الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ١٨, ٢٠١٤
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
سحر الساسة اليمنيين - لطفي نعمان
الحديث الأخير لدولة الدكتور عبدالكريم علي بن يحيى الأرياني (80 عاماً) مستشار رئيس الجمهورية لصحيفة "26 سبتمبر"، احتوى طروحات وتطرق إلى قضايا أبرزت الذهن الوقاد للرجل وحيويته وكذا مراعاة متغيرات اللحظة الراهنة المتمثلة بوجوه المرحلة وشخوصها وحساباتهم وتقديراتهم غير المتعارضة (تماماً) مع المصلحة العامة.
 
لا غرو في أن ينظر الأرياني (رئيس وزراء ووزير خارجية سابق) باستغراب إلى الظواهر الماثلة للعيان منذ الحادي والعشرين من أيلول 2014، وهي في كل الأحوال نتاج لما أبدى عليه ألمه وأسفه من "وضع شاذ" ذلك لأن هناك كما يقول هو - بل ويدركه الجميع: "دولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها لا تحكم" بيد أن "فئة سياسية جديدة هي التي تتحكم" حسب وصفه.
وما من عجبٍ في استنكاره خروج تفاصيل الاجتماعات العليا إلى فضاءِ "الفيس بوك"، مع أنها طبيعة التواصل السياسي الإعلامي الجديد، كما هي سمة تعامل كبار الساسة مع بعض الصحف، وإن جاءت من باب ردود الفعل وإيضاح الحقائق!

تبعاً لذلك لا يُستنكر أن يُسفِر حديثه عن حقائق الأدوار التي يضطلع بها المبعوثون الأمميون والوسطاء الإقليميون والمؤثرون الخارجيون، نظراً لما للساسة اليمنيين من "سحرٍ" خاص استنفر المبعوثين والوسطاء والمؤثرين الخارجيين إلى داخل اليمن وشؤونه التي يقررها اليمنيون بأنفسهم لأنفسهم!

يثير الأرياني في أحاديثه عموماً إعجاب وعجب المتابعين والقراء، نظراً لقدرته على بسط الأمور التي يدركها مبكراً وحتى متأخراً –كما يعلل مواقفه بعض الأصدقاء- إنما في كل الأحوال يقول ويفعل ما يعتقده حقاً بشجاعة رأيٍ وقوة حجة تفرض احترامه - وعلى الأصح - عدم تجاوزه وعدم التخلي عن خبرته كقطبٍ مهم في الفضاء السياسي المحلي. وقد لا ينتهي حديثه الدائر حول خلافات جزئية معينة إلا إلى مصالحة شاملة - إن شاء الله - تتسق مع النهج التصالحي الذي بدأ يدشنه الرئيس عبدربه منصور هادي في جامع الصالح آخر تموز 2014، لولا أن التطورات الميدانية عرقلت مسار "التصالح المطلوب للصالح العام" قليلاً. والمؤمل ألا تدوم عرقلتها طويلاً!

في السياق ذاته نوّه المستشارُ الأرياني إلى ما تلمسه من "مستشيره" الرئيس هادي خلال تطرقه إلى التطورات الطارئة على "المؤتمر الشعبي العام". ينظر إليها البعض مقدمة "تصالح"، وهو المرجو المنتظر لئلا تزداد "التباينات" - حسب التوصيف الإرياني - داخل التنظيم الشريك في الحكم.

اللافت أن الأرياني عبّر بشواهدٍ شعبية "معناها في بطن الشاعر" لا يملك المرء معه إلا أن يرفعها كمطلب جماهيري. الشاهد الشعبي أو المثل الوارد ضمن حديث الأرياني يقول:
"لا يُبطل السحر إلا من عمله".

وإذ يُقِرّ بأن "كل ما جرى في اليمن صراحةً، منذ مجيء الرئيس عبدربه منصور هادي، الكل شركاء فيه"، يتسنى القول بأن الساسة اليمنيين منذ 2011 - وقبلها أيضاً - عملوا "السحر" فبات مطلوباً منهم "إبطال سحرهم" في اتجاهٍ جاد إلى نزع الألغام النفسية والسياسية، وإصلاح الأوضاع كونها مسؤولية "جماعية" طالما لا يحق لـ"جماعة" بعينها الانفراد في ذلك، وكذا معالجة "الانفلات" والاختلالات المريعة حتى يتسنى استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية، بدون "تعرجات" وفقاً لتشخيص الدكتور لما يعترض مسار المرحلة، ويعوق الوصول إلى ما سيجمع عليه الشعب بعد الاستفتاء على الدستور أي: "الانتخاب" وليس "الانقلاب"!



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة