Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : ضغط الإدارة الأميركية على لبنان سيؤدي إلى انهياره وازدياد قوة "حزب الله" - بول سالم
الخميس ٢٨ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ١٣, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
ضغط الإدارة الأميركية على لبنان سيؤدي إلى انهياره وازدياد قوة "حزب الله" - بول سالم
تنشر "قضايا النهار" النص الحرفي لشهادة الدكتور بول سالم الشفهية أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس النواب الأميركي في آخر الشهر المنصرم (29 تشرين الثاني 2017). وتلفت "قضايا النهار" النظر إلى أن سبب هذا النشر هو إطلاع القراء على شهادة من داخل النقاش الأميركي الأميركي تخاطب عقل صناع القرار الأميركي: 

حضرة الرئيسة روز - ليتينين، والعضو الديموقراطي الأول دويتش، حضرة الأعضاء المحترمين في اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شكراً على منحي هذه الفرصة للإدلاء بشهادتي.

 يشغل لبنان موقعاً استراتيجياً في شرق المتوسط، وكما جاء على لسان نائب مساعد وزير الخارجية مايكل راتني في هذا المكان الشهر الفائت: "إن لبنان المستقر والتعددي والمزدهر يصب في إطار المصلحة القومية الأميركية".

لبنان حليفٌ فاعل في الحرب على تنظيمَي "الدولة الإسلامية" و"القاعدة"، عبر إلحاقه الهزيمة بالتنظيمَين معاً وطردهما من أراضيه. تستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ سوري؛ ويتميّز المجتمع اللبناني بالتعددية والانفتاح والديموقراطية في منطقة مضطربة؛ وقد حافظ الجيش، إلى جانب قوات الأمم المتحدة المتعددة الجنسية، على السلام عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية الحسّاسة على امتداد الأعوام الأحد عشر الماضية.

لكن لبنان هو أيضاً مساحة متنازَع عليها بين تحالف موالٍ لإيران وللأسد - يضم الآن روسيا - وتحالف موالٍ للعرب والغرب. إذا تخلّى الحلفاء عن لبنان، فسوف يقع بالكامل تحت سطوة إيران وسوريا وروسيا؛ وإذا اشتدّت التشنّجات كثيراً، فثمة خطرٌ بأن تُضاف دولة جديدة إلى قائمة الدول المنهارة في المنطقة، وعددها كبير.

إنه التزام طويل الأمد، من غير الممكن الفوز فيه بين ليلة وضحاها، كما أنه لا يجوز التخلّي عنه بدافع الإحباط.

يشقّ عدد كبير من الأفرقاء والزعماء في لبنان، ومنهم سعد الحريري، طريقهم بصعوبة وسط هذا التجاذب منذ سنوات طويلة. اغتيل رفيق الحريري، والد سعد، عام 2005، فضلاً عن العديد من الأشخاص الآخرين، لمجرد قيامهم بذلك. لكنهم لم ولن يستسلموا. ويستحقّون الدعم والتشجيع على نضالهم من أجل إعادة بناء السيادة الوطنية في ظروف شديدة الصعوبة.

يتشارك التحالفان السلطة في مجلس النواب والحكومة.

لقد بنت إيران وسوريا فريقاً غير دولتي ضخماً ومسلّحاً يتمثّل في "حزب الله"؛ غير أن اللبنانيين حافظوا أيضاً على دولة قومية ديموقراطية جامِعة، وبنوا، بمساعدة أميركية، جيشاً وطنياً وجهازَ أمنٍ داخلي يتمتّعان بالفاعلية.

على الرغم من أن الحكومات المتعاقبة تمسّكت بسياسة عدم التدخل في الشؤون الإقليمية، ينتهك "حزب الله" ذلك المبدأ منذ عام 2012، ويتدخّل عسكرياً في سوريا، كما في العراق واليمن.

تدخُّل "حزب الله" في اليمن هو الشرارة الأساسية خلف الأزمة الأخيرة، لا سيما مساهمته، كما يبدو، في تأمين المقاتلين ومساعدتهم على إطلاق صواريخ باتجاه السعودية، بما في ذلك العاصمة الرياض. مما لا شك فيه أن هذا غير مقبول بتاتاً من السعودية.

ومن المفهوم تماماً أن الرياض لم تستطع أن تتقبّل وجود حليفٍ لها على رأس حكومة تضم حزباً يُطلق صواريخ باتجاه عاصمتها.

 ربما كانت استقالة الحريري إشارة ضرورية - "صدمة إيجابية" كما وصفها بنفسه - بأن الحكومة اللبنانية لا تستطيع أن تستمر في ممارسة الأمور كالمعتاد.

 لقد عاد الحريري إلى لبنان. وعلّق استقالته بانتظار حصوله على ضمانات بأن "حزب الله" سيوقف أنشطته ضد "الحكومات العربية الصديقة".

 إذا توقّف "حزب الله" عن التدخل في اليمن، قد تنحسر الأزمة الأخيرة في لبنان. تُظهر المؤشرات في بيروت وبعض العواصم الإقليمية أنه ربما كانت الأمور في طريقها نحو الحلحلة ونزع التصعيد.

التحدّي الذي يطرحه "حزب الله" هو تحدٍّ طويل الأمد. ثمة مؤشرات بأنه قد ينسحب من التزاماته المحدودة في اليمن والعراق؛ غير أن حضوره الواسع النطاق في سوريا هو جزء من التحدّي المتمثّل في التعاطي مع عشرات الآلاف من وكلاء إيران في ذلك البلد. يجب أن يشكّل العمل على مغادرة جميع القوى الوكيلة سوريا في إطار تسوية نهائية، هدفاً أساسياً للولايات المتحدة وسواها من الشركاء الإقليميين في المرحلة المقبلة من التجاذب والديبلوماسية في الملف السوري.

في لبنان، يمتلك "حزب الله" حضوراً سياسياً وعسكرياً على السواء. على المستوى السياسي، الحزب هو ممثّل منتخَب أساسي عن أبناء الطائفة الشيعية. وعلى المستوى العسكري، عمدت إيران إلى تسليحه لخوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل. وإن أية محاولة لقتال "حزب الله" داخلياً لن تؤدّي سوى إلى حرب أهلية مدمِّرة وخاسرة. كما أنه من شأن اندلاع حرب جديدة بين "حزب الله" وإسرائيل أن يتسبّب بأضرار واسعة للبلدَين، وسوف تكون إيران جاهزة لإعادة تسليح الحزب مباشرةً بعد الحرب.

يجب أن تكون الأهداف، سحب "حزب الله" من مناطق النزاع الإقليمية، والحفاظ على السلم عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. أما إيجاد حل، في المدى الطويل، للتحدي الذي يمثّله "حزب الله"، فيتوقّف على التطورات الإقليمية الأوسع، مثل تصفية حسابات، عسكرية أو ديبلوماسية، مع إيران، أو تحقيق اختراق في السلام الإسرائيلي - الفلسطيني والإسرائيلي - العربي.

أتطرق إلى عدد من المسائل الأخرى في شهادتي الخطية. أشكركم على حسن الإصغاء، وأتطلع إلى الاستماع إلى تعليقاتكم والإجابة عن أسئلتكم.

نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة