الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ١٩, ٢٠١٠
 
مجتمعات عربية تحاول التهام دولها

الاحد 19 كانون الأول 2010

وضاح شرارة


في ختام سنة ونصف السنة تقريباً من العمليات الانتخابية العامة والتشريعية في لبنان (حزيران 2009) والعراق (آذار 2010) والكويت والبحرين (في النصف الأول من 2010) والأردن (تشرين الثاني) ومصر (كانون الأول الجاري)، في انتظار اليمن، يبدو جلياً ان المجتمعات والأنظمة السياسية العربية تعاني مشكلات متفاوتة الحدة مع هيئاتها البرلمانية المنتخبة. وهي تشترك في قصور الهيئات هذه عن الاضطلاع بدورها المزدوج: تجديد التعبير عن إرادات وميول الناخبين ومراقبة السلطات والإدارات الحاكمة ومحاسبتها. وهذه الدورات الانتخابية إما خلفت عراقيل وعقداً حالت وتحول دون تولي الفائزين، حلفاً أو كتلاً، مقاليد الحكم، على ما هي الحال في لبنان والعراق. وإما حصلت في ظروف ملتبسة وأنجبت مجالس تشريعية وتمثيلية ليس الطعن في صدق تمثيلها عسيراً، على ما هي الحال في الأردن ومصر. وتدخل انتخابات الدولتين الخليجيتين تحت باب ثالث. فالقانون الذي نظمت الانتخابات بموجبه يقيد تمثيل جماعات بينها وبين الحكم وبعض الجماعات خلافات وحزازات لم تحسم. وعلى رغم هذا، فالناخبون ومن يمثلون لا يسعهم الطعن في نزاهة العملية طعناً حاداً، فيما يسع الجماعات المعارضة التوسل بكتلها النيابية الى عرقلة أعمال الحكم، على ما هي حال الكويت، أو التربص به، على ما تصنع المعارضة البحرينية.

العرض والجوهر


وقد تكون المقارنة بين أحوال البلدان الستة أو السبعة مقحمة أو مفتعلة. فأنظمتها الانتخابية متباعدة، والقواعد الناخبة والاجتماعية مختلفة، والقضايا السياسية المتنازعة متفرقة، ومواقع البلدان من المحاور والمسارح "الحارة" متفاوتة، الخ. ولكنها، على رغم هذا كله، تشترك، إلى عروبتها وإسلامها الحضاريين والجغرافيين المتصلين، في تأزم علاقات مجتمعاتها (أو جماعاتها) و "دولها" (أو أجهزة السيطرة والإدارة) معاً بمثال الدولة والحكم وانتصابهما فوق الجماعات. وتشترك كذلك في عسر فصلها مشكلاتها وقضاياها الوطنية والداخلية عن مشكلات عامة ومتشابكة، قومية ودينية سياسية، متأججة تتصدرها المسألة الإيرانية النووية والجغرافية السياسية، والانقسامات العصبية المذهبية والمحلية، والمسألة الفلسطينية، وتقسيم الثروات وتفاوته بين كيانات الإقليم وداخلها. وتعريف هذه المشكلات الواحدة على حدة من الأُخَر لا يصدق إلا على سبيل النظر. فاضطراب علاقات الجماعات والسلطات بمثال الدولة الوطني والجامع والمستقل هو أثر من آثار تشابك منازعاتها الوطنية مع القضايا الإقليمية (والدولية) الكثيرة. وتنوء الدول الوطنية بثقل هذه القضايا، وترتيبها على الجماعات وعلى أجهزة السيطرة والإدارة تبعات تتعدى السياسات الموضعية والجزئية الى بنية الدولة وهويتها ودورها الآن وفي المستقبل. وهذا ما لا تملك المداولة فيه، وبالأحرى بته وحسمه، أجهزة حكم ضعيفة النفوذ في جماعات مجتمعها وأهاليها المتماسكين على عصبيات لا تزال تتمتع، أو جددت تمتعها بمقدار كبير من المناعة والحصانة الداخليتين. ولا يحول ضعف نفوذ (على معنى النفاذ والتخلل) أجهزة الحكم في الجماعات، ونظيره عجز أجهزة الحكم عن تصديع الجماعات، لا يحول دون احتكار طاقمها مرافق الحكم والإدارة، وعوائد هذه المرافق، وتوليها توزيع العوائد وتصريفها.


وتتجدد المشكلات البنيوية والتاريخية العسيرة، على مقادير متفاوتة، في الاستحقاقات الظرفية أو الدورية كلها تقريباً. فلا تعدم دورة انتخابية واحدة بعث المسائل الجوهرية معاً وفي آن. فبعثت الانتخابات اللبنانية مسائل السيادة والدستور والوحدة الوطنية ومشاركة الجماعات في السلطة واستقلال الجماعات والكيان السياسي والحقوقي تالياً عن النفوذ الإقليمي ودوائره ومصالحه وعلاقته بالمجتمع الدولي. وإجراء الاقتراع بحسب قانون انتخابي قريب من رغبات الجماعات الناخبة، ومشاركة الناخبين في نسبة مرتفعة (نحو 45 في المئة) قياساً على الدورات الماضية ومن غير إكراه مباشر ولا تزوير، وإفضاء الاقتراع الى غالبية، أو كثرة، وأقلية نسبيتين هذه كلها لم تفصل في الخلاقات العميقة التي تتجاذب جماعات الناخبين اللبنانيين. وعلى نحو قريب بعض الشيء، لم تحسم الانتخابات العراقية الثانية، بعد انهيار سلطان صدام حسين و "عشيره" ورهطه، لا مسألة تكوين السلطة العراقية الوطنية (وتسمى المسألة "تقاسم السلطة")، ولا حقوق الجماعات والأفراد (على مقدار أقل)، ولا مسألة ولاية العراقيين على بلدهم المفترض واستقلالهم عن الولايات المذهبية والقومية والأهلية التي تتقاسمها جماعاتهم مع جماعات وأجهزة سيطرة مجاورة وداخلية، ولا الرأي في الماضي الثقيل الذي أناخ على مصائرهم ولم ينهه إلا الغزو العسكري الأجنبي، الخ. وربما فاقم تجاذب الكتل وترددها وترنح معظمها أحوال الناخبين وجماعاتهم، على ما ظهر في الأشهر الثمانية أو التسعة الطويلة المنقضية بين إجراء الانتخابات وبين تكليف نوري المالكي والائتلاف الوطني المتناثر رئاسة الوزارة. ولكن التجاذب والتردد والترنح ليست إلا صدى لمثيلها وصنوها في جماعات الناخبين أنفسهم.


وحيث يفترض ان مسألة "تكوين السلطة" غير مطروحة، شأنها في الأردن ومصر، وربما في الكويت والبحرين على نحو مختلف، يؤدي القانون الانتخابي (الصوت الواحد المجزأ في المملكة الأردنية الهاشمية)، وتوكيل الإدارة الأمنية المصرية وحدها، من دون القضاء بالانتخابات والبت في طعون المرشحين، يؤدي الأمران الى مواقف وآراء وأحكام أشبه بتلك التي تشكك في مشروعية الدولة والهيئات والحكم في البلدان التي تعاني أزمات كيانية. ولعل مجلس الشعب "الوطني" أو "الموازي" المصري، ومزاعم اسمه تفوق بكثير حقيقته، كناية خطابية عن الانقسامات العميقة التي تنشب في الأجسام السياسية الوطنية المأزومة. وزعمُ المجلس "الوطني" يصدق على غير الوجه الذي يدعي اصحابه الصدق منه أو عليه. فهو لا يمثل إرادة المواطنين الغالبة والكاثرة ولكنه ينبّه الى خلو وفاض "خصمه" المفترض، أي مجلس الشعب الرسمي، من التمثيل. ويندد بـ "بطلان" (على قول المحكمة الإدارية العليا) الإجراءات الإدارية والأمنية التي رعت ولادة مجلس الشعب، أو ولدته ولادته القيصرية المشهودة والمحققة من 15 في المئة من الناخبين المقترعين و "المغرضين". ومقاطعة إسلاميي المملكة الأردنية وحركتهم دورة الانتخابات الأخيرة تعلق هيئة سياسية أساسية، هي مجلس النواب التشريعي والمراقب، على ناخبي العشائر، وعلى تمثيل أعيان العشائر مصالح أهلها المباشرة وحاجتهم الى الخدمات. وأما الرأي السياسي العام فمنوط، والحال هذه، بالإرادة الملكية. وتنبه المشاركة الضعيفة والضيقة، شأن تخلي الناخبين عن إعمال معيار سياسي أو مختلط في اقتراعهم، الى تعليق الإرادة السياسية، واقتصار الدولة على جهاز منافع ومصالح وروابط عصبية وجزئية، وعزوفها عن التمثيل على العروة الرمزية الوطنية.

المعارضات والهوية


ويعظِّم دلالةَ أو دلالات المسألة، ونهوضَها علماً على انقسام اهلي وسياسي يتهدد أركان الدولة بالزعزعة والتصديع، اشتراكُ "المعارضة" في الدول الست، وفي الدولة السابعة (على وجهين متفرقين)، في صبغتها أو هويتها الإسلامية السياسية. وتخلط الهوية الإسلامية السياسية، إخوانية ام خمينية حرسية أم سلفية أم إمامية (بحسب البلدان وأمزجتها المتفرقة والمختلفة)، موقع المعارضة بالحكم وموقعه، ولا تميز تبعات الحكم والإدارة من تبعات الإسهام من خارج في انتهاج السلطة هذا النهج أو ذاك. وفي الأحوال كلها تعسر هوية "المعارضة" الإسلامية السياسية إرساء تولي الدولة الواحدة قيادة الكيان الوطني، والنهوض بوحدته. فالمعارضة الإخوانية في مصر تنازع في أركان الدولة المصرية وصفتها. وتذرع ا لحكم بشعار الإخوانيين، "الإسلام هو الحل"، الى إبطال ترشيح المرشحين، والحؤول بين المرشحين وبين تنظيم حملاتهم الانتخابية، وإهمال قرارات القضاء الإداري في إلغاء انتخابات دوائر كثيرة، وإلى اعتقال الألوف منهم، هذا التذرع لا تنكر حقيقته الوطنية والعامة كلها. فمنطق الشعار، غير الخفي ولا المضمر، يدعو الى ترتيب المصريين مرتبتين، مرتبة "المسلمين" المقبلين على الحل والراضين به، ومرتبة غير "المسلمين"، والحال هذه، وهذا ترتيب معياري ينتج نتائج دستورية وقانونية وإجرائية ملموسة، إلى نتائجه السياسية والمعنوية العريضة والجوهرية.


وحملُ الترتيب والنتائج على محمل الجد وهو لا يطعن في مدنية الدولة وحدها، وه ما ذهب إليه بعض المعلّقين المنتصرين للأجهزة الحكومية، بل يضعف صدقية فرق المعارضة المختلفة. وفي مرآة منطق الشعار الإخواني، وترتيبه المصريين ونتائج الترتيب، تبدو مساندة الإخوانيين محمد البرادعي، وترشحه الى انتخابات الرئاسة، وشروطه على الحكومة والدستور، ضرباً من المراوغة. وقبول فرق المعارضة وحركاتها وأحزابها مساندة الإخوانيين، والإخوانيون يجهرون سياستهم ومترتباتها المدمرة على وحدة الدولة المصرية والمصريين، لا يبعد ان يكون احتيالاً. وقد يكون سكوت محمد البرادعي، عشية الحملة الانتخابية وغداة دورتي الانتخابات، وبعد خذلان بعض "أنصاره" المزعومين دعوته الى المقاطعة، إيذاناً بتصدع حلف المعارضات من داخل، وجراء ما افترضه الحلف هذا من تكاذب وسكوت وطعن في الرابطة السياسية الوطنية.


وترتب الهوية الإسلامية السياسية على أصحابها، في مصر والأردن والعراق ولبنان، تبعات إقليمية وخارجية لا تتفق ووحدة الجماعات الأهلية، وانضوائها في كنف دولة واحدة. فهي تحمل إسلاميي أو إخوانيي مصر والأردن على الانضواء تحت لواء "إخوانهم" الفلسطينيين. وهؤلاء انشقوا عن "مواطنيهم" وشركائهم في الوطنية الفلسطينية، واستقلوا بدويلتهم، وتدريجاً بنظمهم الاجتماعية ورسومهم القانونية وأعرافهم، عنهم (وكانوا رواد التوسل بالانتخابات النيابية والتشريعية الى تصديع المجتمعات الوطنية وشقها). ويدعو الانضواء تحت اللواء الإخواني، الفلسطيني أو المصري، الى انعطاف حاد عن نهج داخلي (على شاكلة تخالف منطق "الإسلام هو الحل") وإقليمي (يقوم على بعض استقلال الكيانات الوطنية وتقييد التدخل في شؤونها ويستبعد الحرب الإسرائيلية العربية من أفقه) ودولي (يقر للمعايير الدولية والغربية وللمصالح الاقتصادية في تعريفها "النيوليبرالي" بالصدارة). ويرعى هذا النهج المثال الوطني المتماسك، على علاته الكبيرة وتفاوته السياسي والاجتماعي الحاد، ولا يفرط في "سلم" محبط يقود خلافه الى بربرية قربتها الحركات "الجهادية" حيث كلمتها فاصلة بباكستان وأفغانستان، وبعض مناطق آسيا الوسطى، وبعض فلسطين وبعض لبنان وبعض العراق وبعض إيران في بعض الأوقات من الأفهام والتصور والتوقع. ولا يرى خارج الأطر الاقتصادية والتجارية والمالية الدولية، على رغم نكساتها، احتمالاً، أو خارج الأطر السياسية والقانونية حماية وتحكيماً على حدهما الأدنى ربما.

اللبننة المتجددة


والانضواء تحت اللواء الإخواني أو الخميني الحرسي يقود الى "لبننة" البلدان المنضوية، على معنى جديد للبننة طوره الحزب المسلح الخميني في لبنان، ومدته سياسات إقليمية حثيثة بآلات التطوير. وتقتضي "اللبننة" الجديدة إنشاء "مقاومات" سرية مسلحة، وحاضنات (أو حضون) أهلية عريضة تقتطع من ولاية الدولة الأرض التي تحتاج إليها، والسكان الشرفاء الموالين والمنقادين، والأجهزة الأمنية والتقنية والإدارية والديبلوماسية والقضائية والاقتصادية والتعليمية المناسبة والمطيعة المَرْضية. وعلى الدولة الرسمية، أي دول الكيانات الأعضاء، التضامن في المحافل الدولية مع "المقاومات"، والإلحاح باسمها في إنفاذ المعايير الدولية في الدول (أو الدولة الواحدة والمركبة) المعتدية، وفي حماية "المقاومات" وحقوقها في المقاومة صد العدوان. فيرفع هذا مصر الى مرتبة مسرح خلفي للطليعة الحماسية، فوق الأرض وتحتها، وقد ينزل النهج نفسه الدولة الأردنية منزلة "وطن بديل"، ويلغي الفرق، المتوهم والحق يقال، بين وطن بديل ووطن أصيل، والأوطان كلها أصيلة في ظل الخط المقاوم والجهادي، وكلها بديلة في الحضن الأميركي الصهيوني. ويوحد العراق المشرذم والمتنازع ولايةً مختلطة تحت السدة الشاهانية.


وهذا ما أنجزته "المقاومة" الخمينية الحرسية على بعض الأرض اللبنانية، وفي عدد متعاظم من إدارات الدولة ومرافقها وذلك انطلاقاً من الأبنية الاجتماعية الأهلية نفسها. وقلب الإنجاز العظيم والفريد هو مسخ مباني الدولة كلها، من ألفها إلى يائها وفي المجالات كلها، الى خادم ركام من المنافع المتنافرة والمهربة في قعر "الدولة" المزدوج. ولا يستقيم الاعوجاج العام هذا إلا اذا امحت الحدود بين الحكم وبين المجتمع (أو الجماعات المرتبة على مراتب من العلو والدنو واضحة وثابتة). فبعد ان أنشأت الجماعة "المقاومة" والمستولية جيشها وأمنها وإقليمها وماليتها وقضاءها عمدت الى تخريب نظير هذه المرافق الوطني أو الرسمي. فثبتت تراجع الجيش عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الى أن أرجعته القوات الدولية إليها غداة عمليات 2006. وقتلت الطيارين الذين حامت طوافاتهم حول معاقل الجيش الأهلي. وأخرجت القتلة من السجن. وأخرجت بعض الموقوفين المستجيرين بـ "أهل البيت" وهم خطباء "القاعدة" على الملأ.


وهي تطلب الى الدولة التنصل من القضاء الدولي والمختلط "بقطع النظر عن الأدلة"، على قول أحد ألسنتهم الحادة. وتقدم الثأر لبعض أدواتها المظنونين الذين تعمدوا تشبيه المسؤولية عن اغتيال رفيق الحريري، واستدرجوا الظن الى تهمتهم بواسطة شهود متطوعين تقدمه على جلاء غموض الجريمة، وتخليص حبكتها الماهرة، وعلى إرساء السياسة العامة في لبنان على القانون. وفي الأثناء، تخول "المقاومة" وزراء خدمات إيداع عوائد وزارة الاتصالات في حسابات منفصلة لا تبلغها وزارة المالية. وتبيح مصادر الجبايات، وأبواب التجارة، لمواليها وأنصارها. وتحول، و "حلفاءها"، دون إقرار الموازنة العامة والمبادرة الى انتهاج سياسة إنفاق واستثمار ملحة. وتحكِّم في تسمية قيادات الإدارة والأمن والخدمات معيار "الأسلاب" الحزبي والغرضي، الى المعيار المذهبي الموروث. وتعطل خلافة القيادات الشاغرة ودوام أدوارها. وتنيط، على مثال إقليمي مدمر، القرارات بشبه إجماع يستحيل التدبير وتصريف الأمور معه. وتنصب بعض شطارها ومخرِّجيها سجانين "تشريعيين".


ويقود الى هذا كله، وغيره مثله، السعيُ المحموم في إلغاء الحواجز بين (بعض) الجماعات الأهلية المستولية وبين الدولة، والسعي في دمج الدولة في الجماعة المستولية، وإلحاقها بها مرفقاً ثانوياً من مرافقها، بذريعة "المقاومة". ويشبّه السعي شبهاً قوياً إنجازات الدول الانقلابية وطاقمها الحاكم (وبعضها لا يزال انقلابياً على رغم انقضاء نحو نصف قرن على انقلابه الأول). فالجريمة الموصوفة في بعض "الدول" إذا ارتكبها نافذ ثري، وقريب من دوائر السلطة، يميل الناس الى ترجيح "براءة" المحرض على الجريمة ومدبرها وممولها، ويتوقعون تخفيف الحكم في المجرم. وإذا تصدع سد مائي، وانهارت مباني سكن، وغرق عبارون، وسقطت طائرة معطوبة ومثقلة بالأحمال، وأفلست "شركة" مالية وخلفت خسائر بمئات ملايين الدولارات، وسرق حراس قيادي بارز مصرفاً وقتلوا ما تيسر من حراسه، وترك مسؤول منتحر في بلد فقير 52 سيارة رسمية وراءه، - لم تخلف الحوادث الجسيمة التي يقتل بعضُها مئات من التاعسين، وتشكك كلها في حق المواطنين في السلامة والأمن واضطلاع الدولة بهذا الحق، أثراً في علاقة الدولة بالجماعات الأهلية ولا في علاقة "المجتمع" بالدولة. وبعض الحوادث يرتكبه أفراد تحميهم جماعاتهم الأهلية، أو يرتكبه من هم من "عصبية الدولة". وتحمي الجماعات الأهلية المسلحة، بسلاح أهلي أم بسلاح "أميري" لا فرق، منتهكي القوانين على اختلاف مجالاتها، المالية والأمنية والإدارية.


فالدولة "العربية" إذا كانت جهاز سيطرة ضعيف الجذور في الجماعات، واستقوت بكتل الموظفين والمنتفعين وأصحاب المصالح والفرص على مجتمع الجماعات وصدعته بواسطة كتلها وجماعتها العصبية الخاصة، هذه الدولة لا يضطرها شيء أو أمر إلى رعاية موازين التدبير السياسي والوطني، وإلى فصل المصالح العامة والمشتركة عن مصالح الكتل السلكية والعصبية الأهلية. واقتصرت وطنيتها، أو عموميتها، على نفاذ سلطتها الأمنية والإدارية في دائرة أراضيها. وجماعات المجتمعات "العربية" و "المعارضة"، ومعظمها ينتسب الى فرق إسلامية سياسية لا ترى الدولة إلا جهاز استيلاء وسيطرة، ووقفاً على المستولين وجماعتهم. وتسوس الجماعات المعارضة رعاياها، أو "مجتمعها الخاص"، وأجزاء الدولة والمرافق التي تستولي عليها وتقتطعها، بسياسة سلطانية وعرفية يفوق استبدادها وفسادها وتمييزها واطراحها القوانين والمساواة نظيرها الحكومي أو نظائرها أضعافاً. وهي تشق "شعبها" المفترض شقين متقابلين ومتناقضين لا سبيل الى التقائهما وائتلافهما: فتسلط على "الشعب" المفترض معتقداتها وتقاليدها وتواريخها وميولها وأهواءها وروابطها، الى مصالحها. وهذا ما لم تبلغه اجهزة السيطرة الرسمية في مصر والأردن والكويت والبحرين واليمن، على سبيل التمثيل. وبلغه صدام حسين وحده، وفي شخصه وأسرته. ويريد الجهاز الإيراني بلوغه منذ انفجار أزمته مع ولايتي محمد خاتمي، ومشى خطوات على طريقه منذ الانتخابات البلدية في 2002 وانهيار ائتلاف "المشاركة" ثم انتخاب محمود أحمدي نجاد عنوة مرتين.


وحين تخلص طواقم حاكمة، في دول عربية متفرقة، الى سوس انتخاباتها النيابية والبلدية، والمهنية النقابية في بعض الأحيان، بسياسة إدارية وتنفيذية و(جزئياً) أمنية، فهي لا "تعالج" مسألة اختلاف جهاز السيطرة، وكتله ومصالح هذه الكتلة، عن المجتمع وجماعاته المتفرقة. ولا تطمع في دمج "الشعب" في الدولة، على رغم مخايل أهلية كثيرة تلوح على وجه الدولة. فالدمج هذا يقتضي، في بعض ما يقتضي "ناصرية" مقاتلة ومستولية، وحزبية مستحوذة، وقطاعاً عاماً شاملاً، وتعبئة على الجبهات كلها، واستجابة جماهيرية تطيل حال التسليم بانتصار وشيك أو مرئي على خلاف ما يُلمس ويختبر. فهو، والحال هذه، يقتضي تاريخاً آخر غير التاريخ الجاري. والمعارضات الإسلامية السياسية العربية، الإخوانية والخمينية، تحسب أو تشبِّه الحسبان أن في مستطاعها "شراء" التاريخ الآخر، في صيغته الأسطورية، لقاء العمليات الحربية على بعض الحدود "العربية" الإسرائيلية، وهي تحسبها حدوداً إسلامية أميركية غربية، أو جهادية استكبارية. ويضطرها حسبانها، في الأحوال الهوامية القصوى، على ما هي الحال اللبنانية وبعض التجليات العراقية (المنقضية) الى مباشرة تصديع وتدمير عموميين يرميان الى التهام ابنية الدولة، وإذابتها في حامض الجماعة المنتشية بنزيفها ووحدتها وفرادتها. ولبنان "الإسلامي" والمعارض هذا يعيي علاجه محيطه العربي، على ما تدل الـ40 سنة المنصرمة والمنقضية على أزمته المتمادية. ولعل مرد الإعياء الى تمثيله، اجتماعاً وسياسة، على اعتمال عوامل شبيهة بعوامل أزمته في الكيانات العربية الأخرى، ولكنها عوامل مكبوتة. ويسعف لبنان على تحمل الأزمة ما يحول دون انفجارها في الكيانات الأخرى، واستقرارها فيها، هو استواء مجتمع لبناني على أركانه على هامش "السلطنة" وصدارتها "العظمى".



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
الملف:
لئلا تذهب الثورة هباءً: تغيير طبيعة النظام أهم من تنحية الرئيس - بقلم سامر القرنشاوي
بعد تونس ومصر: هل انحسر دور الأحزاب السياسية؟ - بقلم أكرم البني
أيّ ضغط؟ - بقلم حازم صاغية
حراك الشارع العربي يفتح عصر التغيير - بقلم علي حمادة
تظاهرات لا تكره الغرب - بقلم جان دانيال
نهاية السلطوية التي بدأت عام 1952؟ - بقلم السيد يسين
عمر أميرالاي - بقلم زياد ماجد
أكتب إليكم من ميدان التحرير – بقلم فاطمة ناعوت
كرامة الشباب - بقلم حازم صاغية
غسان سلامة: إيران ليست استثناء ودور الغرب هامشي في بقاء السلطات أو زعزعتها وفي بناء التركيبة الجديدة
أسئلة التحوّلات المقبلة - بقلم زياد ماجد
النواطير مستيقظون - بقلم عقل العويط
عندما يتحرر "الرجل الصغير" فينا - بقلم منى فياض
رفـــض الفـــجــــــــور – بقلم غسان سلامة
من أجل الخبز والحرية - بقلم خالد غزال
انهيار جدار برلين العربي؟ - بقلم محمد أبي سمرا
من كراهية الأميركان إلى إسقاط الطغيان؟ - بقلم وضاح شرارة
لا بد من رحيل العسكر – بقلم داود الشريان
محنة التحول الديموقراطي العربي – بقلم السيد يسين
الثورتان التونسية والمصرية وولادة فاعل تاريخي اسمه الشعب – حسن الشامي
حركات التحرر المواطني – بقلم ياسين الحاج صالح
مبارك والأسد:هل يعني تشابه المخاوف اختلاف المآلات؟ - بقلم خالد الدخيل
غياب القيادة قد يتحوّل عائقاً أمام حركة الشارع في مصر
جون كيري: فلنتحالف مع مصر المقبلة
بعد تونس ومصر وعود الإصلاح الاستلحاقي تملأ فضاء المنطقة !
انتفاضة النيل ضد دكتاتورية الحزب الواحد
طغاة أم ملائكة ؟
مصر في همهمة السجال
شرعية شبابية تولد في مصر؟
الاحتجاجات الشعبية في مصر تطغى على «الانقلاب السياسي» في لبنان
شباب مصر مسؤولون عن حماية ثورتهم من المتسلّقين
«صنع في الشرق الأوسط»
مصر: مقدمات الزلزال العربي
قراءة في ظاهرة الغضب الاجتماعي العربي
الخبـــث الرئاســـي
سقطت «الدولة الأمنية» ويبقى الإجهاز عليها!
أول الطريق إلى الحرية..أول الطريق إلى التغيير
اليوم مصر، وغداً... لناظره قريب
حرية..ومعايير مزدوجة
حرية المعتقد والحقوق الأساسية في لبنان والعالم العربي
تونس ومصر: هل من تمايزات؟
الانتفاضات الشعبية والمصالحة بين الديموقراطية والوطنية
مصر وأزمة التغيير العربي
إعادة فرز التحالفات والقوى السياسية في مصر
سمير قصير كان على حق
اكتشاف الشعوب
"الناس دي يمكن يكون عندها حق"
درس لسائر الشعوب في المنطقة
أكلاف الحنين
نهاية "الى الأبد"؟
اللبناني "شاهداً" و"مشاهداً" !
الإنتفاضات.. ومعانيها
سقوط مقولة «الاستثناء العربي»: العرب يثورون للحرية
لبنان تحت حكم الحزب الواحد؟
«محنة» الجمهوريات العربية!
مصر وانتفاضة تونس... الاستلهام في اتجاهات أربعة
على هامش الانتفاضات
نعم ستتغير مصر
التغيير في تونس وأسئلة الخبز والحرية حين تطرح في غير بلد عربي
معضلة الاندماج في المجتمعات العربية
الانتفاضة التونسية والحالة المصرية: نقاط لقاء وافتراق
«يوم الغضب» نقلة نوعية في المشهد الاحتجاجي المصري
رهاب الأجانب مرضٌ تعاني منه القارة الأوروبية
تونس - لبنان: في تضاد المتشابه
لبنان على الطريقة العراقية
نصف مليون سعودي يبحثون عن «أمل»
شباب الجزائر يموتون «حرقة» واحتراقاً!
لبنان أعقد...
مهمتان عاجلتان : جبهة شعبية تونسية متحدة وجبهة عربية شعبية مساندة لها
لبنان في العالم العربي: الخصوصيات ثقافية
دخول المجتمعات المشرقية عصر الدولة الوطنية والكيانات السياسية من باب "الثورة السلبية"
تونس ولبنان: فائض السياسة مقابل فائض القوة والخوف
إقصاء الحريري: تبديد مبكر لفرصة دمشق اللبنانية
بناء الأمة والانقسامات الإثنية الدينية
تونس: الأكثر أقلّ
إحياء "البورقيبية" في تونس لإخماد "ثورة الياسمين"؟
الحركات الاحتجاجية في العالم العربي ما بين السياسي والاجتماعي
لبنان بين الشراكة والأحادية
بين انتفاضة تونس ومحكمة لبنان
لا تناقض بين روح الحرية ومنع التكفيريين
الحديث عن الحرية عبث ما لم يقم على أساس الفردية والتفرد
تسرعت الليبرالية العربية في الدفاع عن الفرد في وجه الدولة
«كوتا» لا بدّ أن يلحظها الدستور كما قرّر للمرأة والفلاحين
هل اخطأ بن علي اختيار الشركاء؟
تونس تَقلِبُ المشهد السياسي العربي
"ثورة الياسمين" ليس لها تأثير الدومينو!
حزب «الوفد» يوحّد المجتمع المصري وثورة تموز تقسّمه بتوسّلها تأييد الاتجاه الديني
الانتفاضات الشبابية: سيناريو 1988 يتكرر وشباب الجزائر من «مغرر بهم» إلى «منحرفين ولصوص»
ثماني عِبر من تونس
رياء
العرب والحاجة إلى الواقعية السياسية
مفترق تونس
عن ثقافة الاحتجاج في الأردن... وحكومة وبرلمان اضطرا للاستجابة
نظرية المؤامرة والهرب من المسؤولية
الانتفاضات الشبابية: سيناريو 1988 يتكرر وشباب الجزائر من «مغرر بهم» إلى «منحرفين ولصوص»
حركة شعبية بلا أحزاب أسقطت الحكم التونسي
مثقفون جزائريون يقرأون الانتفاضة التي شهدتها مدنهم
المسؤولية عن اضطهاد أقباط مصر... هل إنها فعلاً شديدة الغموض؟
نحن نقبلهم فهل يقبلوننا؟
درس تونس: الانسداد السياسي يولّد الانفجارات
السعودية ليست دولة دينية
من نزاعات الهوية إلى الاحتجاج الاجتماعي
تقرير لمرصد الإصلاح العربي يركز على حال التعليم
على هامش جدل الرمز الديني
معضلة الحرية في مصر: الانتخابات مخرجاً من نسق الإكراه
قبط مصر: من الوداعة الى التوتر اللبناني ؟
المشهد العربي بعد انفصال جنوب السودان
المعارضة اللبنانية تطوّق نفسها دولياً
الاحتجاجات التونسية: انتفاضة عابرة أم نقطة منعطف؟
حدود مسؤولية المجتمع المصري ؟
مسؤوليتنا عن تحوّل الأقباط الى مواطنين من الدرجة الثانية
تونس ما بعد سيدي بوزيد: بداية مرحلة جديدة
التسوية في لبنان هل تطيح الحقيقة والعدالة؟
كأنّها مرحلة جديدة؟
موت يلخّص واقعاً
تونس: من أجل خروج سلمي من الأزمة
انتفاضة على الليبرالية في الجزائر!
السعودية: المرأة في ظل الخطاب «الصحوي»
الاستخدام الفصائلي لمصطلح "الجمعيات الأهلية" و"هيئات المجتمع المدني"
مركز دراسات الوحدة العربية على مشارف مرحلة جديدة
في عصر حروب دينية مرة أخرى؟
مسالك النقاش وعنف التأويل ...صورة المرأة من الخطاب إلى الحجاب
قوانين المواطنة المصرية وتداعيات العمل الإرهابي
العنف الطائفي والركود السياسي في مصر!
ماذا يحدث في الكويت؟
قوميات أحادية وحروب عدة
مسلمون ومسيحيّون و... خرافات
تشويه الليبرالية... بالتحريض على مثقفين أحرار
حقوق الإنسان أمام مرحلة جديدة
فتاوى قتل المعارضين والعلاقة الملتبسة بين الدولة والإسلاميين
لطيفة والأخريات
بكاء على أطلال الأقليّات
أحداث العالم العربي - الانتخابات العربية 2010: تأكيد الاستعصاء الديموقراطي ؟
سمير قصير ونصر حامد أبو زيد طيفهما إذ يجوب المُدن والأمكنة
حالة ارتباك بين الحداثة والليبرالية
«ذئب وحيد»... أم صهر العشيرة وابنها؟
عودة المسألة الاجتماعية إلى تونس
الأحزاب المصرية: الكل في الأخطاء سواء
مصر والبعث الجديد لظاهرة البرادعي
المشايخ إذ يسيطرون على الرأي العام
مصر: مسؤوليات الرئيس والمعارضة
حال الطوارئ الحقيقية في مصر هي ديموقراطيتها المقموعة
أشباح ساحة الشهداء
تقدم العالم العربي نحو... الأسوأ
أبعد من المحكمة الخاصة بلبنان
الإخوان المسلمون بين ملء الفراغ وإنتاجه
الليبرالية في السعودية - ردّ على الغذامي
الناقد «الموشوم» ومعركة الليبرالية – - ردّ على الغذامي
في إمكان التفاؤل بمستقبلنا
خــــــاووس
قراءة في التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية
الانفتاح: أهميته وضروراته للعالم العربي
بؤس السياسة وأزمة الحرية في مصر!
تهجير المسيحيين العرب
بداية مضطربة للعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين
المشهد الانتخابي العربي خلال عام 2010: سقوط الموالين وخسارة المعارضين
الانتخابات المصرية ومأزق النظام [1]
سباق في لبنان بين التسوية والفتنة
«النظام الأساسي» هو دستور المملكة؟
الأمة والقومية والدولة في تجربتنا التاريخية
في لبنان التسوية أو البربريّة
«الإخوان المسلمون» المصريون ومسارات التحول نحو السلفية
الديموقراطيّة ... معركتها لم تبدأ عندنا بعد
60% من اللبنانيين و40% من الشيعة مع خيار العدالة
العنف ضد المرأة .. حان الوقت لكسر جدار الصمت
في تشريح أزمة الدولة الوطنية:ملاحظات على النقاش العالمي
كيف ابتلعت الانتخابات المصرية مقاعد "الاخوان"؟
الديموقراطية العربية: سلعة لا تزال قليلة العرض
هل أُسقطت "أضربوهنّ" على كل المجتمع العربي؟
عن حقوق الإنسان في المشهد العربي الراهن
الدستور بين الدولة والمؤسسة الدينية في السعودية
مصر والأردن: انتخابات تعددية نعم، لكن دون جوهر ديموقراطي أو إصلاحية !
الشيخ عبدالله المطلق والمرأة السعودية
حقوق الإنسان: ثلاث أولويات للبنان
مأزق نموذج الديموقراطية المصرية المحدودة
تراجع "الإخوان" من تراجع التيارات الإسلامية العربية
مصر: انتخابات نزع الشرعيات الثلاث
النتائج الفعلية للانتخابات البرلمانية المصرية... خسارة للجميع
مطلوب عشرون فكرة لإنقاذ العالم العربي
أميركا أميركا ... أيضاً وأيضاً
الهويات «المركبة» في الانتخابات الأردنية تبدّد أوهام صانعي قانونها
ملاحظات من وحي الانتخابات المصرية
ابن رشد ومارتن لوثر و«حوار التمدن»
العالم المفتوح... مصر المغلقة
الإخوان المسلمون خسروا غطاءً سياسياً مهماً في صراعهم مع النظام
برلمان 2010 يرسم خريطة لانتخابات الرئاسة ... لا فرص للمستقلين
فاز الحزب الوطني في مصر ... لكن البرلمان الجديد يفقد صدقية محلية ودولية
هل حقّق الحزب الوطني أهدافه في الانتخابات المصرية؟
الأدوار «الافتراضية» في الانتخابات المصرية
انتخابات» الأنظمة العربية إلى أين؟
فرسان الديموقراطية في العالم العربي ... تنقصهم الخيول
أردن ما بعد الانتخابات
ثقافة الانشقاق وأزمة الحياة الحزبية في مصر
في عجز الدولة العربية عن إنجاز تسويتها الداخلية
عن التجلّيات المتعدّدة للإسلام التاريخيّ
الإخوان المسلمون والإرهاب والإسلام السياسي
عصر ما بعد الديموقراطية: تضاؤل دور الاحزاب السياسية
العصبيات القبلية فى مصر القديمة
لمحة عن التاريخ السياسي لدائرة مصر القديمة
الملامح النهائية للمشهد الانتخابي في مصر
ما الذي تغـير هذه المرة في الانتخابات المصرية ؟
عـن مـصـر الـتـي سـتـنـتـخـب ... ومـصـر التـي لا تـكـتـرث
الدول العربية والمثقفون: أسئلة الحريات!
أزمة التعددية الإعلامية في العالم العربي
«الحزب المهيمن» في مصر والانتخابات النيابية
نعم ... الصحافة الاستقصائية ممكنة في العالم العربي
«الإخوان المسلمون» والانتخابات النيابية: أسئلة المشاركة أمام امتحان تداول افتراضي للسلطة
التطرف والإرهاب على أنقاض الدولة الوطنية
العلمانيـة وحقـوق النسـاء
في سبيـل علمانيــة لبـنانيـــة هنيّــة !
الديموقراطية معضلة عربية؟
انتخابات مجلس الشعب المصري... رصيد بلا نفاد وقعر بلا قاع
مصر: تشوهات الحياة السياسية كما تظهرها البرامج الانتخابية
في تفسير الانتخابات العربية
مصر: كيف نقاطع بإيجابية أو نشارك بحذر ؟
كيف نفهم حقوق المرأة وكرامتها؟
مشاهدات سريعة على أبواب المحاكم الشرعية اللبنانية
عن كتيّبات القضايا العامة
دور المحرّك/ الميسّر ومهامه
استراتيجيات عمل حركة
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة