الأحد ٢٨ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٧, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
لبنان: قانون «الستين» يعود الى الواجهة الانتخابية بقوة والجميل يدق ناقوس الخطر على الديموقراطية
عاد قانون الستين للانتخابات النيابية الى الواجهة بقوة، مستفيداً من ضغط السباق على المهل التي بدأت تضيق، إضافة الى ما نقل عن مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن قوى سياسية باتت تتعامل مع «الستين» كأنه أمر واقع لاعتماده في انتخابات الربيع المقبل، ولعدم قدرة الأفرقاء على إنجاز قانون جديد.

وبحث الرئيس السابق ميشال سليمان قانون الانتخاب مع بري. وذكر سليمان بوقوفه مع النسبية وإحالة مشروع قانون على أساسها في عهده، معتبراً «أن القانون المختلط سيجهض آمال اللبنانيين بالنسبية، ولذلك أفضل الذهاب الى قانون أكثري لفترة محددة وولاية قصيرة».

وأضاف: «ليس بالضرورة أن يكون قانون الستين بل ان يكون معدلاً ويدخل عليه بعض التحسين ... ويجب الا نمدد للمجلس النيابي».

ودق رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل «ناقوس الخطر على الديموقراطية في لبنان»، ورأى أن «قانون الستين لا يكرس المحادل الانتخابية فحسب بل ويضرب صحة التمثيل المسيحي وقدرة كل الإصلاحيين والقوى التغييرية على أن تتمثل في المجلس المقبل»، مذكراً الجميع بـ «التزاماتهم في قانون الانتخاب».

وقال في مؤتمر صحافي: «القانون يغيب عن جدول أعمال الجلسة التشريعية، مع أن رئيس الجمهورية دعا الى دورة استثنائية، ونذكر الحـكومة ببيانها الوزاري في ما خص قانون الانتخاب. إن التنصل من المسؤولية غير مقبول تجاه الوعود وطموح اللبنانيين بحياة مؤسساتية ودخول أشخاص جدد الى المجلس. نحن أمام استحقاق وكل فريق يجب أن يتحمل مسؤولية خياراته ومستعدون للمشاركة في أي جلسة تشريعية علماً أن البعض كان يرفض المشاركة في جلسة ليس قانون الانتخاب في أولويتها»،.

وزاد: «لا يمكننا إلا أن نذكّر الجميع بالإدانة الشاملة لكل القوى السياسية لقانون الستين وبالاستعداد للنزول الى الشارع وكل ما قيل عن أن هذا القانون دمار لصحة التمثيل والديموقراطية».

تمثيل المسيحيين ليس بتحالفات ظرفية

وتوجه الجميل الى رئيس الجمهورية «الذي تحدث عن التعددية في خطاب القسم وقانون الانتخاب الجديد»، وقال: «اعتمادنا على الرئيس ونتمنى أن يقوم بدوره كاملاً في ما خص قانون الانتخابات، فقد كان يتحدث دائماً عن الشراكة الحقة وجعلها هدفاً له»، وأضاف: «انطلاقاً من التعثر الحاصل عند الكتل النيابية ومن أن رئيس الجمهورية فوق كل الاعتبارات ومن أن العهد لا يمكن أن ينطلق مع ضرب الأسس التي وعد بها وعلى رأسها تأمين الشراكة الحقة، سنكون الى جانبه في أي خطوة تهدف الى إقرار قانون جديد».

وقال: «نعلم أن رئيس الجمهورية يريد قانوناً جديداً ونأمل منه بأن يحقق ما وضعه في صلب أولوياته، والتيار الوطني الحر خاض معنا معارك قانون الانتخاب وحان الوقت لنترجم ذلك بإقرار قانون. تاريخياً قوانين الانتخابات كانت تأتي بدفع من الرئيس ولا أحد يقنعنا بأن صحة تمثيل المسيحيين تتأمن بتحالف ما لأن التحالفات ظرفية والأشخاص ليسوا أبديين»، مؤكداً أن «إصلاح الشراكة يبدأ بإقرار قانون جديد، واذا كان الهدف صحة التمثيل وتأمين الشراكة الحقة فيجب الإتيان بقانون جديد».

وأعلن ان «الكتائب يعد العدة لخوض الانتخابات بكل مقوماتها ولن نوقف معركة إقرار قانون جديد ولن نسلّم ببقاء قانون الستين وسنبقى نطرح ونناقش مع كل الفرقاء ولن نستسلم وهناك مهلة شهر امامنا».

وقال: «لن نحكم على النوايا انما على الأفعال وحان الوقت للقيام بآخر محاولة، ومنفتحون على كل الاقتراحات ولن نصر على قانون واحد، ومستعدون لمناقشة النسبية والدائرة الفردية وغيرهما لوقف الاستيلاء على قرار اللبنانيين وتأمين صحة التمثيل وسنكون إيجابيين الى النهاية ويجب على الجميع الدفع باتجاه إقرار قانون جديد. نريد مجلساً فيه تمثيل حقيقي لكل شرائح المجتمع».

وفي المواقف، أعلن وزير التربية مروان حمادة أن كل ما ذكر عن المهل الدستورية والقانون الأمثل والتمثيل الصحيح «يصب في خانة الإبقاء على قانون الستين معدلاً في الدوحة بناء لمطالب قوى تذهب بعيداً في اعتماد النسبية كاملة أو مختلطة من دون أن تعرف عما ستكون عليه النتائج المترتبة»، وقال: «أن نعطي بعض النواب الإضافيين لبعض الكتل التي لا تتطلع فعلاً إلى تمثيل طائفتها بقدر ما تتطلّع إلى زيادة عدد نوابها، نرى في هذا المنحى تعمّداً لإلغاء كل المستقلين من المجلس».

وإذ أكد أن «الطائف يتحدث عن النسبية بين الطوائف والمناطق والمذاهب»، قال: «نذهب إلى نسبية لا تعتمد على احترام المناطق ولا توازن الطوائف وهذا يؤسس لفتنة جديدة».

ورأى وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان أن «هناك صعوبة بالاتفاق على قانون انتخاب في ظل مشاريع القوانين التي طرحت وأعادت الأمور الى المربع الأول»، لافتاً الى أن الأمور تتجه نحو «اعتماد قانون الستين». وقال: «نحن أمام احتمالين، إما أن نعيد المفاوضات على أساس القانون المختلط مع ما يستلزمه من تمديد تقني بين ثلاثة أو ستة أشهر، أو أن هناك رغبة خفية عند الكثير من الكتل السياسية للإبقاء على الستين».

وشدد وزير الشباب والرياضة محمد فنيش على أن «الأولوية الأساسية للحكومة هي إعادة تكوين السلطة، والتوصل لإقرار قانون جديد للانتخابات». وأوضح أنه «إذا لم يتم الاتفاق في الوقت المتبقي وهو شهران أقصى تقدير على قانون للانتخابات، واستمرت بعض القوى بتمرير الوقت، وفي حين أنه لم يعد ممكناً التمديد للمجلس النيابي، فإن ذلك سيجبرنا على الوصول إلى مواجهة الواقع، والإبقاء على قانون الستين الذي ترجمه وتلعنه كل القوى السياسية في الظاهر، إلا أن البعض يتمنى ويسعى ضمناً لاستمراره»، ودعا إلى جهد من كل القوى المشاركة في الحكومة، للاتفاق على قانون انتخاب يراعي صحة وفاعلية التمثيل، لنعطي أملاً للبنانيين بإمكان التغيير والتطوير في حياتنا السياسية».

وقال عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ألان عون: «إن قول الرئيس بري أن الانتخابات حاصلة في موعدها وفق الستين، وصف لواقع المفاوضات حول قانون الانتخاب، واستنتج أن واقع الستين مفروض علينا». وأكد «أن أمنياته عكس ذلك تماماً وصرخته تحذيرية»، معلناً أن «التيار الوطني الحر لن يفقد الأمل وسيستنفد كل الوسائل السياسية لخلق ظرف تغيير قانون الانتخابات حتى اللحظة الأخيرة».

ريفي يستهجن ممارسة «الكيدية» ضده

واستهجن الوزير السابق أشرف ريفي «الكيدية التي تمارس» في حقه، على خلفية «قرار خفض حمايتي الشخصية»، متهماً «بعض أرباب الكيدية، في السعي لمحاصرته وتحجيمه، متخطين كل الخطوط الحمر»، قائلاً: «الاحتكام دائماً للشعب، فشلتم في المرة الأولى وستفشلون في الثانية وستكون هذه محاولتكم الأخيرة».

عون يثمن دعم المنظمات الدولية لبنان ويؤكد تحسين الإيرادات بلا زيادة ضرائب

يلتقي الرئيس اللبناني ميشال عون قبل ظهر اليوم، أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين في لبنان في لقاء تقليدي لمناسبة حلول السنة الجديدة، ويلقي كلمة يحدد فيها موقف لبنان من التطورات الداخلية والإقليمية والدولية.

وكان عون عبر عن تقديره للدعم الذي يلقاه لبنان من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مؤكداً استمرار التعاون الكامل معها في كل المجالات، ومنوهاً بالتنسيق القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، ما أدى إلى تعزيز الاستقرار فيه.

وأبلغ عون أمس، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ونائبها فيليب لازاريني، أن الدعم الدولي للبنان يتزامن مع الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد وإطلاق خطة نهوض شاملة بعد انتظام العمل في المؤسسات الدستورية إثر انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة ونيلها الثقة.

وعرضت كاغ ولازاريني الأولويات التي حددتها منظمات الأمم المتحدة في عملها في لبنان والتي تلتقي مع أبرز ما جاء في خطاب القسم، وكذلك البيان الوزاري. وتوقفت عند دور المجتمع الدولي في تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بالمهمات الوطنية الملقاة على عاتقه وموقف لبنان من دعوة مجموعة الدعم الدولية إلى الانعقاد.

وقالت كاغ بعد اللقاء إن عون «عرض لنا أولوياته ورؤيته الاستراتيجية للبنان، إضافة إلى الشراكة المتينة التي تربط لبنان والأمم المتحدة منذ قرابة سبعة عقود، وهي ستتواصل بالطبع. وثمّنا عالياً هذه الأولويات، وأكّدنا أنّ الأمم المتحدة بإمكانها أن تساعد بشكل وثيق في تحقيقها، كما أكدنا دعمنا الحكومة التي شكلت، إضافة إلى دعم تطبيق القرار 1701، والحفاظ على استقرار لبنان. وعرضنا لقاءات محتملة في المستقبل على أعلى المستويات من أجل دعم دولي للبنان».

وتحدثت كاغ عن «روحية شراكة قوية واحترام متبادل لالتقاط اللحظة الحالية والفرصة الراهنة منذ انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة الرئيس الحريري، من أجل دعم لبنان والحفاظ على أمنه، بحيث يتمكّن من أن يشعّ من جديد ويكون نابضاً بالحياة، ومتمتعاً بدينامية. وإنّ الامم المتحدة ستعمل دوماً من أجل لبنان ومع لبنان في هذا الإطار». وزارت كاغ رئيس البرلمان نبيه بري.

وأكد عون، أمام وفد من اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في لبنان ضم بطاركة يمثلون مختلف العائلات المسيحية في المنطقة، أن «الدين المسيحي لا يسقط بالدبابات والمدافع والطائرات بل عبر الإغراق بالمال والخوف من هذه الأسلحة ومفاعيلها». وقال إن «تناقُص عدد المسيحيين في دول المنطقة يعود ليس فقط إلى الحروب، بل أيضاً إلى عدم وجودهم في إدارة السلطة والشأن العام».

واعتبر أنه «إذا فقدنا وجودنا السياسي فقدنا وجودنا كلاً، لأنه هو الذي يحمي. من هنا كانت معركتنا الطويلة، ولم يفهمها الجميع آنذاك بمعانيها البعيدة المدى».

وقال: «المسيحية قائمة بذاتها ولا تأتي من الخارج».

وتحدث الأمين العام للمجلس الأب ميشال جلخ عما يمثله الرئيس عون «من قيمة مسيحية ليس فقط محلياً انما على صعيد دول المشرق العربي، وقد عرفتم بزعيم المسيحيين في الشرق».

وسلّم عون الوفد إنجيلاً أثرياً مكتوباً باللغة اليونانية صادره الجيش اللبناني من أحد المطلوبين في التنظيمات الإرهابية الذي اعترف بسرقته من دير القديسة تقلا في معلولا في سورية، وعثر على الإنجيل في وقت كان الإرهابي يسعى إلى بيعه، وفق بيان وزعه المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية.

وفد الصناعيين

وكان عون عرض واقع القطاع الصناعي في لبنان مع وزير الصناعة حسين الحاج حسن على رأس وفد من مسؤولي الوزارة ومعهد البحوث الصناعية ومؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية وجمعية الصناعيين اللبنانيين ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والاتحاد العربي لتنمية الصادرات الزراعية.

وأوضح الوزير الحاج حسن أن الوفد «يضم كل المعنيين بالصناعة في لبنان». وقال: «طموحنا أن يبلغ الناتج المحلي 70 أو 80 بليون دولار، وأن تمثل الصناعة 15 في المئة منه، أي أن تبلغ 12 بليون دولار». وعرض «مجموعة إجراءات يمكن اتخاذها ضمن سياق رؤية وضعها الصناعيون والمعنيون بالصناعة في لبنان جماعياً للوصول إلى هذه الغاية».

وأشار إلى أن «مشروعنا الأساسي يتمثل بإقامة المناطق الصناعية». ولفت إلى «أن لبنان الذي يتمتع بأهم صناعة للدواء، يستهلك بليوناً و300 مليون دولار منه، ولا تتجاوز نسبة ما هو مصنع محلياً 100 مليون دولار». واعتبر أن عون بمقدوره كسر النمط الاقتصادي الذي كان سائداً»، منوهاً بالموقف الذي أكد فيه «أن ليس بإمكاننا دعم الليرة بالدين بل بالإنتاج الذي تمثل الصناعة أحد أبرز ركائزه».

وشدد عون على «أنّ حماية الصناعة أمر ضروري، وهي من الأولويات»، مؤكداً «أن جهوده تصبّ في اتجاه دعم الصناعة والسياحة والزراعة، ما يقتضي إدخال تحسينات على البنى التحتية وصولاً إلى الأسعار».

ورأى أن «الاعتماد على الاقتصاد الريعي أوصل لبنان إلى نسبة عالية من الديون، فغاب الإنتاج عن الأولويات وبات الاستهلاك هو الأساس، ومسألة تبادل الإنتاج الصناعي مع الخارج تتطلّب دراسة دقيقة وتطبيقاً للقوانين التي تسمح بعدم إغراق أسواقنا، وذلك بهدف حماية إنتاجنا». وأكد أن «الانسجام قائم في الحكومة الآن بين قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة، وهو أمر يقتضي التعاون بين عناصر هذا المثلث بشكل كبير»، كاشفاً عن تدابير مالية قريبة ستتخذ، وأن لا زيادة في الضرائب بل تحسين للإيرادات عبر الحد من التهرب الضريبي».

وعرض عون مع وزير الثقافة غطاس خوري مسألة افتتاح المكتبة الوطنية بعد انتهاء تأهيلها بموجب المساعدة التي قدمتها دولة قطر.

وأكد عون أمام وفد قضاة النيابية العامة المالية «ضرورة متابعة التحقيقات في الملفات المالية وعدم التهاون مع المخالفين والمرتكبين لأن القضاء يلعب دوراً مهماً في مكافحة الفساد والرشوة واستغلال النفوذ».

«الانتخاب» بند رئيس في الحوار«الثنائي»

عقد «تيار المستقبل» و «حزب الله» الجولة 39 من حوارهما الثنائي مساء أمس برعاية الرئيس نبيه بري وحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق، النائب سمير الجسر ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري عن «المستقبل»، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله»، حسين الخليل عن «حزب الله» اضافةً الى المعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل. وكان قانون الانتخاب بنداً رئيساً في النقاش، نظراً الى المشاورات واللقاءات القائمة على اكثر من جبهة من اجل التوصل الى صيغة مشتركة، خصوصاً مع دخول البلاد عقد تشريع استثنائي يستمر حتى آذار(مارس) المقبل.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة