عمان - نبيل غيشان تحول اعتصام نفذه أردنيون مناصرون للنظام السوري أمام مبنى شركة محلية متخصصة في تقديم الخدمات الفنية لشبكات التلفزة ومنها «الجزيرة» و «العربية» الى شجار بين المعتصمين وموظفين عاملين في مكاتب الشركة بعد اتهامهم بـ «العمالة للصهيونية». وشارك العشرات أمس في الاعتصام الذي دعت اليه اللجنة الشعبية لدعم المقاومة امام مكاتب قناتي «الجزيرة» و «العربية» للتنديد بمواقفهما «غير المهنية وغير العادلة والمنحازة للمؤامرة ضد سورية».
وتبادل المعتصمون الهتافات مع العاملين في مكتب الشركة، ووصفوا موظفي «الجزيرة» و «العربية» بـ «العملاء والصهاينة والخونة» فيما رد عليهم العاملون بالهتاف «شبيحة...شبيحة». وبعد محاولة المعتصمين اقتحام المبنى استخدم احد العاملين طفاية حريق لمنع دخولهم المبنى. ومنع مالك الشركة المؤجر لقناة «الجزيرة» محمد العجلوني المعتصمين من الدخول الى المبنى لتسليم مذكرة لمدير مكتب «الجزيرة» تستنكر وتدين ما وصفته بـ «التحريض والتصعيد وتزوير الوعي والحقائق». ورفع المعتصمون شعارات ويافطات منها «الجزيرة قاعدة اميركية» و «لا لتزييف الوعي العربي» و «اعلام الناتو شريك في الجريمة» و «يا شعوب العروبة الجزيرة مش محبوبة».
وذكرت وكالة «فرانس برس» انه عندما أصر النائب الاردني السابق منصور مراد على دخول المبنى لتسليم مذكرة، حصل اشتباك بالايدي ما حدا ببعض المتظاهرين الى رشق المبنى بزجاجات الماء والحجارة. وتدخل على الاثر رجال الامن الذين كانوا يؤمنون الحماية للمبنى.
وقال محمد العجلوني مالك شركة «ايه بي اس» ان «المدير المالي للشركة اصيب برأسه ونقل الى المستشفى». وأضاف انه ابلغ المعتصمين ان شركته ملكية خاصة وتقدم خدمات فنية لقناتي «الجزيرة» و «العربية» داعياً الى نقل مكان الاعتصام الى اي مكان آخر.
وقال مدير الأخبار في الشركة أحمد الحديدي أن «المعتصمين افتعلوا المشكلة عندما تهجموا على العاملين واطلقوا اتهامات باطلة»، مبيناً أن النائب مراد هدد مدير الشركة بـ «قلع عيونه» وذلك اثناء الحوار مع المعتصمين. وأشار الحديدي الى اصابة أحد الموظفين في عينه ونقل الى المستشفى للعلاج، فيما لحقت أضرار بسيارة مركبة الشركة التي كانت تقف قرب المبنى. واستطاعت قوات الشرطة الاردنية فض الاشتباك بين الطرفين من دون اعتقال احد.
ودعا رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الكاتب موفق محادين قناة «الجزيرة» الى «مراجعة سياستها بعد ان ابتعدت عن المهنية والتوازن»، فيما قال ابراهيم علوش من قادة المعتصمين ان الهدف «رسالة سياسية وليس الاعتداء على أحد». واتهم علوش الطرف الآخر بالاستعداد للمواجهة وأضاف: «فوجئنا بخروج عدد من الشباب من مكاتب الشركة واستفزونا واعتدوا علينا بالضرب ولا اعتقد انهم موظفون بل شبيحة قاموا بضربنا، ووجودهم بهذه الطريقة يؤكد أن هناك من يخطط لما جرى». وقال مدير مكتب الجزيرة في عمان ياسر ابو هلالة أن العاملين في مكاتب القناة لم يحضروا الى العمل امس خشية تعرضهم لاعتداء من قبل المعتصمين.
|