عمّق مشروع الزعيم الديني مقتدى الصدر الشرخ في «التحالف الوطني»، بمقاطعة تشكيل لجان لإعادة هيكلته، وذلك بعد أيام على طرح مبادرة لمرحلة ما بعد «داعش»، قوبلت بتحفظ الأطراف الشيعية التي اعتبرتها تبريراً لخروج الصدر من «التحالف»، في مقابل حماسة من القوى السنّية والكردية.
وفيما عززت القوات المشتركة وجودها في محيط مطار الموصل استعداداً لاقتحامه، أكد قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق الذي يتحدر من المدينة، تكليفه الإشراف على القطعات الأمنية في الجانب الأيسر. وقال مساء أمس أن «مهمته الإضافية جاءت بأمر مباشر من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وهي تشمل القطعات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، إضافة إلى الحشد الشعبي والوكالات الأمنية لتنسيق العمل بين كل الجهات العسكرية والمدنية والإنسانية لترسيخ الأمن في المناطق المستعادة».
وقال الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «المرحلة السادسة من الحملة (على «داعش») انتهت، والتأهب جار بعد السيطرة على هضبة البو سيف لاستئناف الهجوم». وتوقف التقدم المتسارع لقوات الشرطة الاتحادية عند الهضبة بعد مواجهات عنيفة أبداها مسلحو «داعش» الذي أعاد نشر مسلحيه في محيط المطار. وأعلن قائد الشرطة الفريق رائد جودت أن قواته «أنجزت مهماتها في أسرع مما كان مرسوماً في الخطة».
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية العقيد جيف ديفيس عزم الوزارة على «تقديم خطة إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل لتسريع وتيرة المعركة» ضد التنظيم.
إلى ذلك، أعلن التحالف الشيعي أمس، تشكيل 11 لجنة ضمن مبادرة أطلقها رئيسه رجل الدين عمار الحكيم لـ «هيكلة التحالف الوطني العراقي» في غياب التيار الصدري.
وقال فادي الشمري، وهو عضو «مجلس الشورى في المجلس الأعلى»، بزعامة عمار الحكيم لـ «الحياة» أن «التحالف الوطني شكل سبع لجان جاءت في إطار مبادرة لإعادة هيكلة المؤسسات، بعد أن علق التيار الصدري حضوره اجتماعات التحالف ونشاطاته، وغاب عن اللقاءات خلال الفترة الماضية في حين استمرت القوى السبع وتفاعلت مع تشكيل اللجان وقدمت مرشحيها».
وقال العضو في ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي، محمد الصيهود لـ «الحياة» أن التحالف «سيعقد اجتماعاً للبحث في عدد من الملفات السياسية والأمنية إلى جانب المبادرة السياسية، وستحضر الاجتماع الكتل السبع، ويقاطعه التيار الصدري»، مؤكداً أن «التيار أصبح خارج التحالف لأنه لم يحضر أياً من اجتماعاته».
وكانت قوى سياسية سنّية وكردية أعلنت تأييد مبادرة الصدر، خصوصاً أنها تنص على إشراف الأمم المتحدة على العملية السياسية في المناطق المحررة.
ويبدو أن العلاقة بين الصدر ونظرائه في «التحالف الوطني» وصلت إلى طريق مسدود، وهناك معلومات عن نيته عقد تحالف عابر للطوائف يضم، إضافة إلى تياره، ائتلاف «العراقية»، بزعامة إياد علاوي، ومعظم كتل تحالف القوى السنّية، ما عدا رئيس البرلمان سليم الجبوري وعدداً من النواب المقربين منه الذين باتوا أكثر قرباً من المالكي. |