Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : ولاية خامسة لبوتفليقة أو الفوضى!- رندة تقي الدين
الخميس ٢٨ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٨, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الخبر الجزائرية

الملف: انتخابات
ولاية خامسة لبوتفليقة أو الفوضى!- رندة تقي الدين
التظاهرات الشعبية في الجزائر منذ أن أعلن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ترشيحه لتولي الرئاسة للمرة الخامسة يظهر عجز المؤسسة العسكرية وبعض القيادات السياسية على التوافق حول مرشح بديل يضمن مصالحهم. التظاهرات ضد ترشيحه كانت قائمة والرئيس الجزائري موجود في سويسرا للعلاج. الرجل في ٨١ من عمره ووضعه الصحي تدهور منذ ٢٠٠٣ حين اصيب بجلطة اقعدته واصبح صعباً فهم كلامه. ومنذ فترة لم يعد يستقبل الزوار الرسميين الاجانب لتدهور وضعه الصحي. والذين التقوه منذ حوالى ثلاث سنوات يروون انهم لم يتمكنوا من فهم ما يقول. فكيف يمكن ان ينتخب الجزائريون رئيساً لا يرونه الا عبر صوره ورسائل تنشر باسمه، علماً ان عقله ما زال صائباً بحسب المتابعين. هل يعقل ان بلداً مثل الجزائر حيث عدد السكان اكثر من ٤٢ مليوناً و50 في المئة منهم في سن العشرين لم يقدم لهم منذ نشأتهم الا بوتفليقة.

وهل ان المؤسسة العسكرية والكوادر النافذة في الحكم لم تكن قادرة على اختيار شخصية اخرى لترشيحها او ان المصالح المتضاربة حالت دون ذلك. ان التظاهرات الشعبية ايام الجمعة والاحد الماضيين والمتوقعة يوم الجمعة المقبل تلقي الضوء على خطورة ما يجري في الجزائر. وأيضاً على مسوؤلية ولنقل خفة المؤسسة العسكرية التي لم تنجح حتى في الاتفاق على ترشيح بديل مقنع، خصوصاً ان الشخصيات الجزائرية القادرة على ملء هذا الدور كثيرة، فالجزائر لا تنقصها كوادر تعاملت مع المؤسسة العسكرية ويمكن ان تضمن لها مصالحها مثلما فعل بوتفليقة. ونجاح الاخير في الحصول على توافق العسكر يعود الى اولا انه اسكت بعضهم وأحال البعض الآخر على التقاعد ونجح في المصالحة الوطنية قبل مرضه. ثم وزع اموالاً طائلة خلال الانتخابات على البلديات عندما كانت اسعار النفط والغاز مرتفعة ولم يكن منشغلاً بصحته المتدهورة. كانت سياسته بمثابة عمليات تخدير في بلد غني لم يشهد اي استثمار فعال ويستورد كل شيء من الخارج.

واليوم والجزائر تعاني من اقتصاد يتدهور بسبب تدني عائدات النفط والغاز، تغير الوضع وزال مفعول تخدير الشعب.

كان سعر النفط مرتفعاً بلغ مئة دولار للبرميل وسعر الغاز مرتفعاً ايضاً. اما اليوم والجزائر بلد منتج اساسي للغاز فقد انخفضت اسعاره وزاد التنافس من الغاز الاميركي والروسي والقطري. وفي ٢٠١١ كانت توزع ثروة النفط والغاز في البلد لشراء السلم الاجتماعي اما الآن فأصبح ذلك أصعب.

الجزائر تكاد لا تنتج شيئاً. كان احتياطيها المالي ١٧٠ بليون دولار وقد اصبح الآن حوالى ٧٠ بليوناً. وفي ١٩٨٨ قمع الجيش الجزائري التظاهرات بالسلاح ما ادى وقتها الى سقوط قتلى. اما اليوم فالجيش منهمك بمراقبة الحدود مع النيجر وليبيا ومالي ولم يعد بامكانه ان يتصرف مثلما فعل في 1988.

ولكن، هناك تساؤلات حول كيفية معالجة الحراك الشعبي المتوقع يوم الجمعة وكيف سيرد عليها النظام الجزائري الفاشل. فهو فعلاً فاشل بفساده وبعدم توفيره لهذا البلد الغني ظروفاً معيشية جيدة وفرص عمل للشباب، إذ عمد الى تخدير الشعب بدل خلق له ديناميكية اقتصادية بالاستثمار في الصناعة والزراعة والسياحة. (بلد شاسع يكاد يكون اجمل مقصد للسياحة، ولكن لا شيء يجذب السائح اليه سوى هذا الجمال الضائع).

اما الملفت فهو سكوت فرنسا الرسمية ازاء ما يحصل في الجزائر، في حين ان الرئيس إيمانويل ماكرون تدخل سريعاً بما يحصل في فنزويلا مؤيدا المعارض للرئيس مادورو غيدو، وفماكرون امام مأزق تجاه الجزائر اذ انه في العمق قد يكون مؤيداً للمطالبين بالانتخاب الديموقراطي، ولكن في الوقت نفسه لديه مخاوف من نزوح جزائريين الى فرنسا وهذا يشجع القوى الشعبوية الفرنسية المضادة للهجرة. والسبب الآخر الذي يدفع ماكرون الى تجنب تأييد الشعب الجزائري ان فرنسا تقود حرباً ضد الارهاب في مالي والنيجر وليبيا. وللجزائر اكبر حدود مع الصحراء كما لديها اكبر حدود بحرية مع اوروبا ١٥٠٠ كلم ما يعني ان الجيش الجزائري موجود على الحدود الجزائرية مع الصحراء وايضاً على حدود المتوسط مع اوروبا، فزعزعة استقرار الجزائر مقلقة جدا لفرنسا، ما يؤدي الى تحفظ الاوساط المسوؤلة الفرنسية ازاء التظاهرات الجزائرية ضد ترشيح بوتفليقة لرئاسة خامسة، خصوصاً ان الرئاسة الفرنسية تعرف اكثر من الجزائريين عن وضعه الصحي بدقة، لكونه قصد فرنسا مرات للعلاج. فهل تعي المؤسسة العسكرية الجزائرية خطورة الاستمرار في ترشيح بوتفليقة ام انها تسحبه ساعية الى التهدئة؟ سيظهر ذلك في الايام المقبلة وموعد الانتخابات الرئاسية في نيسان (ابريل) يقترب.
 


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
الملف: انتخابات
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
الانتخابات المقبلة وضعف النقاش السياسي في المغرب - لحسن حداد
الفلسطينيون يترقبون ترشح البرغوثي لمعركة الرئاسة
النظام الانتخابي في وظائفه ومفاعيله السياسية - فريد الخازن
حول شرعية الانتخابات اللبنانية - منى فياض
الجزائر كنموذج يخشى اختطافه - روزانا بومنصف
"هيئة الإشراف" تُعاين في تقريرها "جروح" الانتخابات - رضوان عقيل
البحرين: أول رئيسة منتخبة للبرلمان - سوسن الشاعر
أسوأ المجالس البلدية - علي القاسمي
«انتخابات شو!» - مشرق عباس
«التطابق» لا ينزه الانتخابات - مشرق عباس
العراق: تدارك أزمة الانتخابات - مشرق عباس
حول اعادة صوغ «الكتلة الأكبر» - مشرق عباس
الاستبداد الناعم - عبد الحسين شعبان
الممتنعون عن الاقتراع في الانتخابات النيابية من يمثلهم؟ - جورج ابرهيم طربيه
الانتخابات تنهِك العراق بمزيد من الأزمات - كامران قره داغي
«تقبيطة الكيا»! - مشرق عباس
العلمانيون واليساريون بعد الانتخابات (اللبنانية): صِفْر - طلال خواجة
البرلمان اللبناني الجديد: الأكثريات التي انتخبت رؤساء جمهورية ليسوا منها - أسعد الخوري
البلوكات البرية بعد البحرية - فريد الخازن
الانتخابات العراقية تفتح ملف الصراع مع نظام طهران - خالد غزال
انتخابات الكومبارس مقابل سياسة الهامش في لبنان - سامر فرنجيّة
بدائل لا نصيب لها من اسمها - حسام عيتاني
قانون الانتخاب تشابك الاسوأ بين النسبي والاكثري - فريد الخازن
عن يوم أحد أجريت فيه انتخابات نيابية في لبنان - سامر فرنجيّة
انتخابات لبنان لا طائل منها؟ أنطوان قربان
الانتخابات في لبنان والعراق ذات النتائج المعروفة - مرزوق الحلبي
ولي الفقيه العراقي - حازم الأمين
الانتخابات: عندما يصبح دراكولا بابا نويل - جهاد الزين
المشهد غداة الانتخابات اللبنانية - حسام عيتاني
خلفياتُ زّج النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في بازار الإنتخابات اللبنانية - مي الصايغ
الانتخابات اللبنانية «النووية» - وليد شقير
مدينتا بيروت: دُمّلةُ ما بعد الانتخابات - جهاد الزين
انتخابات العراق ولبنان ومآلات الصراع في الشرق الأوسط - بوتان تحسين
«الشعب» أسوأ من مرشحيه - حازم الأمين
أنا المغترب، من أنتخب؟
علي الأمين واللائحة وإعلامنا - حازم صاغية
انتخابات فولكلورية لقانون النسبية سليم نصار
كساد فكرة التغيير في لبنان - حسام عيتاني
حول قانون العدد وما يُرجّحه في انتخابات 2018 - أحمد بعلبكي
اللجنة الأوروبية إذا شاءت، لا الدولة، هي مرجعية الانتخابات - جهاد الزين
نحتاج 161704 أشخاص لمراقبة اقتراع 82000 مغترب! - طنوس فرنسيس
الانتخابات العراقية: جيوش إلكترونية ومزاد لشراء أصوات الناخبين
إلى لجنة الرقابة الأوروبية على الانتخابات اللبنانية:كيف ستواجهين عمليات التزوير؟ - جهاد الزين
دفاعاً عن «الخرزة الزرقاء» - حازم الامين
لبنان 2018: ما الجدوى من الانتخابات العامة؟ - جوزيف مايلا
مقاطعة الانتخابات: الداخل والخارج - حازم صاغية
ماذا بعد الانتخابات المصرية؟ - مأمون فندي
انتخابات بلا معنى ولا فاعليّة - حازم صاغية
انتخابات لبنانية في رداء حرب أهلية - خالد غزال
الاستابلشمنت اللبناني المشوَّه والمشوِّه - أنطوان قربان
صاعقة الانتخابات - محمد صلاح
العراق: انتخابات أم مزاد علني للبيع والشراء؟ - حميد الكفائي
الانتخابات النيابية ترفع وتيرة التصعيد بين أهل الحكم - خالد غزال
الانتخابات اللبنانية:الزبائنية لحشد التأييد سامي عطاالله - زينة الحلو
مسودة قراءة في الانتخابات اللبنانية - منى الخوري
الانتخابات وقانونها: "الولايات اللبنانية المتحدة" - فريد الخازن
أداة تأديبية تدعى الانتخابات النيابية في لبنان - سامر فرنجيّة
مراجعة متأخّرة لمقاطعة 92 المسيحيّة - حازم صاغية
ورثة الطوائف في الانتخابات اللبنانية - حازم الامين
هل سيكون للرأي العام من تأثير في الانتخابات المقبلة؟ - منى فياض
دعوة إلى مقاطعة الانتخابات غير «المدنية» في لبنان - حازم الامين
حرب أم انتخابات في لبنان؟ - حازم صاغية
الأحلام الانتخابيّة للمجتمع المدني في لبنان - حسام عيتاني
انتخابات الرئاسة المصرية: تعظيم المشاركة عبر الفتاوى الدينيّة - كرم سعيد
الاستحقاق العراقي: انتخابات إشكالية ومشكلات بنيوية على وقع انقسامات جديدة - عبدالباسط سيدا
المشاركة في انتخابات الرئاسة على قمة تحديات السلطة المصرية
البلديات تعيد رسم المشهد المغربي - محمد الأشهب
«العدالة والتنمية» يستعد للانتخابات التشريعية - محمد الأشهب
استمالة الناخبين - محمد الأشهب
الانتخابات البلدية في المغرب - محمد الأشهب
محطة الانتخابات البلدية في المغرب - محمد الأشهب
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة