التاريخ: تشرين الثاني ١٣, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
استعداد أوروبي لمشروع قرار في مجلس الأمن وتحذير روسي من "مواقف هدامة" ضد سوريا

نيويورك – علي بردى

أبدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا استعدادها لتقديم مشروع قرار جديد في مجلس الأمن حيال "الوضع في سوريا" للتنديد بعنف نظام الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين وللتعامل مع خطر انزلاق البلاد الى حرب أهلية. غير أن روسيا حذرت مما سمته "مواقف هدامة" للدول الغربية من الأزمة السورية.
عقد مجلس الأمن جلسة استمع خلالها الى احاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون للشؤون السياسية لين باسكو، عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وقال باسكو إن "الحال في سوريا تبعث على القلق"، مشيراً الى أن "التظاهرات المعادية للحكومة تنتشر في كل أنحاء البلاد، وأعمال القمع لا تزال متواصلة". وتحدث عن "تقارير عن تزايد الإنشقاقات في الجيش السوري"، مضيفاً أن الحكومة السورية "أعلنت قبولها مبادرة جامعة الدول العربية لحل الأزمة في سوريا. غير أنها لم تنفذها، بل سقط أكثر من مئة قتيل خلال يومين في حمص". ونقل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم، "الأونروا"، أنه "يوجد في لبنان 35 ألف لاجىء سوري الآن، الى زهاء سبعة آلاف لاجىء في تركيا". ولفت الى "اطلاق نار من الجهة السورية في اتجاه لبنان" والى أن "هناك تقارير عن تهريب أسلحة خفيفة من لبنان ودول الجوار الى سوريا". وأكد أن "هناك اثباتات عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على يد النظام السوري والشبيحة الذين يستهدفون المدنيين بصورة خاصة".


وعلق المندوب الهندي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير هارديب سينغ بوري مرحباً بالمبادرة العربية. وإذ دعا الى الحوار لحل الأزمة، اعتبر أن "مطالبة المعارضة بتغيير النظام أمر غير مقبول"، مضيفاً أنه "يجب على الحكومة انهاء قتل المدنيين، وعلى المعارضة التوقف عن المطالبة بتغيير النظام".


أما نظيره الروسي فيتالي تشوركين فانتقد احاطة باسكو لأنها "تأخذ جانباً واحداً من الأحداث". وعبر عن "القلق من استمرار الإشتباكات"، مضيفاً أن "هناك من يزود المعارضة السلاح والمال. وهذا غير مقبول". ورأى أن "الضحايا يسقطون لأن هناك من يستفز السلطات السورية"، متهماً المعارضة السورية بأنها "تنفذ أعمالاً ارهابية وتقتل علويين". واعتبر أن "المعارضة مسؤولة عن أعمال العنف"، متسائلاً عن "هدف واشنطن من طلبها من المعارضة ألا تلقي سلاحها" وعن "اعتبار باريس أن المبادرة العربية ماتت". وانتقد بشدة "هذه المواقف الهدامة".


ولفت نظيرهما الصيني لي باودونغ الى أن وفداً من بلاده زار سوريا سعياً الى "التحقق من الأجواء الصعبة هناك"، داعياً الى "التعامل مع هذا الموضوع بتحسس ... من دون تدخل مجلس الأمن".
وفي المقابل، رد المندوب الألماني الدائم السفير بيتر فيتيغ مركزاً على العدد المتزايد للضحايا. وقال إن الرئيس السوري بشار "الأسد فقد صدقيته الشعبية"، مضيفاً: "لن نسمح له باللعب على عامل الوقت". وحذر من "اعطاء انطباع أننا عاجزون ولا نستطيع التحرك" في مجلس الأمن الذي "يجب أن ينهي صمته المخجل بسبب مواقف بعض الدول".


وأيده نظيره البريطاني السير مارك ليال غرانت الذي أكد أن "الوضع على الأرض لم يتغير، بل يزداد سوءاً" حتى بعد المبادرة العربية. واتهم الحكومة السورية بـ"الكذب لأن القتل لا يزال متواصلاً". وأعلن أنه "مستعد لتقديم مشروع قرار جديد الى مجلس الأمن"، لكنه طلب "التريث لمعرفة ما ستؤول اليه الجهود العربية". وأضاف: "لا يمكن القبول بأن تجمد دولتان (روسيا والصين) أعمال هذا المجلس. هذا ما لن نقبله قط".


واعتبرت نائبة المندوبة الأميركية ماري - روز ديكارلو أن "نظام الأسد لا ينوي تطبيق المبادرة العربية"، داعية "الجميع الى التحلي بالمسؤولية والإبتعاد عن العنف واعطاء المبادرة العربية فرصة للنجاح".
وأسف المندوب الفرنسي جيرار آرو لأنه "في ظل العنف الموجود في سوريا لم نتمكن من اتخاذ موقف"، معتبراً أن "الأسد غير جدي... وهو يتبع سلوكيات عنيفة"، محذراً من أن "اتساع العنف سيؤدي الى حرب أهلية. هذا تقويمنا". وإذ حض مجلس الأمن على التحرك قبل تحول العنف المتزايد حرباً أهلية، لأن كل يوم تأخير سيقرب سوريا من حدود الحرب الأهلية"، دعا الى "محاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين".