكانت هيئة الأركان الروسية أعلنت الجمعة أنه «وفقاً للاتفاقات التي تم التوصل إليها بمساعدة قيادة القوات الروسية في سورية، سيتم إدخال وحدات من القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية بدءاً من 3 آذار (مارس) إلى الأراضي التي تسيطر عليها وحدات الدفاع الكردية» في منبج. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية وصول قوات سورية وروسية إلى منبج التي يسيطر عليها فصيل «مجلس منبج العسكري» المنضوي في تحالف «سورية الديموقراطية». وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن قوات أميركية حُوّلت من الرقة إلى منبج لطمأنة القوات المحلية التي تسيطر على المدينة بعدما شنّت فصائل «درع الفرات» هجمات للتقدم في اتجاهها من جهة الباب.

وعلى رغم الضجة الواسعة التي أثارها كلام يلدريم عن منبج، لوحظ أن تصريحاته لم تنقلها وكالة الأناضول التركية ولا المواقع الرسمية الأخرى حتى مساء أمس.

في غضون ذلك، تواصلت حركة النزوح الواسعة للمدنيين من ريف حلب الشرقي حيث تدور مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية السورية وتنظيم «داعش». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن حوالى 66 ألف شخص نزحوا جراء المعارك الأخيرة ضد «داعش» في محافظة حلب. ويتضمن هذا العدد «حوالى 40 ألفاً من مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة، إضافة إلى 26 ألفاً من شرق الباب».

إلى ذلك، عاودت «قوات سورية الديموقراطية» تحريك عملية «غضب الفرات» بعد توقفها أسبوعاً، وأعلنت تقدمها نحو معقل «داعش» في مدينة الرقة، وسط مخاوف من لجوء التنظيم إلى تفجير سد الطبقة على نهر الفرات، ما يهدد بإغراق عشرات القرى في محافظة الرقة. وأفادت «فرانس برس» بأن المزارعين السوريين المقيمين على ضفاف نهر الفرات يخشون أن يقدم «داعش» على تفجير سد الطبقة دفاعاً عن معقله الأبرز في سورية، في «سيناريو كارثي» من شأنه أن يهدد عشرات القرى والمزارع بالغرق.

قوات «غضب الفرات» تتقدم في الرقة ومخاوف من تفجير «كارثي» لسد الطبقة

آخر تحديث: الإثنين، ٦ مارس/ آذار ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) لندن، الطويحنة (الرقة) - «الحياة»، أ ف ب 
عاودت «قوات سورية الديموقراطية» تحريك عملية «غضب الفرات» بعد توقفها أسبوعاً، وأعلنت تقدمها نحو معقل تنظيم «داعش» في مدينة الرقة، وهي الهدف المعلن من الهجوم المدعوم بقوات أميركية خاصة وبغطاء جوي يوفّره التحالف الدولي. لكن التقدم نحو الرقة تزامن ومعلومات عن فرض «داعش» ما يُعرف بـ «اللباس الأفغاني» على جميع المدنيين في المدينة، ما يثير مخاوف من إمكان استخدامهم دروعاً بشرية. كما تصاعدت المخاوف من لجوء «داعش» إلى تفجير سد الطبقة على نهر الفرات، ما يهدد بإغراق عشرات القرى في محافظة الرقة.

وأعلنت «غرفة عمليات غضب الفرات» في بيان أمس «مواصلة المرحلة الثالثة لحملة تحرير مدينة الرقة وريف دير الزور. بعد التوقف الاضطراري (نتيجة) سوء الأحوال الجوية»، مشيرة إلى أن التوقف استمر أسبوعاً. وأوضحت أن الهجوم الجديد الذي بدأ أمس يهدف إلى «عزل مدينة الرقة عن دير الزور، وإحكام السيطرة الكاملة على المناطق المحاذية لنهر الفرات، والعمل على إجراء تطويق كامل لمدينة الرقة ومحاصرة الإرهابيين فيها، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب وبدعم جوي واستشارة مباشرة على الأرض». وأشارت في بيان منفصل إلى أن عناصرها سيطروا أمس على قرية جب الخليل الواقعة على بعد ٢٥ كلم شمال نهر الفرات على محور ابو خشب (شرق مدينة الرقة).

إلى ذلك، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن استياء يسود مدينة الرقة بعد تعميم أصدره «داعش» بإلزام المواطنين في معقله بارتداء لباس موحد هو «اللباس الأفغاني». ولفت إلى أن القرار صدر الأسبوع الماضي وأمهل التنظيم فيه المواطنين أياماً قليلة لاقتناء اللباس الأفغاني قبل تسيير دوريات لاعتقال من يخالفه.

وتابع أن «هذا القرار أثار استياء شعبياً واسعاً في أوساط المدنيين» وسط مخاوف من استخدامهم «دروعاً بشرية» لخداع طائرات التحالف الدولي كي تستهدف المدنيين على اعتبار انهم من عناصر التنظيم.

