Deprecated: GetLink(): Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : عن رئاسيّات مصر
السبت ٥ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: حزيران ١٩, ٢٠١٢
الكاتب: زياد ماجد
المصدر: nowlebanon.com
عن رئاسيّات مصر

يمكن تسجيل بعض الملاحظات السريعة على فوز مرشّح الأخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية على منافسه أحمد شفيق الذي يعدّه كثرٌ مرشح المؤسسة العسكرية وبقايا الحزب الوطني.

فأوّلاً، جاء هذا الفوز في دورة ثانية شارك فيها حوالي الـ50 في المئة من الناخبين. وهي نسبة مرتفعة إن قورنت بالانتخابات الصُوَرية التي كانت تشهدها البلاد في الماضي، لكنها أقل ارتفاعاً من المتوقّع في ظل ما يُفترض أنه منافسة طاحنة بين خيارين رئيسيين في البلاد.

 

وثانياً، أظهرت الأرقام في أكثر من محافظة أن قسماً كبيراً من المقترعين لعبد الفتوح وصباحي وعلي وأعداداً من الناشطين الليبراليين واليساريين اقترعوا لمرسي من باب اعتبار هزيمة "مرشح العسكر والفلول" (على ما يسموّن شفيق) أولويّتهم، من دون أن يعني الأمر تأييداً منهم لمرسي أو للأخوان. وهذا سلوك سياسي يُظهر تمسّك أصحابه برفض رموز الحقبة المباركية حتى ولو لصالح مرشح ليس البديل الأمثل بالنسبة إليهم.
 
وثالثاً، يشير حصول شفيق على حوالي 48 في المئة من الأصوات الى أن فئات واسعة من المصريين اختارت مرشّحاً تظنّه يمثّل الاستقرار، أو يمثّل القوة الرادعة في وجه الإسلاميين. وفي ذلك الكثير من الدلالات، إذ يؤكّد قلقاً من الأوضاع المستجدّة منذ الثورة اقتصادياً واجتماعياً، ويؤكّد كذلك الخشية من "الحكم الأخواني". كما أنه رقمياً يؤشّر الى أن التيار الإسلامي، بجناحه الأخواني كما بأجنحته السلفية، تراجع بسرعة عمّا كان عليه في الانتخابات التشريعية قبل سبعة أشهر حين جنى حوالي الـ70 في المئة من الأصوات.

 

ورابعاً، تعكس نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أتت بعد يومين من حلّ البرلمان ويوم واحد من الإعلان الدستوري للمجلس العسكري الذي أضعف موقع الرئاسة وصلاحياتها، إتّجاه الأمور في مصر الى مواجهات سياسية قاسية في المرحلة المقبلة، سيحتاج فيها الأخوان الى دعم بقية التيارات التي انخرطت بالثورة، من تلك التي اقترعت لمرشّحهم من باب التصدي لشفيق، أو تلك التي تمنّعت عن الاقتراع.

والأخوان مطالبون لذلك بالتواضع وتعديل سلوكهم النهِم للسلطة الذي أضعفهم وأقلق شركاء لهم (سبّاقون عليهم في إطلاق الثورة) دافعاً إياهم الى الانكفاء مؤقتاً.
 
خامساً وأخيراً، يمكن القول إن نتائج الانتخابات تشكّل فرصة لليبراليين واليساريين وأنصار الخيارات المدنية والعلمانية لتنظيم أنفسهم وتكثيف جهودهم تصدّياً لقرارات المجلس العسكري التي اعتبروها انقلاباً. فلو فاز شفيق، لكان وضعهم السياسي أصعب، ولازدادت قوّة الأخوان بوصفهم البديل الوحيد القادر على المواجهة.

المهم اليوم في مصر، وفي ما يتخطّاها عربياً، أن "الثورة المضادة" لم تكتمل، تماماً كما لم تكتمل قبلها الثورة، وأن المسار الصراعي مستمر منذ أن بدأ الناس يعودون الى السياسة ويدافعون عنها في الميادين والساحات العامة التي استعادوها، وفي صناديق الإقتراع. وهذا في ذاته واحد من أهمّ إنجازات الربيع العربي الذي لن تقوى عليه مجالس عسكرية ولا تيارات سياسية استئثارية...

 



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
إقرأ أيضا للكاتب
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
فلسطين العصيّة على الممانعة والتطبيع
جبهات إيران الأربع والتفاوض مع الأمريكيين
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
عن بكركي والمعارضات اللبنانية
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة