الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
العبادي يطرح استراتيجية للعراق بعد «داعش» وتيار الصدر يُعد لتظاهرة «مليونية» احتجاجاً على تدهور الأمن
بغداد- عمر ستار 
طرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس رؤيته لمستقبل العراق بعد القضاء على تنظيم «داعش» قائلاً إن «العراق سيكون أقوى وأفضل، وسيتجاوز الأزمة». وأضاف العبادي في كلمته خلال مؤتمر «حوار بغداد» لمناقشة أوضاع البلاد بعد زوال «داعش» أن «مستقبل العراق سيكون أفضل، والاقتصاد سيتجاوز الأزمة وينتعش، وسيكون العراق لجميع العراقيين الذين يخلصون العمل لوطنهم»، مبدياً استغرابه من «تخوف البعض من مرحلة ما بعد داعش، في حين لم تتخوفوا على أهل الأنبار وتكريت ونينوى عندما كان داعش يحتل مدنهم». وأضاف أن «رؤيتنا لما بعد الانتصار والتحرير هي مجموعة خطوات تتلخص في سبع نقاط مترابطة لا تتقدم إحداها عن الأخرى أو تنفصل عنها، ولا بد أن تسير معاً في ظل حوار جدي ومصالحة مجتمعية نطوي بهما صفحة الإرهاب وما خلفه من دمار وتهجير وجرائم ضد الإنسانية». وأشار إلى أن «النقطة الأولى تتمثل في إعادة الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية عبر ما أسميناه إعادة الاستقرار وتمكين النازحين من العودة إلى ديارهم ومشاركتهم في بناء وإعمار ما دمره داعش، ورعاية عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين الذين ضحوا بدمائهم دفاعاً عن الوطن، وكذلك المتضررين من الإرهاب وتأهيل المجتمع لمحو مخلفات داعش وثقافة العنف والكراهية، وتحشيد كل الجهود الوطنية من أجل تحقيق هذه الأهداف الوطنية والإنسانية».

وتابع العبادي قوله إن «النقطة الثانية هي الالتزام باحترام الآخر والتعايش السلمي مع جميع الشركاء في الوطن، المختلفين دينياً ومذهبياً وفكرياً واحترام مقدساتهم، وحماية الأقليات وقدسية دور العبادة لجميع الأديان والمذاهب، وهذا يمثل أساساً للمصالحة المجتمعية».

ولفت إلى أن «النقطة الثالثة تكون بعدم السماح بعودة الحالات والمظاهر الشاذة التي كانت سائدة في العراق في مرحلة ما قبل احتلال داعش للمدن، وهي حالة التحريض والتوتر والتخندق الطائفي والقومي البغيض على حساب المصالح العليا للبلاد، وهذا ما أسهم في تمكين داعش من إسقاط المدن والمحافظات».

وأشار رئيس الوزراء إلى أن «ذلك يوجب الالتزام بالخطاب الذي يكرس روح المواطنة ويحث على الوحدة والتعاون وعدم السماح لداعش وأي تنظيم إرهابي وإجرامي بالعودة من جديد والتغطية عليه في المدن المحررة أو السماح بنمو خلايا إرهابية جديدة»، موضحاً أن «النقطة الرابعة تتمثل في أهمية إقامة علاقات حسن جوار مبنية على المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم، والعمل بإرادتنا الوطنية وقرارنا العراقي المستقل وعدم رهن إرادتنا ومواقفنا بالخارج في ما يخص قضايانا ومصلحتنا الوطنية».

وشدّد العبادي على أهمية «حصر السلاح في يد الدولة وإلغاء المظاهر المسلحة بشكل نهائي، واحترام أحكام القضاء وسيادة القانون في جميع مفاصل الدولة والمجتمع، والتي تمثل النقطة الخامسة في رؤيتنا لما بعد التحرير والانتصار». وأشار إلى أن «النقطة السادسة تتمثل في الاستمرار بكل قوة وعزيمة وبتعاون الجميع بمحاربة الفساد بجميع أشكاله وصوره لأنه أكبر حاضنة للإرهاب والجريمة».

واختتم العبادي بطرح النقطة السابعة التي تمثلت في «إبعاد مؤسسات ودوائر الدولة عن التدخلات السياسية والمحاصصة وعدم الاستئثار بمواقع المسؤولية والوظائف العامة من أجل تحقيق العدالة».

وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قد افتتح «حوار بغداد» بكلمة مقتضبة قال فيها إن «الحوار هو المبدأ والخطوة الأولى للإنسانية والتطور»، مبيناً أن «لقاءنا هنا يأتي لمناقشة عراق ما بعد داعش. وقد بدأنا فعلاً بالحوار والتعبير عن خطابنا ورؤانا». وأضاف أن «انتصاراتنا صنعتها وحدة موقفنا ورؤانا، كما أن تلك الوحدة هي الأساس لضمان النصر ودحر الإرهاب نهائياً عن الأرض»، لافتاً إلى أن «الحوار وقبولنا لبعضنا هما ما يكفلان ديمومة وحدتنا». وتابع «استعدنا معظم المدن التي احتلها داعش، واقتربنا من تحرير الموصل»، مشيراً إلى أن «كل ذلك حصل وسيحصل عندما توحدنا أمام الخطر وقبلنا اختلافنا بعيداً عن التنازع وشحن الجمهور».

وأشاد رئيس البرلمان سليم الجبوري بفكرة مؤتمر «حوار بغداد» وقال في كلمته إن «وقتاً طويلاً قد مضى ونحن نتحاور ونعقد المؤتمرات ونتبادل الآراء في مشكلتنا العراقية من دون وضع جدول واضح لما تم انجازه وإدراجه ضمن خارطة طريق واضحة.

تيار الصدر يُعد لتظاهرة «مليونية» احتجاجاً على تدهور الأمن في بغداد

آخر تحديث: الأحد، ١٥ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) بغداد - «الحياة» 
يحشد أتباع التيار الصدري وناشطون عراقيون لتظاهرة «مليونية» جديدة خلال الأيام المقبلة، احتجاجاً على تردّي الأمن في بغداد واستخدام القوة من جانب القوات الأمنية في تفريق اعتصام ساحة التحرير الأسبوع الماضي. ودعت «تنسيقية التظاهرات» إلى ما وصفتها بـ «الوقفة الشعبية الواسعة» احتجاجاً على رد فعل السلطات تجاه التظاهرات. وقال ناشطون لـ «الحياة» أن «المتظاهرين عازمون على الاعتصام في الساحة حتى تحقيق مطالبهم بإحلال الأمن ومحاسبة كل من يتحمل مسؤولية تردي الوضع الأمني».

وقالت «التنسيقية» في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، أن «تحالف الفساد والمحاصصة - في الوقت الذي تستمر احتجاجاتنا السلمية المطالبة بالإصلاح لأكثر من سنة - استمر هذا التحالف في محاربة احتجاجاتنا السلمية وحاولوا كثيراً الالتفاف على الإصلاحات من خلال تسويف المطالب تارة والاعتقال والاختطاف والتغييب والعنف تارة أخرى». وأضاف البيان أن «الاعتداء الآثم من جانب ثلة من قوات القمع المرتبطة بالمفسدين في فض اعتصام عوائل شهداء التفجيرات الأخيرة في بغداد، يعدّ اعتداءً على جميع أبناء شعبنا وهي محاولة جديدة فاشلة لإسكات صوتكم الغاضب». ودعا إلى «وقفة شعبية وطنية واسعة ضد اعتداء الفاسدين والفاشلين، لنسمعهم صوت الحق المدوّي ونطيح مخططاتهم».

لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي نفى في مؤتمر صحافي، استخدام القوات الأمنية السلاح الحي في فض اعتصام ساحة التحرير في بغداد.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة