بيروت - من ريتا فرج|
طالبت الناطقة باسم «المجلس الوطني السوري» ومديرة مبادرة الاصلاح العربية بسمة قُضماني وزراء الخارجية العرب باتخاذ اجراءات جديدة في اجتماعهم بعد غد. وكشفت قُضماني عن اتصالات سريعة يقوم بها «المجلس الوطني» مع بعض الدول العربية من بينها «الجزائر والسودان ودول الخليج وسلطنة عمان لاطلاعها على الأوضاع الحقيقية في سورية»، مشددة على أن موسكو لا يمكنها الاستمرار في دعم النظام السوري، ومشيرة الى حجم العزلة الدولية التي يعيشها هذا النظام. «الراي» اتصلت بالناطقة باسم «المجلس الوطني السوري» وأجرت معها الحوار الآتي:
• ماذا تتوقعين من اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم السبت؟ - نتوقّع أن تعبّر الجامعة العربية عن غضبها واستيائها من تحايُل النظام على المبادرة العربية الجدية والصادقة والتي تهدف الى انقاذ سورية وأن تتخذ اجراءات جديدة أولها ان تطلب الدخول الفوري لمراقبين عرب ودوليين، ووقف الاستثمارات العربية في سورية، وثانيها ايصال رسالة واضحة للنظام بأنه لم يعد هناك من غطاء عربي وانه لم يعد هناك أي دولة عربية، حتى المتردّدة منها والداعمة، قادرة على السكوت عن الأوضاع الجارية في سورية.
• هل سيُجري المجلس الوطني السوري اتصالات مع بعض الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية لتعديل موقفها من الأزمة السورية قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب؟ - هناك الآن محاولات سريعة للاتصال بكل الدول العربية الداعمة والمترددة لاطلاعها على الأوضاع الحقيقية في سورية تحديداً لأن بعض الدول ليس لديها تفاصيل عن الحال المخيفة التي تمر بها سورية وعن كيفية تعامل النظام مع الحراك الشعبي. وسنعمل على ايصال الصورة الحقيقية للدول العربية عبر التأكيد على أن هذا النظام يشكل استثناء تاريخياً في استعمال العنف كلما ازدادت الضغوط الخارجية عليه. ومن بين الدول التي سيتصل بها المجلس الوطني السوري السودان والجزائر ودول الخليج وسلطنة عمان.
• بماذا تطالبون جامعة الدول العربية؟ - نطالب بتجميد عضوية سورية في مجلس الجامعة رغم التحفظ الذي تبديه بعض الدول العربية على اعتبار أن هذه الخطوة ستؤدي الى ضياع فرصة الاتصال مع النظام. ونحن نعتبر أن تجميد العضوية له أكثر من رمزية سياسية بل سيوصل رسالة واضحة لكل فئات المجتمع السوري بأن النظام بممارساته يعزل سورية عن محيطها العربي.
• الرئيس بشار الأسد قال: «لا يوجد خيار امامنا سوى أن ننتصر في معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني». كيف تفسرين ذلك؟ وهل تشاطرين رأي مَن اعتبر ان كلام الأسد يكشف حجم العزلة الدولية التي يعيشها النظام؟ - النظام أصبح مهزوماً بكل أركانه، فالجيش منهك وحجم الانشقاقات فيه تتزايد، وهناك عزل حقيقي على المستوى الدولي ومن دول الطوق العربي. ولكن الشيء المخيف، رغم العزلة التي يعيشها النظام، هو استعماله لمستوى من العنف والاجرام لا يردعه أي ضغط. واذا كان الأسد يعتبر القمع والعنف الذي يمارسه ضد الحراك الشعبي عبارة عن معركة وطنية فان هذه العبارة مخيفة لأنها تنمّ عن حرب يقودها النظام ضد الشعب الذي يرفض احالة حقوقه في التغيير الديموقراطي السلمي على المؤامرات الخارجية التي يتمترس خلفها النظام.
• المندوب الخاص للرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف قال ان استعمال روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن هو بمثابة آخر اجراء يسمح للنظام في دمشق بالمحافظة على الوضع القائم بالشكل الذي هو عليه حالياً وبعد ذلك على الرئيس الأسد وحكومته تطبيق اصلاحات حقيقية». ما تفسيرك لذلك؟ وهل تعتقدين بأن موسكو تعطي للنظام الفرصة الأخيرة؟ - لا يمكن لروسيا الاستمرار في دعم النظام لمدة أطول عندما ترى أن ليس لديه أي نية جدية للاصلاح الحقيقي وبأنه لا يتعامل مع الحراك الشعبي الاّ بالعنف. واعتقد أن موسكو ستغيّر في أسلوبها لأن مصلحتها ستكون مع ولادة نظام جديد.
• الى اي مدى يمهد رفع الغطاء العربي عن النظام في احداث تحول بالموقف الروسي؟ - لا شك في أن الموقف العربي أساسي في تغيير المواقف الدولية ومن بينها الموقف الروسي.
• أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل 3500 مدني في سورية وقد ترافق ذلك مع استمرار العمليات العسكرية في حمص ودخول الدبابات الى حماة. هل تتوقعين ان تتصاعد وتيرة العنف في الأيام المقبلة؟ - من المعروف للجميع أن النظام سيلجأ الى العنف كلما ازداد الضغط عليه، وما يفعله النظام في حمص وحماة هو نسخة مكررة عن الذي فعله في درعا ودير الزور والرستن. استراتيجية النظام تقوم على سحق الحراك الشعبي وكسر ارادة الشعب، ولكن هذه الارادة لن تنكسر والشعب لن يغير سلوكه رغم مستوى العنف والقمع الذي يتعرض له، فهو يعيد انتاج الحراك الاحتجاجي بأشكال مختلفة.
• طالب المجلس الوطني السوري باعلان حمص مدينة منكوبة. ما الخطوات السياسية التي سيقوم بها المجلس في هذا المجال؟ - طالبنا باجراءات تتخذها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ودخول لجان الاغاثة الدولية الى حمص.
• وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه طالب الدول العربية وتركيا باتخاذ مواقف حازمة من النظام السوري وقد أعلن «موت» المبادرة العربية. ما رأيك في ذلك؟ - الى جانب ما قاله وزير الخارجية الفرنسي نطالب تركيا والدول العربية باجراءات عملية على الأرض، وسنناقش هذا الموضوع في الجامعة العربية، وقد أعلن الاتراك عن مجموعة من العقوبات لم تطبَّق بعد على أرض الواقع ونتمنى أن تكون اجراءات فاعلة وأن تتكامل مع مواقف قد تتخذها الجامعة.</< div>
|