في غضون ذلك، أفادت «فرانس برس» بأن المزارعين السوريين المقيمين على ضفاف نهر الفرات يخشون أن يقدم «داعش» على تفجير سد الطبقة دفاعاً عن معقله الأبرز في سورية، في «سيناريو كارثي» من شأنه أن يهدد مئات القرى والمزارع بالغرق. وتشير الأمم المتحدة إلى ارتفاع مستويات المياه في نهر الفرات بالقرب من مدينة الرقة التي يخترق النهر شمالها ثم شرقها وصولاً إلى العراق. ويتخوف سكان القرى والبلدات الواقعة غرب مدينة الرقة من أن يعمد التنظيم الى تفجير سد الطبقة الذي يحتجز المياه على بعد أربعين كيلومتراً من مدينة الرقة، في محاولة لعرقلة تقدم خصومه، وفق ما أوردت الوكالة الفرنسية. ويقول المزارع أبو حسين (67 عاماً) من قرية الطويحنة الواقعة على الضفة الشرقية للفرات على مسافة نحو 55 كيلومتراً من الرقة: «إذا نفّذ التنظيم تهديده بتفجير أو إغلاق بوابات سد الفرات، فإن المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات بكاملها (...) مهددة بالغرق عن بكرة أبيها».

وكانت قرية ابو حسين تحت سيطرة «داعش» منذ العام 2014، قبل أن تطرده منها قبل اسابيع «قوات سورية الديموقراطية» وهي تحالف لفصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن. ويقول أبو حسين الذي يخشى عودة «داعش» الى قريته: «هم لا يخافون الله، ومن لا يخاف الله خف منه».

ويقع سد الطبقة على بعد 500 متر من مدينة الطبقة التي تعد معقلاً للتنظيم ومقراً لأبرز قياداته.

وتشكل مدينة الطبقة منذ أشهر هدفاً لـ «قوات سورية الديموقراطية» في اطار هجومها نحو الرقة الذي أطلقته في تشرين الثاني (نوفمبر) بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتمكنت «سورية الديموقراطية» من التقدم غرب الرقة وسيطرت على عشرات القرى والمزارع، لتصبح على بعد خمسة كيلومترات من مدينة الطبقة ونحو اربعة كيلومترات من سد الطبقة.

ويقول الفلاح رحيل حسين المحمود (52 عاماً) من قرية بير حسين الحمد: «تتوارد معلومات عن أن داعش يعتزم تفجير سد الفرات». ويضيف: «إذا حصل ذلك فإن معظم مناطق الرقة ودير الزور ستغرق، وكثيراً من المدن والبلدات سيقتلها العطش، وستتلف المحاصيل الزراعية والمواشي»، مناشداً «الأمم المتحدة والعالم التدخل للحفاظ على السد ومنع انهياره، باعتباره يشكل شريان الحياة للمنطقة بالكامل».

وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سورية بشكل رئيسي على مياه نهر الفرات لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية.

في قرية بير حسن الصغيرة، يستبعد الشاب حسن (35 عاماً) أن «يغامر تنظيم داعش بتفجير سد الفرات لأنه سيغرق مناطق سيطرته أيضاً».

لكنه لا يستبعد كذلك أن «يلجأ الى فتح بوابات السد لتغطية عمليات انسحابه، في حال فقد القدرة على المقاومة في المنطقة».

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير الشهر الماضي بأن مستوى المياه في نهر الفرات ارتفع الى علو عشرة أمتار منذ شهر كانون الثاني (يناير). ووفق الأمم المتحدة، يعود هذا الارتفاع «جزئياً الى الأمطار الغزيرة والثلوج» وكذلك الى غارات للتحالف الدولي بقيادة اميركية قرب مدخل السد. وحذّرت من أنه من شأن أي ارتفاع إضافي في منسوب المياه أو ضرر يلحق بسد الطبقة أن «يؤدي الى فيضانات واسعة النطاق في كل انحاء الرقة وصولاً حتى دير الزور».

وقبل اندلاع النزاع السوري في العام 2011، كان عدد سكان مدينة الطبقة يقدر بأربعين الف نسمة وفق الباحث الفرنسي والخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، فيما كان عشرون ألفاً آخرون يقيمون في مدينة الثورة المجاورة.

وأوضح مصدر رسمي سوري يعمل في إدارة السد لـ «فرانس برس» أنه «اذا طالت معركة سد الفرات، سيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة جداً على جسم السد وعمله». وحذّر المصدر الذي رفض كشف هويته، من أن «طول فترة المعارك قد يؤدي إلى إجبار الفنيين العاملين داخله على الفرار هرباً من الموت، وهو خطر إضافي، لأن السد لا يمكن أن يترك دون إدارة وتحكم فني».

وتبلغ كميات المياه المخزنة في سد الفرات أكثر من 14 بليون متر مكعب، فيما يخزّن سد البعث الذي يقع على بُعد 27 كيلومتراً شمال سد الفرات، أكثر من تسعين مليون متر مكعب من المياه. يذكر ان استكمال بناء سد الطبقة يعود الى العام 1973. وقد أنجز بمساعدة من الاتحاد السوفياتي سابقاً.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة