أمهل الاسلاميون في مصر يتقدمهم حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة "الاخوان المسلمين" وسياسيون آخرون، الحكومة الى الأربعاء المقبل لسحب وثيقة مباديء دستورية وإلا بحثوا في تنظيم تظاهرات حاشدة الجمعة المقبل. ويقول معارضو الوثيقة إنها تعطي المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد حصانة في مجال إنفاق موازنة الجيش، كما تضمن للمجلس السيطرة على الشؤون العسكرية بعد نقل السلطة الى المدنيين. وطالب المعارضون المجلس الأعلى أيضا بإعلان جدول زمني يضمن تسليم السلطة بحلول نيسان المقبل، بينما يقول مراقبون إن المواعيد التي قررها المجلس للانتخابات النيابية والرئاسية ووضع دستور جديد للبلاد قد لا تسمح بتسليم السلطة قبل أوائل عام 2013.
وجاء في بيان عقب اجتماع معارضي الوثيقة الدستورية: "اتفق المجتمعون على أن الوثيقة التي عرفت إعلاميا بوثيقة السلمي مرفوضة تماما من الجميع". ويشير البيان إلى نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديموقراطي علي السلمي الذي طرح الوثيقة قبل نحو أسبوعين في اجتماع قاطعه حزب الحرية والعدالة وإسلاميون آخرون وانسحب منه إسلاميون وسياسيون وناشطون. وأوضح البيان ان المشاركين في الاجتماع يؤمنون بان "الشعب الذي استرد حقه في الاختيار هو مصدر السلطة وصاحب الحق في السيادة"، مضيفا ان المجتمعين "جددوا تمسكهم بهذا الحق وتصميمهم على حمايته ومقاومة أي محاولات لتقييده أو فرض الوصاية عليه". وكان إعلان دستوري وافق عليه الناخبون في استفتاء تضمن أن تضع الدستور الجديد للبلاد جمعية تأسيسية يعينها الأعضاء المنتخبون في مجلسي الشعب والشورى. لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أدخل تعديلات على الإعلان الدستوري كما قدمت الحكومة اقتراحات بإعلان مبادئ تكون ملزمة للجمعية التأسيسية.
ولدى موافقة الناخبين على الإعلان الدستوري ثارت مخاوف من ان يحصل " الاخوان المسلمون" على الغالبية في مجلسي البرلمان ووضع دستور لدولة دينية. ومن بين سكان مصر ملايين المسيحيين. ووافقت غالبية ساحقة من الناخبين على الاستفتاء لكن سياسيين ومحللين يقولون إن كثيرين من الناخبين اقترعوا للاستقرار وعودة الأمن بعد الرئيس السابق حسني مبارك ولم يكن واردا في أذهانهم كثيرا إمكان ان يهيمن الإسلاميون على وضع الدستور الجديد للبلاد. ومن المقرر ان تجري الدورة الأولى من انتخابات مجلس الشعب في 28 تشرين الثاني. وسئل السياسي البارز أيمن نور هل ينظم المجتمعون تظاهرات حاشدة الجمعة المقبل ، فأجاب ان "الموقف من يوم الجمعة... سيتحدد وفقا لمدى الاستجابة التي نتوقعها قبل الأربعاء، وبحد أقصى يوم الأربعاء" مضيفا انه "إذا لم تتم الاستجابة سيتحدد الموقف... في اجتماع آخر". وقال الأمين العام لحزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني إن طرح الوثيقة الدستورية "تعطيل مقصود للعملية الانتخابية أو على الأقل التأثير عليها ".
حوادث أمنية أمنيا، أفادت مصادر ان شخصا قتل وعشرة آخرين جرحوا في اشتباكات بين قوات من الجيش ومحتجين أمام البوابة الرئيسية لميناء دمياط على البحر المتوسط كانوا يعترضون على اعتزام مصنع للأسمدة الكيميائية في المنطقة الحرة بالميناء إقامة مصنعين آخرين في المنطقة. ويقول المحتجون إن عوادم المصنع ضارة بالإنسان والزراعة. وافادت وكالة أنباء الشرق الاوسط "أ ش أ" المصرية ان محمد التيهي من "جماعة التكفير والهجرة" المسلحة اعتقل في احدى المناطق بشارع البحر في مدينة العريش للاشتباه في ضلوعه في تفجيرات لخط أنابيب عطلت واردات الغاز الى اسرائيل والاردن. ولا يحظى اتفاق الغاز مع اسرائيل ومدته 20 سنة والذي وقع في عهد مبارك بشعبية. ويجادل منتقدون بأن اسرائيل لا تدفع ثمنا كافيا للغاز. (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
|