الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٥, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
مقتل 17 متظاهراً وتشكيك أميركي وفرنسي في تنفيذ النظام السوري الخطة العربية

سقط امس 17 قتيلا برصاص قوى الامن في سوريا حيث انطلقت تظاهرات في "جمعة الله اكبر على من طغى وتجبر"، استجابة لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في ان تلتزم دمشق تنفيذ خطة جامعة الدول العربية للخروج من الازمة. وتلحظ هذه الخطة وقفا كاملا للعنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية، قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة.

 

عرضت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام. وجاء في بيان بثه التلفزيون السوري ونقلته الوكالة العربية السورية للانباء "سانا": "تدعو وزارة الداخلية المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا خلال الفترة الممتدة من الخامس من تشرين الثاني الى الثاني عشر منه". واضافت ان هذا العفو تقرر في مناسبة حلول عيد الاضحى الذي يبدأ الاحد "بهدف حفظ الامن والنظام العام".


ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا، على رغم موافقة نظام الرئيس بشار الاسد على خطة الجامعة العربية لتجاوز الازمة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مدنيين قتلوا الجمعة في حمص. وفي حماه قتل اربعة اشخاص برصاص قوى الامن وقناصة. وفي محافظة درعا قتلت قوى الامن اربعة متظاهرين في كناكر وواحدا في الحمورية.


وقتل شخصان، احدهما مدني والاخر جندي فر صباحا برصاص قوى الامن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الاردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد.
وطوقت قوى الامن مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واوضح المرصد ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما اعتقل عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اولاد ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.


وعلى رغم اعمال القمع، لم يلن عزم الناشطين على التظاهر. واظهر شريط مصور بثه "يوتيوب" عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباحا في حي الميدان التاريخي بدمشق وهم يطلقون هتافات مناهضة للاسد. وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. وفي شريط آخر في "يوتيوب"، حمل احد المتظاهرين لافتة كتب فيها "الى متى تصغي الجامعة العربية الى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية... والدبابات لا تزال في الشوارع".
ونظمت تظاهرات اخرى في عدد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر، استنادا الى المرصد السوري.
وفي دير الزور، اطلقت قوى الامن النار لتفريق تجمعات، كما نظمت تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا تطالب باسقاط النظام.


واشنطن
وحذرت الادارة الاميركية النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة، فان عزلته ستزداد على الساحة الدولية.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: "نحن لم نر مؤشرات لنية النظام احترام التعهدات التي قطعها". وقالت ان الجامعة العربية قد تضطر الى تشديد موقفها من دمشق على غرار روسيا وتركيا بعد اعطاء سوريا فرصة لوضع حد لسفك الدماء. واضافت ان المؤشرات غير مطمئنة.


فرنسا
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة. وصرح مساعد الناطق باسمها رومان نادال بان "استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية". واضاف: "في حين اعلن النظام السوري لتوه انه يقبل من دون تحفظ خطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان 20 متظاهرا مسالما على الاقل قتلوا امس (الخميس) في سوريا برصاص قوى الامن". ولاحظ ان "استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري" بان يفي بها.


ورأى رئيس "مؤتمر انقاذ سوريا" المعارض هيثم المالح أن نظام الرئيس بشار الاسد في حال من الخوف والهلع ولذلك وافق على المبادرة العربية من غير ان يتقيد بمضمونها. وقال ان المرسوم الرقم 55 الذي اصدره الرئيس الاسد يعد اسوأ من حال الطوارئ، موضحا انه بموجب هذا المرسوم يستطيع أي شرطي ان يعتقل أي شخص سواء من المنازل والشوارع ويودعه السجن مدة اسبوع قابل للتمديد 60 يوما من دون مذكرة قضائية .
ورحب "تيار بناء الدولة السورية " المعارض برئاسة لؤي حسين بالاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية، قائلا ان الاتفاق بداية للعمل على الحوار الوطني والخروج من الأزمة.
مصر
واعرب وزير الخارجية المصري محمد عمرو عن أمله فى حل الأزمة السورية في إطار سوري عربي ومن دون تدخل أجنبي، معتبرا أن ذلك فى حال تحققه سيكون نصرا كبيرا للعالم العربي وللجامعة العربية. وقال: "إننا نرى أن الحل لما يدور في سوريا لن يتم تحقيقه من خلال العنف أو الاجراءات الأمنية ، بل لا بد من حوار وإجراءات بناء الثقة. وقد كررنا هذا الموقف وحذرنا من أن المضي في هذا السبيل قد يفتح الباب للتدخل الخارجي وهو ما لا نريد ان نراه في سوريا". ونفى أن يكون هدف المبادرة العربية "توفير الغطاء لتدخل أجنبي في سوريا".


والد أسماء
واوردت صحيفة "الانديبندنت" أن منزل الدكتور فواز الأخرس، والد اسماء زوجة الرئيس السوري، في حي أكتون غرب العاصمة البريطانية لندن، تعرض لهجوم اخيرا من متظاهرين سوريين خرجوا للاحتجاج ليلاً، وحطموا نوافذه والقوا طلاء على بابه وجدرانه.
واشارت إلى أن صمت الدكتور الأخرس حيال ما يجري في سوريا اثار انتقاد الكثير من المعارضين السوريين المقيمين في بريطانيا.


"الجيش السوري الحر"
وصرح العقيد رياض الأسعد بان "الجيش السوري الحر" الذي يقوده سيكون الجناح العسكري للمعارضة السورية، وينسّق عملياته من تركيا لتحدي نظام الرئيس الأسد.
وقال في مقابلة مع صحيفة "الدايلي تلغراف": "سنكون جيش المستقبل لسوريا الجديدة، ونحن لا ننتمي إلى أي طائفة أو دين و حزب سياسي ونعمل على حماية جميع عناصر المجتمع السوري". واضاف أن جيشه "يضم عناصر انشقوا عن جيش النظام السوري، ويجري مقاتلوه عمليات نوعية عالية ضد جنود الحكومة ورجال الأمن". وناشد المجتمع الدولي "فرض منطقة حظر جوي أو منطقة حظر بحري في سوريا (...) نحن لا نملك القدرة على شراء الأسلحة، لكننا في حاجة إلى حماية المدنيين، ونريد انشاء منطقة آمنة في شمال سوريا واقامة منطقة عازلة يمكن أن يديرها الجيش السوري الحر".
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة