| بيروت - من ريتا فرج |
أعلن رئيس تيار «بناء الدولة السورية» لؤي حسين أن تحذير رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم سورية «من اللف والدوران» يندرج في إطار «رفع الغطاء العربي» عن دمشق «في حال رفضت السلطة مبادرة جامعة الدول العربية». واستبعد حسين تكرار التجربة الليبية مشيراً الى صعوبة رسم «السيناريو الذي ينتظر سورية»، ومشدداً على أن النقاط الأربعة التي طرحها وزراء الخارجية العرب تشكل «أساس الصراع الحقيقي مع النظام».
ورداً على كلام الرئيس بشار الأسد من وقوع زلزال في حال لجأ المجتمع الدولي الى سيناريو التدخل العسكري قال: «من غير الجائز أن تبنى شرعية أي نظام على التهديد بالخراب» مؤكداً «أن النظام السوري يمسك بخيوط اقليمية ومن بينها المنظمات العنفية في العراق». «الراي» اتصلت بالمعارض السوري لؤي حسين وأجرت معه الحوار الآتي:
• كيف تقرأ تحذير رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الملف السوري حمد بن جاسم دمشق من عاصفة كبيرة مطالباً بإتخاذ خطوات ملموسة لوقف العنف؟ - كان لا بد لجامعة الدول العربية من توجيه رسالة واضحة للسلطات السورية وخصوصاً أن الجامعة حاولت تقديم الحلول للأزمة السورية لكن النظام اتخذ اجراءات قمعية واستمر في سفك دماء السوريين. وفي تقديري ان رسالة التحذير تدل على رفع الغطاء العربي في حال رفضت السلطة المبادرة العربية. وهذا لا يعني أن هناك ضوءاً عربياً يمهد للتدخل العسكري الخارجي، لأن الأوضاع في سورية تختلف عن ليبيا. وفي رأيي ان رفع الغطاء العربي سيؤدي الى مزيد من العقوبات على السلطة نفسها، أو قد يتخذ شكل تدخل آحادي ما يحول سورية ساحة للصراع الدولي أي أنه يؤدي الى تدويل الأزمة السورية بحيث تكون السلطة خارج الصراع ويكون التفاوض بين القوى الدولية الموالية لها والقوى المناوئة لها. وانا أستبعد تكرار النموذج الليبي في سورية، لأن الوضع السوري يختلف جذرياً عن ليبيا وهو أكثر تعقيداً بسبب البعد الاقليمي.
• ما السيناريو الذي ينتظر سورية وخصوصاً في ضوء ما يقوله البعض من أن النظام لم يقدم اصلاحات جذرية قادرة على اقناع الرأي العام السوري؟ - من الصعب في هذه المرحلة تحديد السيناريو الذي ينتظر سورية خصوصاً ان الخطوات التي اتخذتها السلطة متناقضة وارتجالية.
• المبادرة العربية طرحت أربع نقاط، وقف الحل الأمني واطلاق الموقوفين والحوار والسماح لوسائل الاعلام الغربية والعربية بتغطية الأحداث في سورية. ما رأيك في هذه المبادرة؟ - هذه النقاط هي أساس الصراع الحقيقي بين النظام والثورة السورية. السلطات السورية منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية رفضت التغيير ولا تريد التنازل ولا تسمح بأي تظاهرة سلمية مهما كان عددها وهي تتلاعب بالوقت وحتى لو وافقت على الحوار مع المعارضة كما تضمنت المبادرة العربية فهي ستعمل على استغلال الوقت لقضم المبادرة.
• ما الذي يدفع النظام الى الابقاء على خيار الحل الأمني؟ ولماذا لا يفسح المجال امام التظاهرات والتظاهرات المضادة كما هو الحال في اليمن؟ - لأن السلطات السورية غير مؤهلة لقيادة البلاد وهي عاجزة عن خوض صراع سلمي وليس بإمكانها السماح للناس بالتظاهر من دون اللجوء الى القمع. النظام السوري قائم في الاساس على قوة السلاح وليس على الشرعية الانتخابية أو شرعية الجمهور وهو غير قادر على المحاججة لسببين أساسيين: التعامل مع الناس من منطلق أمني وإثارة الشحن الطائفي المدعوم بمؤسسات إعلامية. وفي حال أوقفت السلطة الخيار الأمني، فان التظاهرت ستنتشر في كافة المحافظات السورية وهذا الأمر هو الذي يخيف النظام ولهذا لجأ الى القمع واطلاق النار على الناس.
• الرئيس بشار الأسد حذر من أن أي تدخل عكسري سيؤدي الى زلزال من شأنه أن يحرق المنطقة. ما رأيك بذلك؟ - رغم أننا نتفق مع ما قاله الرئيس بشار الأسد لجهة أن التدخل العسكري سيؤدي الى زلزال في المنطقة إلاّ اننا نرى أن من غير الجائز أن تبنى شرعية أي نظام على التهديد بالخراب.
• في حال تعرضت سورية لتدخل عسكري من مجلس الأمن على الطريقة الليبية ما الأوراق الاقليمية التي يملكها النظام للرد على هذا التدخل؟ - النظام يمسك بزمام الكثير من الخيوط الاقليمية التي من شأنها زعزعة أمن المنطقة ولا سيما المنظمات العنفية في العراق وغيره من الدول.
• أشار الرئيس الأسد الى أن الصراع اليوم في سورية هو بين الاسلاميين أي حركة الاخوان المسلمين والعلمانيين. ما رأيك في ذلك؟ - تحاول السلطة أن تجد لها حلفاء في الداخل وتحديداً الكتلة الصامتة من القوى العلمانية من أجل تأكيد أن التظاهرات لها طابع إسلامي ايديولوجي. وهذه الحجج ليست صحيحة بدليل أن آلاف المعتقلين هم في الاساس من تيارات قومية واتجاهات يسارية ولا علاقة لهم بالاسلاميين، سواء قادة التظاهرات أو المعارضة السياسية. وحتى من يقود الحراك الشعبي على الأرض لا يمت الى حركة الاخوان أو الاتجاهات الاسلامية الأخرى.
|