صنعاء – أبو بكر عبدالله: بعد ساعات هدوء عاشتها العاصمة اليمنية امس، انهارت هدنة هشة توصلت اليها لجنة وساطة محلية لوقف القتال الدائر بين قوات الجيش الموالية للرئيس علي عبدالله صالح وانصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر في الأحياء الشمالية للعاصمة، التي اهتزت ليلاً على دوي انفجارات هائلة وقصف مدفعي وصاروخي كثيف، وسط حرب شوارع في أكثر من مكان استخدم فيها الجانبان اسلحة متوسطة وثقيلة.
واذ نفى قائد الجيش المنشق عن نظام الرئيس علي صالح اللواء علي محسن الأحمر توقيعه اتفاق هدنة مع قوات النظام"كون قوات الفرقة الأولى المدرعة لم تكن طرفاً في القتال المندلع في العاصمة"، اتهمته صنعاء بنشر اسلحة ثقيلة في شوارع العاصمة واحيائها، في ما اعتبرته مؤشراً لعزمه اشعال حرب. واتهمت المعارضة علي صالح باخلاء القصر الجمهوري ونقل الدبابات والمدرعات والعربات المصفحة الى معسكر الحرس الجمهوري في منطقة السواد جنوب العاصمة في اطار الاستعداد للحرب.
وتجددت المواجهات في صنعاء بعد ساعات من اعلان لجنة الوساطة المحلية برئاسة رئيس جهاز المخابرات اليمني اللواء غالب القمش وقف النار ابتداء من عصر الثلثاء في كل جبهات القتال في اطار اجراءات التهدئة وتأمين العاصمة من طريق ازالة المظاهر والحواجز والمتاريس واخلاء المباني والمدارس والمنشآت العامة من اي وجود مسلح بما يضمن عودة الاوضاع الى طبيعتها. وكانت هذه اللجنة دعت الجانبين الى وقف النار وعدم خرق الهدنة، بعدما تعرض مقر مجلس الوزراء حيث كان يجتمع مسؤولون كبار في الحكومة لقصف بقذائف الهاون ارغمهم على الرحيل، فيما شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مقر مجلس الشورى، الذي تعرض كذلك لقصف صاروخي وسط اتهامات متبادلة بين صنعاء وانصار الشيخ الاحمر بشن الهجمات على مقري مجلسي الوزراء والشورى.
اعمال عنف وامس قتل 16 من المدنيين والجنود في اعمال عنف متجددة بدأت في صنعاء، عندما اعترض جنود ومسلحون موالون لنظام علي صالح آلاف المتظاهرين وسط العاصمة بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما ادى الى مقتل ثلاثة متظاهرين واصابة العشرات بجروح. واوقعت الاضطرابات في محافظة تعز 13 قتيلا بينهم اربعة جنود الى 15 جريحا من الجنود والمدنيين. واتهمت وزارة الداخلية ميليشيا احزاب المعارضة والانقلابيين الخارجين عن الشرعية الدستورية من قادة الجيش بارتكاب اعمال قتل وشغب وتخريب وقصف لعدد من المنشآت الحكومية والاحياء السكنية في صنعاء بقذائف "الآر بي جي" وصواريخ "لو" مما ادى الى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والجنود. واستمرت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي صالح والمسلحين المناهضين لنظامه في محافظة تعز وسط قصف مدفعي وصاروخي تعرض له الكثير من احياء المدينة اوقع ثمانية قتلى واكثر من 50 جريحا وسط حال من الذعر بين السكان الذين نزحوا عن منازلهم الى مناطق آمنة.
تحطم طائرة عسكرية على صعيد آخر، قتل تسعة اشخاص في تحطم طائرة نقل عسكرية في قاعدة العند بمحافظة لحج الجنوبية. وقال مسؤولون ان القتلى ثمانية مهندسين سوريين ويمني كانوا بين 15 في الطائرة التي انفجرت لدى محاولتها الهبوط على مدرج مطار القاعدة العسكرية.
|