الخميس ٢٨ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢٧, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
تونس
حزب النهضة يرشح الجبالي لتأليف حكومة "ائتلاف وطني"
ويتعهد حرية السياحة والاقتصاد مشدداً على "التعريب" في تونس

استبق حزب حركة النهضة الاسلامي النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس باعلان ترشيح امينه العام حمادي الجبالي (62 سنة) لتأليف الحكومة الانتقالية المقبلة في غضون شهر وبدأ مشاورات مع القوى السياسية الاخرى الفائزة لتشكيل ائتلاف وطني، مؤكدا ان هذه الحكومة لن تفرض قيودا على ملابس السائحات الأجنبيات على الشواطئ ولن تفرض قواعد مصرفية إسلامية، ومشددا في الوقت عينه على ان "التعريب اساسي" وانه "ضد التلوث اللغوي".


وسئل زعيم الحزب راشد غنوشي في حديث اذاعي عن الحكومة ، فأجاب ان "النهضة ستنال نصيبها بروح من التنازل والايثار، (لكن) الحزب الحاصل على الغالبية هو الذي يشكل الحكومة، هذا هو الوضع الطبيعي". وقال عضو المكتب التنفيذي للحزب نور الدين البحيري: "في اطار حوارنا مع الاطراف المعنيين، أعلمت الحركة شركاءها بنيتها ترشيح الاخ حمادي الجبالي لتحمل مسؤولية رئاسة الحكومة".


والجبالي، مهندس وصحافي سابق والمسؤول الثاني في النهضة، يمثل الوجه المعتدل للاسلاميين وعرف بكونه محاورا مفضلا في العواصم الغربية. وقد أمضى 16 سنة في السجن في عهد الرئسي التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، منها عشر سنين في السجن الانفرادي. وفور الفراغ من الانتخابات، سيجتمع المجلس الوطني التأسيسي بدعوة من الرئيس المؤقت الحالي فؤاد المبزع، ويتولى اختيار رئيس للمجلس والاتفاق على نظامه الداخلي ونظام موقت لادارة الدولة واختيار رئيس انتقالي جديد ثم تأليف حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ اطاحة نظام بن علي.


ورأى الغنوشي ان الاجراءات التي تلي الانتخابات وصولا الى تأليف الحكومة "ينبغي ان تتم في اقصر وقت ممكن لا يزيد عن شهر". وكرر ان حزبه يؤيد قيام تحالف وطني واسع، قائلا: "نحن بدأنا حتى من قبل الانتخابات التشاور مع كل القوى السياسية التي عارضت بن علي"، مشيرا الى ترحيبه بالتشاور مع الحزب الديموقراطي التقدمي بزعامة نجيب الشابي وحزب العمال الشيوعي التونسي بزعامة حمة الهمامي. وأضاف: "هذا موقف مبدئي، نحن مع التحاور من اجل تحالف وطني يفرز حكومة ديموقراطية".


وسئل الزعيم الاسلامي عمن سيتولى منصب الرئيس الانتقالي خلفا للمبزع، فأجاب بأنه "شخص ناضل ضد الديكتاتورية" من غير ان يسمي أحدا. وقال: "الامر لم يحسم ولا يزال قابلا للتشاور".
وأفادت تقارير اعلامية انه يجري تداول ثلاثة أسماء لهذا المنصب هي مصطفى بن جعفر زعيم التكتل من أجل العمل والحريات، ومنصف المرزوقي زعيم المؤتمر من أجل الجمهورية واحمد المستيري المعارض التاريخي للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وعضو المجلس التأسيسي لعام 1956.
الى ذلك، شدد الغنوشي على ان "التعريب اساسي ونحن عرب... اصبحنا نصف عربي نصف فرنسي، هذا تلوث لغوي"، ولكن "نحن نشجع تعلم اللغات وخصوصا اكثرها حيوية من غير ان نفقد هويتنا".


ولفت الى انه "لا ينبغي للمساجد ان تكون منابر لاحزاب ويجب تحييدها عن الاحزاب والتحزب"، بيد ان "خوض الإمام في مسائل سياسية ليس محرما، فهو ينبه ويوجه الناس في خطبه ولكن من غير ان ينتصر او ينحاز الى حزب دون آخر او الى شخص دون آخر".
وقد اجتمع الغنوشي مع مسؤولين تنفيذيين في البورصة وشجع على مزيد من عمليات الإدراج في سوق الأسهم. وقال مستشار للغنوشي ان الاخير أوصل رسالة مفادها أن البورصة مهمة للغاية وانه يؤيد زيادة الادراجات "للاسراع في وتيرة النمو الاقتصادي وتنويع الاقتصاد التونسي".


حمادي الجبالي
وعلق الجبالي بان ترشيحه هو "أمر بديهي باعتبار ان الأمين العام للحزب الفائز بالغالبية في كل الديموقراطيات في العالم يتولى رئاسة الحكومة".


وقال إن القطاع السياحي يعد من "المكتسبات التي لا مجال للمساس بها ... هل من المعقول ان نصيب قطاعا حيويا مثل السياحة بالشلل بمنع الخمور وارتداء لباس البحر وغيرها من الممارسات؟ هي حريات شخصية مكفولة للأجانب وللتونسيين أنفسهم". واضاف: "لن يتم تعميم المصارف الإسلامية وإلغاء النظام المصرفي الذي تعمل به تونس ولا تحديد نشاط رجال الأعمال بل دعمهم بجلب الاستثمارات العربية والأجنبية".


النتائج
واظهرت نتائج غير نهائية تقدما كبيرا للنهضة في انتخابات تاريخية نظمتها تونس الاحد بعد تسعة اشهر من اطاحة بن علي. واعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان حزب حركة النهضة حصل على 44 مقعدا في 15 دائرة (من 27) . وباضافة تسعة مقاعد في الخارج يكون قد ضمن 53 مقعدا من اصل 217 مقعدا في المجلس. ومن الدوائر التي لم تعلن حتى الان دوائر ولايات تونس الكبرى الاربع .


وحملت النتائج المعلنة مفاجأة من العيار الثقيل اذ فازت قائمة لم يكن احد يتوقع فوزها بعدد كبير من المقاعد. واستنادا الى النتائج الجزئية، تنافس قائمة "العريضة الشعبية" حزب المؤتمر بزعامة المرزوقي على المركز الثاني، لكن الامور ستتغير بالتأكيد مع ظهور بقية النتائج، اذ ان العريضة لا تنافس كثيرا في هذه الدوائر.


ويتزعم هذه القائمة الهاشمي الحامدي وهو ثري تونسي كان من عناصر "الاتجاه الاسلامي" في الثمانينات الذي تحول لاحقا الى حزب حركة النهضة. ويملك الحامدي قناة "المستقلة" التي تبث من لندن حيث يقيم. وقدمت شكاوى ضد "العريضة الشعبية" في فرنسا وتونس متهمة اياها بعدم احترام قواعد الحملة الانتخابية وباستخدام المال لجلب الناخبين.


المرزوقي
وفي المقابل، اعرب المرزوقي عن "فخره" بنتائج حزبه، مؤكدا ان النهضة "ليسوا الشيطان ... ولا يجب اعتبارهم طالبان تونس، انهم فصيل معتدل من الاسلاميين". وخلال الحملة الانتخابية اتهم خصوم المرزوقي الاخير بالتحالف مع "الشيطان". لكن حزب المؤتمر نفى اي تحالف مع النهضة قبل الانتخابات.
واوضح المرزوقي ان " الخطوط الحمر هي الحريات العامة وحقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل وهذه لا يمكن ان تكون موضع مساومة".
ورجح حصول حزبه على 30 مقعدا. وقال: "لقد شرعنا في مشاورات مع الاطراف السياسيين". واعلن انه ابلغ الاسلاميين "اننا متمسكون بهويتنا العربية الاسلامية لكننا نرفض استغلال الدين كوسيلة استبدادية". ورفض أخيرا "الدخول في معارك ايديولوجية عقائدية".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة