يمثل جنود من جنوب السودان متهمون باغتصاب خمسة على الأقل من عمال الإغاثة الأجانب، وقتل زميلهم المحلي العام الماضي أمام محكمة عسكرية اليوم (الثلثاء)، في اختبار مهم لقدرة الحكومة على محاكمة مرتكبي جرائم حرب.
وقال ممثل الادعاء أبو بكر محمد، وهو كولونيل في الجيش، إن «ما يتراوح بين 15 و20 من الجنود الحكوميين يواجهون اتهامات تشمل القتل والاغتصاب والسرقة خلال الهجوم على فندق تيران في العاصمة جوبا، في الحادي عشر من تموز (يوليو)2016 ». واتهم محققون من الأمم المتحدة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان الجيش والمتمردين في جنوب السودان، بارتكاب جرائم قتل وتعذيب واغتصاب منذ بدء الحرب الأهلية في 2013، ويقولون إن «تلك الجرائم تمر دائماً من دون عقاب تقريباً».
وقال محمد «نريد أن نقضي على تلك الجرائم داخل الجيش»، مضيفاً أنه «سيبحث في مسؤولية ضباط كبار عن الجرائم»، مضيفاً «القائد دائماً مسؤول عن تصرفات الجنود، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يذهب جندي ويرتكب جريمة من دون علم القائد».
ووقع الهجوم، وهو أحد أسوأ ما تعرض له عمال إغاثة أجانب في الحرب الأهلية في جنود السودان، في وقت انتصرت فيه قوات الحكومة التابعة للرئيس سلفا كير على قوات المعارضة الموالية لنائب الرئيس السابق ريك مشار، بعد معارك استمرت ثلاثة أيام.
وأدى الصراع لتقسيم البلاد على أساس عرقي، إذ ينتمي كير لقبائل الدنكا، بينما ينتمي مشار لقبائل النوير. وأجبر القتال ربع سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة على الفرار من منازلهم.
وخلال الهجوم الذي استمر ساعات على الفندق اتصل عمال الإغاثة بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة على بعد ميل واحد، وتوسلوا لهم طلباً للمساعدة، لكن لم يأت منهم أحد. وأقيل قائد العمليات العسكرية في بعثة حفظ السلام، كما استقال مدير البعثة بسبب الحادث. |