نفذت السلطات الاردنية فجر السبت احكام الاعدام في حق 15 اردنياً "ارهابياً ومجرماً". وهي المرة الأولى يعدم هذا العدد من المحكومين في هذا البلد الذي شهد هجمات دامية عام 2016.

كانت المرة الأخيرة التي أعدم فيها عدد كبير من المحكومين في الأردن في 21 كانون الاول 2014 اذ نفّذت الاحكام في 11 شخصا دينوا بجرائم قتل جنائية غير مرتبطة بالسياسة أو الإرهاب.

وكانت تلك عمليات الإعدام الاولى منذ 2006. غير أنها المرة الاولى يعدم 15 محكوماً دفعة واحدة.

وصرح وزير الدولة الأردني لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني عن احكام الاعدام التي نفّذت في سجن سواقة على مسافة 70 كيلومتراً جنوب عمان: تم فجر اليوم السبت تنفيذ أحكام الإعدام شنقا حتى الموت بحق عشرة أشخاص دينوا بارتكاب جرائم إرهابية".

وأوضح أن "الجرائم الارهابية التي دين بها الارهابيون هي هجمات ضد مكاتب المخابرات العامة في البقعة والاعتداء الارهابي على رجال الامن العام في صما واغتيال الكاتب ناهض حتر والتفجير الارهابي الذي تعرضت له سفارة المملكة في بغداد عام 2003، والهجوم الارهابي على فوج سياحي في المدرج الروماني".

وكان الناطق يشير الى هجوم على سياح في مدرج روماني عام 2006 أسفر عن مقتل بريطاني، والى الهجوم على مكتب المخابرات في البقعة بشمال الاردن والذي أدى الى سقوط خمسة قتلى من أفراد دائرة المخابرات.

وقتل حتر في 25 أيلول امام قصر العدل بوسط عمان بينما كان يهم بدخول المحكمة لحضور اولى جلسات محاكمته لنشره رسماً كاريكاتورياً في صفحته بموقع "فايسبوك" اعتبر انه "يمس بالذات الالهية".

وقال المومني انه نفذت أحكام الاعدام بحق خمسة محكومين في ما يعرف بخلية إربد الارهابية.

وكانت الاجهزة الأمنية أحبطت في آذار من العام الماضي مخططاً إرهابياً مرتبطاً بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظة إربد ضد اهداف مدنية وعسكرية، عقب مواجهات بين قوات الامن ومسلحين ادت الى مقتل سبعة مسلحين وضابط أمن.

وأضاف الوزير ان "المجرمين الخمسة الاخرين ارتكبوا جرائم جنائية كبرى بشعة تتمثل باعتداءات جنسية وحشية على المحارم".

وشدّد نائب عام عمان القاضي زياد الضمور على أن "تنفيذ أحكام الإعدام بحق 15 من المجرمين هو رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمجتمع، وهو المصير المحتوم لكل من يرتكب فعلاً وجرماً آثماً". ورأى ان "تنفيذ هذه الاعدامات بحق هؤلاء المجرمين سيترك أثراً إيجابياً على ذوي المغدورين باعتبار أنه تم إلحاق الأذى بهم نتيجة الأعمال الآثمة التي ارتكبها المجرمون".

وافادت مصادر قضائية اردنية انه " لا يزال هناك نحو 94 شخصاً محكوماً عليهم بالاعدام شنقاً وغالبهم في قضايا قتل واغتصاب".

ويشارك الاردن في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشن غارات جوية على "داعش" في سوريا وفي العراق.

وتعرض الاردن لأربعة اعتداءات دامية عام 2016 أدت الى سقوط عدد من أفراد الاجهزة الامنية واعلن "داعش" مسؤوليته عن اثنين منها. كما اعلنت السلطات احباط مخططات أخرى للتنظيم الجهادي في البلاد عام 2016.

واثارت معاودة عمليات الاعدام في الاردن بعد تعليقها بصفة غير رسمية في 2006 استنكار منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. وقالت نائبة المدير في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت سماح حديد في بيان إن "هذا النطاق المروع والسرية حول هذه الإعدامات لهو أمر صادم".