الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ١, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
الجولاني يهاجم المعارضين المشاركين في جنيف و«داعش» يواصل انسحابه من قرى ريف حلب
أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) أن تنظيم «داعش» انسحب أمس من مزيد من القرى في ريف حلب الشرقي، مؤكداً أن القوات الحكومية «تواصل عمليات تقدمها في المناطق الخالية من التنظيم» في ريف مدينة الباب التي سيطرت عليها القوات التركية وفصائل «درع الفرات» الأسبوع الماضي.

وأشار «المرصد» إلى أن «داعش» واصل في الساعات الماضية سحب عناصره من ريف الباب الشرقي «بعد تمكن قوات النظام من التقدم والوصول إلى تماس مع مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري»، ما سمح لها بشق طريق يقف حائلاً أمام مواصلة القوات التركية وفصائل عملية «درع الفرات» تقدمها جنوب الباب. وأوضح أن «داعش» انسحب فعلاً من عدد من القرى الواقعة إلى الشرق من الخط الذي تقدمت إليه القوات النظامية. وفي هذا الإطار، قال إعلاميون موالون للحكومة السورية إن الجيش النظامي سيطر على الحليسية والعامودية شرق خربة الذيب بريف حلب الشرقي، وقصف مواقع «داعش» في أم ميال في المنطقة ذاتها.

وكان «المرصد السوري» أكد أول من أمس «أن هناك أوامر روسية» للقوات النظامية والقوى الموالية لها العاملة على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية في «درع الفرات» بعدم الاحتكاك أو الاشتباك «لأي سبب كان» و «عدم الرد على أي إطلاق نار يأتي من طرف قوات عملية درع الفرات».

وذكرت وكالة «رويترز» في تقرير من بيروت أن التقدم الذي أحرزه الجيش السوري ضد «داعش» في شمال سورية فتح «حلقة وصل جديدة» بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في غرب البلاد والشمال الشرقي الذي يهيمن عليه الأكراد «مما يعيد رسم خريطة الصراع قرب الحدود التركية». وأضافت: «إذا استمر التقدم فقد يفتح شرياناً للتجارة بين الشمال الشرقي الذي يضم 70 في المئة من نفط سورية وأراضي زراعية خصبة وبين الغرب مركز الصناعة في سورية».

ووصلت قوات الحكومة السورية الآن إلى مشارف منطقة تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تجنبت في الأغلب الصراع مع دمشق، لكن تركيا تنظر إليها على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقود تمرداً مسلحاً منذ ثلاثة عقود على الأراضي التركية.

والمنتقدون لـ «وحدات حماية الشعب» يتهمونها بالتعاون مع دمشق في الحرب السورية.

واستبعد المتحدث باسم «قوات سورية الديموقراطية»، التحالف الذي يضم فصائل مسلحة تهيمن عليه «وحدات حماية الشعب» الكردية، احتمال حدوث اشتباك مع الجيش السوري. وأضاف المتحدث طلال سلو لـ «رويترز»: «من ناحية التجارة والناحية المدنية يعتبر (تقدم الجيش السوري) شيئاً جيداً لنا الآن... حالياً صار هناك رابط مع الريف الشمالي بالكامل». وقال إنه بات هناك طريق مباشر من بلدة منبج التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» وبين مدينة حلب «عبر مناطق تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية ومناطق تسيطر عليها قوات النظام».

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش السوري على أحدث تقدم له. لكن وسائل إعلام رسمية قالت إنه تمت السيطرة على إحدى القرى مع توسيع الجيش سيطرته على مناطق إلى الجنوب من مدينة الباب.

وسقطت الباب قبل أيام في أيدي فصائل مسلحة تدعمها تركيا بعد شهور من القتال العنيف ضد «داعش».

الجولاني يهاجم المعارضين المشاركين في جنيف: مغامرون انهزاميون ... حان الوقت كي يتنحوا جانباً

قال زعيم «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) أبو محمد الجولاني الاثنين، إن الاعتداءات الانتحارية التي أوقعت عشرات القتلى في مدينة حمص في وسط سورية السبت هي «درس» لقادة المعارضة المشاركين في مفاوضات جنيف، داعياً إياهم إلى «التنحي جانباً».

وفي بيان تلاه في شريط فيديو، كرر الجولاني تبني تفجيرات حمص. وقال بصفته القائد العسكري لـ «هيئة تحرير الشام» التي تشكلت نتيجة توحيد «النصرة» مع فصائل أخرى: «لعل هذا العمل درس لبعض السياسيين المنهزمين في جنيف ومن قبلها آستانة، درس يمسح شيئاً من العار الذي ألحقه هؤلاء بأهل الشام، وقد آن لهؤلاء المغامرين أن يتركوا الحرب لأهلها ويتنحوا جانباً».

وسأل الجولاني الذي يندر ظهوره في أشرطة فيديو: «أما ثبت لهم أن الدول تلعب بهم ويصفق لذلك النظام (السوري) ودي ميستورا (...)، أما تبين لهم أن هذا النظام المجرم لا ينفع معه إلا لغة القوة والدماء»؟

وفجّر انتحاريون أنفسهم السبت مستهدفين مقرين أمنيين محصنين في مدينة حمص، ما تسبب بسقوط 42 قتيلاً بينهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص. وتبنت العملية «هيئة تحرير الشام» المؤلفة من «جبهة فتح الشام» وفصائل متحالفة معها.

واتهم الجولاني الذي بات يشغل منصب القائد العسكري في «هيئة تحرير الشام»، قادة المعارضة السياسية بأنهم «يدفعون شيئاً لا يملكونه ويهبون النظام نصراً من دون أن ينتصر». وتوعد بتنفيذ تفجيرات أخرى بعد حمص، معتبراً أن «هذا العمل ما هو إلا حلقة في سلسلة عمليات تأتي تباعاً بإذن الله».

وتأتي مواقف الجولاني فيما تستضيف الأمم المتحدة في جنيف جولة رابعة من مفاوضات السلام بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق أي تقدم.

وينبثق وفد المعارضة الرئيسي إلى جنيف من «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تمثّل أطيافاً واسعة من القوى المعارضة والفصائل، لكنها تستثني «جبهة فتح الشام». واستبعدت الأخيرة أيضاً من وفد الفصائل الذي شارك في جولتي محادثات في آستانة برعاية روسية- تركية- إيرانية.

وكانت «فتح الشام» تعرف قبل فك ارتباطها عن تنظيم «القاعدة» في تموز (يوليو) باسم «جبهة النصرة». وأدرج محللون إقدامها على ذلك في إطار سعيها لتجنب الغارات الكثيفة التي تستهدف التنظيمات الجهادية في سورية. وفي كانون الثاني (يناير)، وبعد اقتتال داخلي بين الفصائل في شمال غربي سورية، أعلنت «فتح الشام» تحالفها مع أربعة فصائل أخرى، تحت مسمى «هيئة تحرير الشام».

وتتعرض مواقع «فتح الشام» لغارات كثيفة ينفذها الطيران الروسي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وخسرت هذه الجماعة في الأشهر الأخيرة العديد من قادتها البارزين.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة