الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
تونس
المرزوقي يتّهم الحكومة التونسيّة بالفشل ووفد حكومي لاحتواء احتجاجات على الحدود
حذّر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، من تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بلاده، ومن «فشل» السلطة الحالية، في حين تواجه تونس مجدداً توترات اجتماعية.

وقال المرزوقي في أول مؤتمر صحافي له عام 2017، أن «المؤشرات (الاقتصادية والاجتماعية) تثير الخوف (...) ما يقلقني هو أن السلطة بعد أكثر من سنتين لم نر شيئاً» من إنجازاتها.

وزاد: «نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً»، مضيفاً: «اليوم يقول هذا الرجل (الرئيس الباجي قائد السبسي) أن 2017 ستكون سنة الإقلاع، وهذا الإقلاع كان يجب أن يكون عام 2015».

وبالنسبة الى المرزوقي، فإن الدليل على «فشل» السلطات هو تجدد الاحتجاجات في المناطق، وهو ما يظهر أن «صبر الناس بدأ ينفد» على حد قوله.

واندلعت اشتباكات الخميس، لليوم الثاني على التوالي، بين متظاهرين وشرطة في بن قردان جنوب شرقي تونس، وهي منطقة تشهد توترات اجتماعية على خلفية مطالبات بالتنمية ومرور حر للبضائع مع ليبيا المجاورة. وتعاني تونس أزمة اقتصادية واجتماعية حادة بسبب تراجع معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة.

واقتحم عشرات العاطلين الذين يطالبون بتوظيفهم في القطاع العام مقر ولاية سيدي بوزيد (وسط) الثلثاء، قبل أن تخرجهم منه الشرطة بالقوة وتوقف بعضهم لفترة قصيرة.

وعبر المرزوقي عن أسفه لاندلاع أعمال العنف، وقال أن حركة «الاحتجاجات يجب التعامل معها (...) بطريقة سلمية. وتعود أيضاً الى المتظاهرين حماية الجو الديموقراطي».

وخلال لقاء مع طلاب أجانب الخميس، أثار الرئيس الباجي قائد السبسي موضوع التوترات الاجتماعية، لا سيما بين صفوف الشباب العاطلين من العمل، مقراً بأن الأزمة الاقتصادية لم تتم «السيطرة عليها» بعد.

وفد حكومي تونسي لاحتواء احتجاجات على الحدود مع ليبيا

تونس – محمد ياسين الجلاصي 
أرسلت الحكومة التونسية أمس، وفداً وزارياً إلى مدينة بن قردان جنوب البلاد التي تشهد اضطرابات اجتماعية بسبب إغلاق الجانب الليبي لمعبر «راس جدير» الحدودي الذي يفصل بين تونس وليبيا، فيما شكلت قوى سياسية ائتلافاً حزبياً تحت مسمى «جبهة الإنقاذ الوطني» لمعارضة الحكومة التي يرأسها يوسف الشاهد.

واجتمع وفد وزاري يضم وزير الوظيفة العامة عبيد البريكي ووزير الدولة مهدي بن غربية بالمحتجين في مدينة بن قردان التابعة لمحافظة مدنين (جنوب شرق)، حيث تعهد الوزيران بإيجاد حل جذري لمشكلة المعبر. وعاد الهدوء إلى بن قردان بعد يومين من الاحتجاجات والمواجهات بين الشرطة والمحتجين الذين أغلقوا الطريق الرئيسية التي تربط المدينة بالمعبر الحدودي. كما أحرق محتجون إطارات مطاط ورشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة بعد تجمعهم أمام مبنى حكومي بالمدينة. وعلمت «الحياة» أن الوفد الوزاري وصل إلى «راس الجدير» لمقابلة وفد وزاري ليبي، غير أن تأخر الوفد الليبي دفع الوفد التونسي إلى مغادرة المعبر في اتجاه بن قردان للتحاور مع المحتجين وممثلي المجتمع المدني.

وذكر شهود لـ «الحياة» أن وفداً ليبياً غير وزاري أجرى بعد مغادرة الوزيرين التونسيين، محادثات في شأن إعادة فتح راس الجدير، مع وفد تونسي ضم ممثلين عن السلطة المحلية وممثلين عن المحتجين والمجتمع المدني، إضافة إلى أعضاء البرلمان الممثلين لمحافظة مدنين. وتزامنت زيارة الوفد الوزاري التونسي إلى بن قردان مع زيارة وفد وزاري آخر إلى مدينة المكناسي في محافظ سيدي بوزيد (وسط غرب)، حيث سعى وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي ووزير الاستثمار فاضل عبد الكافي إلى احتواء احتجاجات مطالبة بالتنمية وتوفير فرص عمل.

في غضون ذلك، أعلنت أحزاب تونسية معارضة أول من أمس، تشكيل جبهة سياسية باسم «جبهة الإنقاذ» هدفها دفع الحكومة نحو إيجاد حلول جذرية وسريعة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية العالقة في البلاد.

وقال النائب والناطق باسم الجبهة خميس قسيلة، في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعاً لممثلين عن الأحزاب الستة المكوِّنة لـ «جبهة الإنقاذ»، إن هذه الجبهة «تدعو إلى دفع الحكومة لتجاوز الوضع الحالي وفقدانها لحلول تجاه الاحتقان الاجتماعي الذي تعيشه البلاد».

وتتكون هذه الجبهة، التي صنفت نفسها ضمن المعارضة، من أحزاب «الاتحاد الوطني الحر» (11 مقعداً بالبرلمان) وحركة مشروع تونس (20 مقعداً) ومجموعة من قيادات حزب «نداء تونس» الحاكم، إضافة إلى أحزاب «الاشتراكي» و «العمل الوطني الديموقراطي» (يساري) و «الثوابت» (قومي).

إلى ذلك (أ ف ب)، أعلن وزير خارجية مالطا جورج فيلا أمس، أن حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة لم تقبل مقترحات إيطالية تهدف إلى وقف تدفق المهاجرين على إيطاليا وأن الخلافات «واسعة» بين الجانبين حول هذه القضية.

وقال الوزير فيلا الذي ترأس حكومته المجالس الوزارية للاتحاد الأوروبي في الدورة الحالية إنه سيطلع نظراءه في الاتحاد في بروكسيل بعد غد الإثنين، على محادثات مطولة عقدها أول من أمس، نيابةً عن الاتحاد مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج.

ورداً على سؤال في شأن المقترحات غير المعلنة التي قدمتها روما للسراج في مسعى لكبح زيادة متوقعة في عدد المهاجرين بحراً عبر ليبيا على أمل إنقاذهم ونقلهم إلى إيطاليا، قال فيلا إن الليبيين يبحثون الأفكار. ورفض الخوض في تفاصيل المقترحات الإيطالية واكتفى بقول إن الهدف هو خفض تدفق المهاجرين. وقال فيلا: «الخلافات بين الجانبين واسعة للغاية، المواقف مختلفة تماماً، إنها ليست مسألة أموال، إنه نقاش واسع النطاق، الأمر يتعلق بما تعتقد الحكومة الليبية أنه سيكون مقبولاً من الليبيين».

وكرر فيلا تعليقات أدلى بها رئيس وزراء بلاده جوزيف موسكات أول من أمس، إذ عبّر عن قلقه من زيادة المشاركة الروسية في ليبيا في أعقاب دورها في الحرب السورية. ووصف فيلا لقاءات قائد الجيش الوطني الليبي وزير الداخلية الروسي سيرغي شويغو وزيارته حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» بأنها «رقص مع الروس»، وقال: «لست مرتاحاً. كلنا نعلم أن الروس كانوا يحلمون دوماً بأن تكون لهم قواعد في البحر المتوسط».

في سياق آخر، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن تونس «تتحمل مسؤولياتها» تجاه شركائها وذلك بعد تهديد ألمانيا بإلغاء مساعدات الدول التي ترفض استقبال مواطنيها بعد رفض ملفات لجوئهم.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة