الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
الإرهاب في مصر ومعاني توقيف عشماوي - منير أديب
إحدى دلالات نجاح عملية القبض على ضابط الصاعقة المصري المفصول، هشام عشماوي، في مدينة درنة شرق ليبيا تتمثل في اختفاء وتيرة الإرهاب في الصحراء الغربية. فعشماوي كان يقود الإرهاب في الظهير الصحراوي المتاخم لليبيا، وهو المسؤول عن عشرات العمليات المسلحة في هذه المنطقة ومناطق أخرى في الداخل المصري. خطورة عشماوي وتنظيم «المرابطون» ليست فقط في العمليات المسلحة التي كان يقوم بتنفيذها، وإنما في حجم الدعم الذي كان يقدمه لكل المتطرفين عبر ليبيا التي تشهد توتراً وصراعاً منذ أكثر من ثماني سنوات، على خلفية إطاحة نظام معمر القذافي. كان عشماوي ينشط في الصحراء الغربية بعد أن فرَّ من سيناء عندما أعلن تنظيم «أنصار بيت المقدس» مبايعته لتنظيم «داعش» في العام 2014. أما منطقة الصحراء الشرقية، فينشط فيها تنظيم «ولاية سيناء» وتخوض معه الدولة حرباً مفتوحة بغية القضاء عليه تماماً. ولا شك أن للقبض على عشماوي دلالات مهمة، في مقدمها، نجاح عملية «سيناء 2018» التي انطلقت في شباط (فبراير) الماضي، وكان من ثمارها التنسيق الاستخباراتي بين ليبيا ومصر، ما أدى إلى توقيف عشماوي باعتباره خطراً يهدد الدولتين. ويلاحظ أن الدولة المصرية تكثف عملياتها المسلحة في الصحراء الغربية وفق أهداف «سيناء 2018» براً وبحراً وجواً بغية قطع أوصال الإرهاب غرباً وشرقاً، ما أدى إلى تقوقع عشماوي وأقرانه في الداخلي الليبي وتسهيل مهمة تحديد مكان الصيد الثمين ومن ثم إلقاء القبض عليه. عشماوي يمثل خزينة أسرار خصوصاً أنه كان يقود تنظيماً ناشطاً في ليبيا ومصر معاً، ومعه ضباط آخرون مفصولون من القوات المسلحة المصرية، مثل وليد بدر الذي فجّر نفسه في موكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري السابق في أيلول (سبتمبر) من العام 2013، وعماد عبدالحميد الذي استهدف حملة لضباط قطاع الأمن الوطني بعد استدراجهم في منطقة الواحات غرب مصر في تشرين الأول (أكتوبر) 2017.

الوقت أصبح مناسباً لتفكيك تنظيم «المرابطون» لتختفي العمليات الإرهابية في الصحراء الغربية، ويتم تحرير مدينة درنة تماماً من التنظيمات المتطرفة مثل «أنصار الشريعة» و «مجلس شورى المجاهدين». والتحدي الأكبر أمام الدولة المصرية سيظل في منطقة الصحراء الشرقية وتحديداً في شمال سيناء حيث ينشط تنظيم «ولاية سيناء». ولعل ذلك هو سبب عدم إعلان انتهاء العملية الشاملة «سيناء 2018»، خصوصاً وأن هدفها ليس مجرد الحد من قوة هذا التنظيم ولا تحقيق أهداف مرحلية ترتبط بالتأثير في بنية التنظيم، وإنما الهدف هو القضاء على التنظيم تماماً وتطهير سيناء من وجود هؤلاء المتطرفين.

الدولة في مصر نجحت في رهانها ولو في شكل مرحلي. ولكن علامات هذا النجاح تبدو واضحة في تفكيك عشرات الخلايا المتطرفة وإلقاء القبض على أمراء الحرب والمتطرفين فيها. مصر تواجه الإرهاب ليس داخل حدودها فقط وإنما خارج حدودها أيضاً. ولعل مواجهة التنظيمات المتطرفة في ليبيا يدل على نجاح الرؤية المصرية في مجابهة الإرهاب داخل حدودها وخارجها.

* كاتب مصري


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة