الثلثاء ٧ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢٢, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
"حزب الله" يعتبر تجاهل مبادرة نصرالله استمرارا للفراغ
عباس الصباغ
تدخل مبادرة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله اسبوعها الثاني من دون ان يلاقي الخصم الازرق شريكه في الحوار الثنائي في منتصف الطريق. قبول "حزب الله" بتولي الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة يعد تطوراً لافتاً خصوصاً ان الحزب ظل على موقف مفاده بعدم السماح لـ"مفلس" بالعودة الى السلطة بحسب تعبير رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وان كان لم يذكر اسم الحريري على غرار ما تجنب نصر الله ذكره وان كان المعني الأول بتلقف "مبادرة بنت جبيل".

لا شيء في الأفق يوحي اختراقاً في الازمة الآخذة في الاتساع ، وسط تساؤلات عن الطرف الذي يعرقل التوصل الى حل او على الاقل فتح كوة في جدار الأزمة المستعصية على الحل بعدما دخل الفراغ الرئاسي شهره السابع والعشرين من دون ان يدفع ذلك الاطراف السياسيين إلى أدراك حجم تغييب رأس الدولة والحفاظ على موقع مسيحي هو الفريد في المنطقة المتآكلة بنيران الازمات وهجمات المجموعات الإرهابية من العراق الى ليبيا وما بينهما .

مصادر وازنة في قوى 8 اذار أكدت لـ"النهار" ان مبادرة الأمين العام لـ"حزب الله" تشكل " المخرج اللائق للاطراف كافة وخصوصاً لـ"تيار المستقبل" ومعه المملكة العربية السعودية التي تدرك حجم إصرار محور الممانعة والمقاومة على كسب معركة حلب، خصوصاً بعد التطور النوعي المتمثل باستخدام موسكو مطار همدان الإيراني في حربها على المجموعات الارهابية على شاكلة تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" (او فتح الشام) ، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الروسية الايرانية، وتحاكي ما دأبت عليه واشنطن من استخدام لقواعد الحلفاء في حروبها السابقة في العراق وافغانستان"، وتضيف المصادر ان " مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية استهلكت الوقت الكافي ولم تغير في مواقف الفريق الوازن في 8 اذار اي "حزب الله" الذي يكرر يومياً ان مرشحه هو العماد ميشال عون، وفي أسوأ الاحوال فإن طريق بعبدا تمر من الرابية، بمعنى ان ما يرتضيه الجنرال ترضى به حارة حريك". وتؤكد هذه المصادر ان مبادرة نصرالله تشكل الفرصة الذهبية لانهاء الفراغ في سدة الرئاسة، وعلى من يهمه الأمر التعامل معها بإيجابية، ولعلها الفرصة الاخيرة قبل الانتقال الى مستوى عال من البحث في ما يشبه المؤتمر التأسيسي.

أما على الضفة الاخرى فاكتفى "المستقبل" ببيان كتلته النيابية واصفاً مبادرة نصر الله بأنها "تجاوز للدستور لتعيينه رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة"، وعلى خلاف ما اشيع عن بحث "التيار الأرزق" في تفاصيل المبادرة خلال جلسة الحوار الثنائي الاخيرة، أكدت مصادر المتحاورين لـ"النهار" ان "المتحاورين لم يبحثوا في مبادرة السيد نصر الله ولم يتطرقوا الى تفاصيلها على الاطلاق، لانها واضحة ولا تحتاج الى شرح عملي".

ووسط استمرار انسداد الافق الرئاسي وتعذر التوافق على قانون للانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في حزيران المقبل، يطل التهديد العوني بالاعتكاف او حتى الاستقالة من الحكومة في حال الاستمرار في سياسة التمديد للقادة الأمنيين، ولا سيما لقائد الجيش العماد جان قهوجي. علماً ان حلفاء "التيار الوطني" وفي مقدمهم "حزب الله" لا يعارضون التمديد ما دام التعيين متعذراً. لكن كل الفئات تدرك تماماً ان الازمة السياسية مرتبطة عضوياً بمسار الأزمة السورية وربما اليمنية والعراقية وغيرها، وان اي خرق جدي لن يحصل في المدى المنظور طالما لم تحسم معركة حلب لمصلحة دمشق وطهران وموسكو ومعها بغداد و"حزب الله"، وبالتالي كل المبادرات والحوارات لن تكون إلا مضيعة للوقت وإصراراً على التلهي باقتراحات لن تبصر النور، على شاكلة انشاء مجلس الشيوخ او اللامركزية الادارية.

ومع اقتراب الربيع المقبل والموعد المفترض لاجراء الانتخابات البرلمانية يطل شبح التمديد من جديد، وان في صورة تمديد تقني لستة اشهر.

جنبلاط رداً على التهديدات بقتله: نتكل على القدر والله أياً تكن الرسالة

ردّ رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على التهديدات بواسطة التقرير باسم "داعش"، وقال: "أيا كانت رسالة التهديد، أكانت من قريب أم من بعيد، بعد هذا العمر نتكل على القدر وعلى الله. العلم أقوى سلاح نقدمه لشاباتنا وشبابنا لمواجهة تحديات المستقبل ومصاعبه في هذه الأيام السود التي تتفاقم فيها موجات الجهل والتخلف من كل حدب وصوب، أن نعمق المعرفة الكفيلة وحدها بمواجهة الانغلاق والتزمت، وفي الأوقات العصيبة التي تشهد تأجيجا غير مسبوق لمشاعر الحقد والكراهية أن نعزز ثقافة التسامح والتعددية واحترام الرأي الآخر".

وقال خلال رعايته احتفالا أقامته "مؤسسة العرفان التوحيدية" بنجاح طلاب مدارس العرفان وتفوقهم في الشهادات الرسمية: "بالعلم فقط نحارب الجهل. بالمعرفة والمعرفة فقط، نحارب العقول الضعيفة والنفوس المريضة. أما وقد سلمت الأمانة الى تيمور، فأقول له اليوم إن العرفان أمانة إضافية بين يديه، أدعوه الى أن يهتم بها ويتابع شؤونها ويرعاها بما تيسّر له من إمكانات، لأنها أحد أشكال الاستمرار والبقاء".

ومن جهته، استقبل تيمور جنبلاط ضمن لقاءاته الأسبوعية في قصر المختارة وفودا شعبية وعائلية وممثلي جمعيات ومنتديات ومؤسسات تربوية واقتصادية من عدد من المناطق، مطلعا منها على أوضاع المواطنين وحاجاتهم، على الصعد الإنمائية والحياتية والاجتماعية والخدماتية، في حضور وزيري الزراعة أكرم شهيب والصحة العامة وائل ابو فاعور والنائب نعمة طعمة.

ومن أبرز الزوار، وفود من قرى العبادية والباروك والفريديس والمزرعة وتنورة ونيحا وبتاتر وغريفة، ووفد من الكحلونية طرح "معاناة البلدة من شح المياه"، مطالبا تيمور جنبلاط بـ"الوقوف مع متطلبات البلدة حياتيا"، الى وفود من دير بابا وعدد من قرى المناصف.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة