التاريخ: تشرين الثاني ١٣, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
عبد الجليل لآشتون: لسنا بلداً إسلامياً متطرفاً
قتيلان على الأقل في اشتباكات بين الثوار

أمام الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون التي افتتحت ممثلية جديدة للاتحاد الاوروبي في طرابلس، أكد رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبدالجليل أن لا مكان للتطرف الإسلامي في البلاد، بينما قتل شخصان على الأقل في اشتباكات بين الثوار.

دعت آشتون السلطات الليبية الجديدة إلى تأكيد احترام المساواة بين الجنسين نظرياً في القانون وعملياً على ارض الواقع. وقالت أمام جمهور معظمه من النساء في طرابلس في إطار منتدى حقوق المرأة إنه "يجب ألا يكون هناك مكان للتمييز في بلد جديد". وناشدتهن التأكد أن "دستوركن الجديد يكفل حقوق المرأة. لكن يجب ان تجدوا سبلاً لتحويل القانون حقيقة واقعة".
وهي زارت ساحة الشهداء، الساحة الخضراء سابقاً، قبل لقاء عبد الجليل ورئيس الوزراء المكلف عبد الرحيم الكيب، لتكون بذلك المسؤول الغربي الأول يلتقيه.


وشددت على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الشعب الليبي في جهوده لبناء دولته الجديدة على قاعدة من القانون والديموقراطية وحقوق الانسان. وحتى الآن قدم الاتحاد أكثر من 155 مليون أورو مساعدات إنسانية. ويذكر أنها كانت افتتحت في 22 أيار مكتباً للاتحاد الاوروبي في بنغازي. وقالت: "الاتحاد الاوروبي يريد أن يكون معكم في هذه المرحلة، أن يحاول ويساعد في تجاوز الحواجز السياسية والاجتماعية، والمساعدة في ضمان دوركم في صنع مستقبل بلادكم".


وتطرق عبدالجليل إلى المخاوف الغربية من الأوضاع في بلاده، خصوصاً بعد تصريحه المثير للجدل عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإباحة تعدد الزوجات، فأكد :"لن نكون بلداً إسلامياً متطرفاً. إسلامنا معتدل". وأضاف أن النساء سيضطلعن بدور في السياسات الليبية وعالم الأعمال، وأنهن سيمثلن في الحكومة الجديدة التي ستدير البلاد حتى انتخاب مجلس وطني في حزيران. وأشار إلى أن "المجلس الوطني الانتقالي" يضم أربع نساء من بين 63 عضواً. وكشف أن الكيب سيعرض على المجلس لائحة بأسماء أعضاء حكومته. وكان الكيب صرح الجمعة بأن الحكومة "ستكون صريحة في كل شيء"، داعياً الليبيين الى عدم "توقع المعجزات".
وكذلك نفى عضو "المجلس الوطني الانتقالي" محمد نصر الحريزي وجود أي انقسام إيديولوجي فى ليبيا بين إسلاميين وعلمانيين، مشيراً إلى أن "ليبيا لا تقبل التطرف والتشدد بكل أشكاله سواء كان علمانيا أم إسلامياً، ولكنها تعتز بدينها وشريعتها وبكل ما جاء به الإسلام".


الوضع الأمني
إلى ذلك، أفاد مقاتلون ليبيون ان اثنين على الاقل من رفاقهم قتلا امس في يوم ثان من الاشتباكات قرب العاصمة الليبية طرابلس، الأمر الذي اثار المخاوف من ان تؤدي خصومات قبلية إلى تبدّد هدوء ما بعد الحرب والقتال.


وأوضح المقاتلون من مدينة الزاوية الساحلية ان اثنين على الاقل من رفاقهم قتلا بنيران مجموعة قبلية مسلحة كانت تسيطر على منطقة في المايا الواقعة بين الزاوية والعاصمة. وتحدث مقاتل آخر يدعى عصام الترهوني عن سقوط ثلاثة قتلى على الاقل.
وطالب فوزي بوكتف، رئيس تجمع سرايا الثوار الذي يضم 30 فصيلاً مسلحاً، "المجلس الوطني الانتقالي" بنشر نتائج التحقيق في اغتيال قائد المجلس العسكري للثورة عبد الفتاح يونس في 28 تموز اثناء عودته من الجبهة الى بنغازي بعد صدور قرار باعتقاله. وقال: "هناك شائعات كثيرة، وهناك اتهامات ملفقة، وهناك طابور خامس يعمل ضد القادة، ولذلك يجب التوضيح. نحن على يقين بان قيادة التجمع لا علم لها بما حدث. لا علاقة للتجمع بهذا، وإذا حدث، فقد يكون حدث من قبل افراد بعينهم، وليس من تجمعات".


الساعدي
وحذر مسؤول العدل وحقوق الانسان في "المجلس الوطني الانتقالي" محمد العلاقي من توتر في العلاقات بين ليبيا والنيجر في حال ثبوت منحها حق اللجوء السياسي للساعدي، نجل الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي. ذلك أن الساعدي "مارس الاضطهاد بحق شعبه وحرض على قتل ليبيين، وتوجد أدلة قوية على ضلوعه في جريمة اغتيال لاعب نادي الاتحاد الطرابلسي والمنتخب الوطني الليبي بشير الريان".
وكان رئيس النيجر مامادو إيسوفو صرح الجمعة بأنه منح الساعدي حق اللجوء "لأسباب إنسانية"، وأنه لا يعرف مكان شقيقه سيف الإسلام.


* في موسكو، شبه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عملية حلف شمال الأطلسي في ليبيا بعملياته في البلقان قبل عشر سنين، خصوصاً لجهة "القضاء على القذافي، أو بالأحرى تصفيته بأكثر الطرق وحشية. أعتقد أن هناك درجة محددة للإهانة الشخصية وعدم الثقة حيال سياسة الغرب وسياسة المعايير المزدوجة".
وص ف، رويترز، ي ب أ، أش أ، أب