Deprecated: GetLink(): Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : أوباما ومصر ومرسي - هشام ملحم
الأثنين ٧ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: حزيران ٢٨, ٢٠١٢
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
أوباما ومصر ومرسي - هشام ملحم

رحبت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بحذر بفوز أحمد مرسي أول مدني في تاريخ الجمهورية المصرية يصل الى سدة الرئاسة ممثلا لجماعة "الاخوان المسلمين"، واعتبرت انتخابه معلما مهما في مسيرة مصر الديموقراطية. وسارع اوباما الى تهنئة مرسي شخصيا، وتأكيد رغبته في اقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل، وحضه على احترام جميع حقوق المصريين. وعلى رغم ان واشنطن لا تؤيد نظريا وصول اسلامي الى الرئاسة المصرية، الا انها، وفقا لما قالته مصادر مطلعة على تفكير ادارة اوباما في هذا الشأن، كانت قلقة جدا من اعلان احمد شفيق رئيسا، لأنها كانت مقتنعة ان ذلك "سيؤدي الى ردود فعل حادة" يمكن ان تزج البلاد في حلقة عنف جديدة. قبل اعلان النتائج كان هناك من يدعو الى ابقاء مسافة واسعة مع شفيق اذا اعلن العسكريون فوزه بالرئاسة.


لم تخف ادارة اوباما انزعاجها العميق من الاجراءات الاستفزازية التي اتخذها المجلس الاعلى للقوات المسلحة قبل الانتخابات والتي شملت عمليا اعادة فرض قانون الطوارئ، وحل مجلس الشعب، والاستيلاء على صلاحيات جوهرية من الرئيس. الاميركيون رأوا في ذلك خطوة انقلابية مسبقة للالتفاف على فوز المرشح الاسلامي بالرئاسة.


فوز مرسي بالرئاسة، لا يعني ان ادارة اوباما لن تجد نفسها في وضع صعب في ادارتها لعلاقات باتت معقدة اكثر مع مصر الجديدة، خصوصا انها ستواجه ضغوطا داخلية من الكونغرس لوضع شروط اصعب على توفير المساعدات لمصر. ردود الفعل الاولية من القيادات النافذة من الحزبين في الكونغرس راوحت بين الخيبة والقلق والتلويح بإعادة القيود على المساعدات لمصر كما قال السناتور باتريك ليهي. انتخاب رئيس اسلامي يعني ايضا ان اسرائيل القلقة من الفلتان الامني في سيناء ستتقدم من واشنطن بمطالب جديدة.


وتأمل واشنطن في أن يتوصل مرسي وقاعدته، والمجلس العسكري الى نوع من توزيع العمل، بحيث يركز مرسي على الوضع الداخلي ولكن من غير ان يمس بالقضايا الخارجية والامنية التي تهم العسكر ومنها صون معاهدة السلام مع اسرائيل والعلاقة العسكرية مع واشنطن. (طبعا العسكريون لن يتنازلوا بسهولة عن مصالحهم الاقتصادية المهمة). ويعتقد ان رغبة اوباما في ابقاء الجسور مع العسكريين هي التي تفسر تهنئته شفيق مرشح العسكريين الخاسر.


وهناك قلق في الأجهزة الاستخبارية من ان يكون التعاون الاستخباري السابق والوثيق بين البلدين هو من أولى ضحايا انتخاب رئيس اسلامي، تماما كما حصل مع تركيا فور انتخاب رجب طيب اردوغان وحزبه الاسلامي في تركيا مطلع القرن. آنذاك كان الاتراك يتعاونون استخباريا مع اميركا لمكافحة "حزب العمال الكردستاني" فحسب.



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة