الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
لم يبق إلاّ العفن - حازم صاغية
للنهايات طعمٌ غير مُستحبّ: طعم حزينٌ كما في الوداع. مُقلقٌ كما حين تُختتم الأشياء على إبهام وغموض. لكنّه طعم كريهٌ حين تحاول النهاية أن تتشاطر وتبدو بداية.

ما يحصل في سوريّة يشبه هذا: انتصار نظام على جثّة بلد. تسوية ضمنيّة مع إسرائيل تتيح التمدّد جنوباً في موازاة هيصة «الطريق إلى فلسطين»...

انتصار يرافقه سعي منتصرين إلى شراء جنسيّة أخرى! ثمّة إذاً شعور عميق بالانهيار خلف واجهة النصر. سامر فوز، أحد الذين ورد ذكرهم في معمعة مرسوم التجنيس السرّيّ و «المجمّد»، تُعرّف به الزميلة ديانا مقلّد هكذا:

«رجل أعمال مقرب جداً من النظام السوري ويتاجر بالقمح. يصفه خبير اقتصادي سوري، رفض الكشف عن اسمه، بأنه قد يكون الأبرز في المرحلة الحالية من بين رجال الأعمال السوريين المقربين من النظام، والذين يؤمّنون له خطوط إمداد، في ظل التضييق الدولي. ويبدي هذا الخبير استغرابه أن اسم فوز لم يرد على لوائح العقوبات الغربية.

أول مرة ظهر فيها اسم سامر فوز، كان على وسائل الإعلام التركية عام 2013، عندما تم اعتقاله بسبب جريمة قتل مواطن مصري يحمل الجنسية الأوكرانية. وذكرت صحيفة «ملييت» التركية حينها، أن فوز اعترف بجريمته، مبرراً الأمر بأن الضحية نصب عليه مبلغ 15 مليون دولار. كان مفاجئاً أن فوز خرج بعد أشهر قليلة من السجن، ما أثار علامات استفهام في شأن تدخلاتٍ كبيرةٍ لإطلاق سراحه، بحسب ما قالت الصحافة التركية حينها. يملك سامر فوز مجموعة الفوز القابضة، التي تملك شركات عدة ومصانع في تركيا ولبنان ودبي، وقام بشراء عدد كبير من شركات ومصانع رجال الأعمال الذين غادروا البلد. ويرى الخبير الاقتصادي السوري (...) أن سامر فوز وجه يجب متابعته بدقة، خصوصاً أن علاقاته التجارية تمتد بين إيران وتركيا وسورية ولبنان.

في لبنان، يملك فوز 3 شركات، الأحدث بينها شركة سوليد 1 ش.م.ل «أوفشور»، وفي الشركات الثلاث يرد اسم شقيقه عامر فوز شريكاً».

الشكل الآخر لهذا القيح هو ما يلاحظه الزميل مهنّد الحاج علي: «ليس صُدفة التزامن بين انتهاء النظام من معارك دمشق ومحيطها، وتردد أنباء عن ملاحقة رجال أعمال سوريين كانوا حتى وقت قريب جداً، من المحظيين عند آل الأسد ومخلوف، وشركاء لهم. وهذه الشخصيات المالية لعبت دوراً أساسياً في إطالة عمر النظام، وتمويل ميليشياته، من فروع «الدفاع الوطني» إلى «صقور الصحراء». ويسمّي الحاج علي عدداً من هؤلاء يتصدّرهم أيمن محرز جابر ووسيم قطّان ومحمّد بهجت سليمان وسواهم.

النهايات المختومة على غثيان تتّخذ أشكالاً أخرى: تزدهر سوق التذكّر والقصص التي تطال ساديّين على رأس نظام ساديّ. الزميل يوسف بزّي ينقل قصّة غير حصريّة سمعها من سيّدة دمشقيّة: «كان أطفالي وأطفال جارتي أيضاً زملاء لأطفال بشرى الأسد (وزوجها آصف شوكت) في إحدى المدارس الراقية. ولذا، كان من الطبيعي أن يلبوا دعوة لحضور حفلة عيد ميلاد أحد أطفال بشرى الأسد في مزرعة قريبة من العاصمة. وحدث في منتصف الحفل أن بادر آصف شوكت إلى جمع الأطفال، واصطحبهم جميعاً إلى سوق الطيور والحيوانات الداجنة في دمشق. وهناك، اشترى لكل طفل أرنباً أبيض، ثم عاد بهم إلى مزرعته ليكملوا الحفل واللعب مع أرانبهم الصغيرة. فجأة، خطر ببال آصف شوكت أن يشارك الأطفال مرحهم، فجمعهم حول بركة وقرر أن يعلّمهم كيف يقتلون أرانبهم. هكذا بدأ بأخذ كل أرنب وإغراقه في الماء حتى ينفق. الأطفال جميعهم أُصيبوا بصدمة عنيفة، ولكن طفلة جارتي التي لديها علّة مزمنة في قلبها شارفت على الموت من شدة هذه الصدمة وتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى».

الزميلة «القدس العربيّ» تخبرنا عن «فيديو تم تداوله بشكل كبير [وأثار] صدمة وغضباً في أوساط السوريين، ويظهر فيه قائد ميليشيات تتبع لقوات الأسد في مدينة حماة السورية، طلال الدقاق، وهو يقدم فرساً عربياً أصيلاً لأسدين في مزرعته الخاصة. وأظهر الفيديو لحظة إدخال الفرس للقفص، الذي يوجد فيه الأسدان، اللذان سارعا للهجوم عليه وافتراسه».

هذا بعض وحل الحقبة المجرمة. مَن يذكر قتل القطّة في فيلم بيرتولوتشي «1900»؟


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة