الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٣, ٢٠١٨
المصدر: موقع صحفي - الأردن
دراسة ترصد التحولات الفكرية بالحركة الإسلامية
الغد-هديل غبّون

تقف دراسة أطلقت مساء أول من أمس؛ للباحثين الدكتورين: محمد أبو رمان ونيفين بندقجي وعنوانها "الإسلاميون الشباب في الأردن وتحولات الربيع العربي: من الخلافة الإسلامية إلى الدولة المدنية"، عند جملة تغييرات فكرية طرأت داخل جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، وما نجم عنها من تشكيل كيانات سياسية جديدة، كحزبي المؤتمر الوطني "زمزم" و"الشراكة والانقاذ" نموذجا. 
وتتناول الدراسة التي أجريت بدعم من منظمة فريدرش إيبرت، عدة مسارات لتلك التحولات، أبرزها أثر الخلافات الداخلية التي شهدتها الجماعة، ومساعي قيادات وقطاعات شبابية في الجماعة والحزب لتجديد "أدبيات الجماعة"، بعقد مناقشات مستفيضة على وقع الربيع العربي وتغيير الأنظمة في دول عربية، ليكون التوجه الغالب أردنيا، نحو تشكيل أحزاب جديدة وصفتها الدراسة بأحزاب "بعد الإسلام السياسي". 
واعتمدت الدراسة على إجراء عدة مقابلات ميدانية لقطاعات شبابية؛ تنتمي لحزب جبهة العمل الإسلامي، وقطاعات شبابية أخرى فيه، ارتأت اعتماد مسارات جديدة خارج الكيان الأم. 
وتكمن أهمية الدراسة البحثية، في عقدها لمقاربات ومقارنات بنيوية في توجهات وأفكار وخطابات الشباب والقيادات الفكرية في الكيان الأم، والكيانات الجديدة التي اعتبر أصحابها أن تأسيسها جاء وفق رؤى جديدة تماما، بخاصة فيما يتعلق بالمواقف الأيديولوجية من الدولة المدنية والتعددية والديمقراطية والحريات والحقوق العامة، وحقوق المرأة والاقليات والهوية السياسية وغيرها من المفاهيم. 
وفي هذا السياق؛ قالت الباحثة بندقجي إن الدراسة تقف عند التغييرات الايدولوجية والفكرية عند شباب هذه التيارات بعد الربيع العربي، وفي ضوء الحراك الأردني الشعبي، وتجارب عربية كتونس والمغرب، وصعود التجربة التركية كملهم لشباب التيار الاسلامي في المنطقة. 
وبينت أن الأهم؛ كان في الدراسة؛ البحث في خطاب شباب هذا التيار، حيال مفاهيم الدولة المدنية الحديثة ومرجعياتهم الفكرية، والموقف من فصل "الدعوي عن السياسي" والتحولات اللاحقة.
فيما قالت إن مصطلح بعد الإسلام السياسي، مختلف على تعريفه للآن، مشيرة إلى أنه أقرب لعملية التحوّل الفكري، أي بمعنى الخروج من فكرة الدولة الإسلامية إلى دولة حقوق ومؤسسات، قد تكون بمرجعية إسلامية أو لاتكون. 
ورأت أن التحليل في الدراسة ليس قراءة للخارج واستنادا إلى "ثنائية التغير والثبات"، بل اعتمادا على المنهج الوصفي التحليلي والأسباب التي دفعت الشباب لهذا التحول في كيانات جديدة، والأسباب التي أبقت على شباب آخرين داخل الكيان الأم، والفروق بينها وقياس فيما إذا كان هناك "فجوة" بينهم، مشيرة إلى أن استمرار أي كيان سياسي أو حزبي لنحو 70 عاما، يعني بالضرورة أن هناك تغييرا بداخله. 
أبو رمان قال إن "الدراسة تجيب على أسئلة جدلية عديدة لتحليل "التغيرات" التي أدت لتشكيل جمعية الإخوان المسلمين الجديدة، وحزبي "زمزم" والشراكة والانقاذ"، وما الفرق بين الشباب الذين خرجوا أو أخرجوا من "الاخوان والعمل الإسلامي" والشباب الذين بقوا، وفيما إذا كانت هي فروق "سطحية جزئية كما تخشى بعض النخب"؛ ام هي فروق "وتحولات عميقة وجذرية"، وإلى أن وصل حلم "الدولة الإسلامية" وكيف يتكامل أو يتعارض مع حلم "الدولة المدنية". 
ورأى أبو رمان أن الدراسة بمنزلة "اختراق للحركة الإسلامية"، مؤكدا أن هناك عاملين أساسيين ارتكزت عليهما الدراسة، هما "أثرا الخلافات الداخلية في الحركة الإسلامية والربيع العربي". 
ولم تغفل الدراسة بحسب أبورمان، عقد مقاربات لخطاب "شباب الحركة الإسلامية" "والخطاب الرسمي المعلن لها"، فيما أشار إلى أن خلاصة رئيسة في الدراسة تشير إلى "حدوث تحوّلات عميقة وحقيقية بالفعل" لدى شباب التيار الإسلامي في "الشراكة والانقاذ" بدرجة أكبر على حد تعبيره، ومن ثم لدى شباب "زمزم"، وأخيرا في "جبهة العمل الاسلامي". 
ولفت إلى أن الدراسة بينت أن هناك خلاقات مفاجئة، بينها تأثير المغربي سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية في المغرب، والذي تقلد رئاسة الحكومة في 2017، وشغل موقع وزير الخارجية في حكومة عبدالاله بنكيران في وقت سابق. 
وأوضح أن الدراسة تنطوي على محاولة معمقة لاستنطاق الفروق بين "زمزم" والشراكة" والانقاذ" على صعيد تشكيل التجربتين، والتركيز على قضايا دقيقة جدا لكليهما، فيما لفت الى أن هناك "خلافات بين الشباب أنفسهم في الحزبين، لكن ايضا؛ هناك اتفاقا عاما على المرحلة الجديدة". 
وبشأن مفهوم الدول: المدنية والإسلامية، والمدنية بمرجعية إسلامية، أشار أبو رمان إلى أن الدراسة أظهرت ان هناك تحفظا ما يزال قائما لدى شباب "العمل الاسلامي" تجاه هذا المفهوم على مستوى شرعية المصطلح.
كما أشار إلى أن اعتماد مصطلح أحزاب بعد الاسلام السياسي؛ ينطوي على إساءة للإسلام السياسي، موضحا أن التعريف هنا يتعلق بالانتقال من محورية الهوية الاسلامية الصرفة في الدولة والمجتمع، إلى قضايا أخرى متحللة من "أيدولوجيا الإسلامي السياسي الحركي" التي سادت العقود الماضية. 
ومن أبرز استنتاجات الدراسة التي وصلت إليها، أن عمليات الخروج من الكيان الأم للإخوان والحزب منذ العام 1998 إلى 2016، أتت جميعها من التيار "المعتدل أو ما يسمى بالحمائم".


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
العاهل الأردني يكلف لجنة للإصلاح... ويتعهد تبني توصياتها ومنع التدخلات
الأردن: 18 موقوفاً بتهمة محاولة زعزعة استقرار البلاد في قضية «الفتنة»
مجلس النواب الأردني يقر موازنة البلاد بالأغلبية
العاهل الأردني: ليس مقبولاً خسارة أي مواطن نتيجة الإهمال
الأردن: توقيف 5 مسؤولين بعد وفاة مرضى بكورونا جراء انقطاع الأكسجين
مقالات ذات صلة
مئوية الشيخ المناضل كايد مفلح عبيدات
الأزمة اللبنانية والتجربة الأردنية - مروان المعشر
انتفاضة نيسان 1989: أين كنا وكيف أصبحنا ؟
حقوق المراة الاردنية 2019 - سليمان صويص
يوميات حياة تشهق أنفاسها في البحر الميت - موسى برهومة
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة