الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ١, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
مصر
علاء مبارك في معقل «الإخوان» يُظهر تقلبات الثورة المصرية
القاهرة - أحمد رحيم 
في 28 كانون الثاني (يناير) العام 2011، اقتحم متظاهرون نقطة شرطة في قرية ناهيا التابعة لمركز كرداسة، في الجيزة جنوب القاهرة، واستولوا على أسلحة منها، وسط هتافات ضد الشرطة والرئيس السابق حسني مبارك. نقطة الشرطة كانت من أوائل المقرات الأمنية التي يتم اقتحامها إبان أحداث «جمعة الغضب» التي انتهت بنزول الجيش إلى الشوارع وانسحاب الشرطة من غالبية مقراتها. وفي أيلول (سبتمبر) عام 2013 كرر متظاهرون من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اقتحام نقطة الشرطة في ناهيا، رغم خلوها من أفراد الأمن، لكن الاقتحام كان إيذاناً بسيطرة الإسلاميين المناصرين لمرسي، على القرية بعد أن قتلوا عدداً من ضباط وجنود قسم شرطة مركز كرداسة، ومثّلوا بجثثهم.

ونقل مئات الإسلاميين اعتصامهم إلى كرداسة وناهيا، كونهما أبرز معاقل جماعة «الإخوان المسلمين» في محافظة الجيزة، بعد فض اعتصامهم في ميداني «رابعة العدوية» و «النهضة» في منتصف آب (أغسطس) العام 2013. واقتحمت قوات الأمن القرية في الشهر نفسه، لمنع خلق بؤرة للإسلاميين متاخمة للعاصمة.

وليس لافتاً أن يخرج عشرات من سكان ناهيا يطوفون أزقتها الضيقة رافعين صوراً لمرسي ويلوحون بشعارات «رابعة»، أو أن تدهم قوة أمنية كبيرة القرية لتوقيف متهمين بالعنف، لكن اللافت أن يُقدم علاء مبارك، نجل الرئيس السابق حسني مبارك، على زيارة القرية من دون حراسة، لتقديم العزاء لأسرة لاعب كرة القدم الشهير محمد أبو تريكة في وفاة والده. والأكثر غرابة هذا الترحيب الذي لاقاه نجل مبارك الأكبر أثناء دخوله سرادق العزاء مساء أول من أمس، ولدى مغادرته العزاء.

علاء مبارك المعروف بشغفه لكرة القدم، وصداقته للاعبين كبار، طغى حضوره العزاء على غياب محمد أبو تريكة نفسه عن مراسم تشييع وعزاء والده، بسبب ملاحقته من قبل السلطات القضائية لورود اسمه ضمن قوائم «الإرهاب» التي أعدتها النيابة العامة أخيراً.

واللاعب المُلقب بـ «الماجيكو» صاحب الشهرة الواسعة والشعبية الجارفة، مطلوب للتحقيق أمام النيابة العامة في تلك التهم، وهو فضل عدم العودة إلى مصر، حيث يقيم في قطر لارتباطه بعقد عمل، كون اسمه مدرجاً على قوائم الممنوعين من السفر.

ولم يكن حضور علاء مبارك العزاء متوقعاً، فالأسرة قررت إقامة السرادق في قرية الراحل، حيث يصعب تأمين الشخصيات العامة، فضلاً عن تصنيف اللاعب «إرهابياً»، وفقاً لقرار قضائي، واعتباره «خصماً» لنظام الحُكم، وفقاً لحملات إعلامية.

والأكثر غرابة هو ذلك الترحيب الذي استقبل به علاء مبارك في المكان نفسه الذي مُزقت فيه صور أسرته، وربما من الأشخاص ذاتهم الذين هتفوا بسقوط حكم والده.

والتف العشرات حول علاء مبارك يُشهرون هواتفهم الجوالة لالتقاط الصور له، فيما بضعة أفراد من عائلة أبو تريكة يتقدمونه لفتح الطريق أمامه للوصول إلى السرادق بعد أن تجمع المعزون حوله. ولما همّ علاء بالمغادرة سارع المُضيفون لإحضار سيارته إلى مدخل السرادق، وأحاطته ذات المودة حتى غادر القرية التي انطلقت منها شرارة اقتحام المقرات الأمنية التي حمت لعقود نظام حكم مبارك.

هذا المشهد هو واحد من أبرز تقلبات الثورة المصرية التي بات نشطاؤها إما موقوفين أو مطاردين بعدما كانوا ملء السمع والبصر لسنوات قضاها مبارك ونجلاه وأركان حكمه وراء جدران السجون.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة