| بيروت - من ريتا فرج |
أكد الممثل الرسمي لـ «لجان التنسيق المحلية» في لبنان والعضو في المجلس الوطني السوري عمر إدلبي أن فشل المبادرة العربية سيقود الى تدويل الأزمة السورية، مطالباً وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المرتقب يوم السبت المقبل بـ «الاعتراف بالمجلس الوطني السوري واتخاذ مواقف واضحة لحماية المدنيين ونقل ملف الأمن في سورية الى مجلس الأمن الدولي».
وإذ شدد ادلبي على «إجهاض» النظام السوري للمبادرة العربية، رأى أن تدويل الملف السوري «فيه الكثير من المخاطر لكن الشعب السوري سيتخطى هذه المرحلة رغم الاوراق الاقليمية التي يهدد بها النظام». وعرض للصعوبات التي يعاني منها الناشطون السوريون في لبنان، مشيراً الى «تهديدات يتعرضون لها من جهات لبنانية غير رسمية». «الراي» التقت إدلبي وأجرت معه الحوار الآتي:
• وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اعتبر أن المبادرة العربية ماتت. كيف تقرأ الموقف الفرنسي الجديد عشية الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية العرب يوم السبت؟ - موقف وزير الخارجية الفرنسي يجسد موقف المعارضة السورية التي اعتبرت أن النظام أجهض المبادرة العربية منذ اليوم الأول لموافقته عليها. والمبادرة التي تضمنت عدداً من البنود، بينها وقف مظاهر التسلح وسحب الجيش، طبّقها النظام عبر تكثيف دخول الدبابات الى المدن السورية، لا سيما حمص، وعبر ازدياد العنف وقتل ما لا يقل عن 25 شهيداً بشكل يومي. وبدل الافراج عن المعتقلين ازدادت حالات الاعتقال، والاسبوع الماضي تمّ اعتقال 2000 شخص، وكل الادعاءات التي يسوّقها النظام عن إفراجه عن 545 معتقلاً لا يوجد دليل عليها على الاطلاق. وقد أفرج فقط عن 20 شخصاً من عموم سورية. وتالياً كل بنود المبادرة العربية تعامل معها النظام بشكل معاكس بدليل اقتحام الدبابات للمدن وتزايد الاعتقالات وارتفاع عدد الشهداء.
• ماذا تتوقع من اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت المقبل؟ - الحقيقة اننا لا نتوقع بل نطالب جامعة الدول العربية باتخاذ خطوات جديدة خصوصاً بعد إجهاض المبادرة العربية. لذا نطالب الجامعة بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري واتخاذ مواقف واضحة لحماية المدنيين ونقل ملف الأمن في سورية الى مجلس الأمن الدولي واتخاذ عقوبات اقتصادية وسياسية وديبلوماسية يكون لها تأثير فعلي على النظام وإحالة ملف حقوق الانسان في سورية الى المحكمة الجنائية الدولية.
• في حال أعلنت جامعة الدول العربية في اجتماعها السبت عن فشل المبادرة التي طرحتْها. ما الذي ينتظر سورية؟ - الواضح أن النظام يضع جميع الأطراف في الخارج أمام إحالة الملف السوري على مجلس الأمن الدولي، لأنه في الأساس غير قادر على استيعاب المبادرة ولا تطبيقها. للاسف قد تتجه الأزمة السورية نحو التدويل وقد سبق لكل القوى السياسية الوطنية في سورية ان دعت النظام الى الحوار لإعادة انتاج الحياة السياسية والتمهيد لمرحلة انتقالية، لكن النظام رفض وأبقى على الحل الأمني. ولا شك في أن تدويل الأزمة فيه الكثير من المخاطر لكن الشعب السوري سيتخطى هذه المرحلة رغم الاوراق الاقليمية التي يهدد بها النظام. • ثمة تقارير تشير الى عودة المشهد الطائفي الى مدينة حمص. ما ردك على ذلك؟ - الكثير مما تتداوله وسائل الإعلام وبعض المراكز لا سيما المرصد السوري لحقوق الانسان في تصوير ما يحدث في حمص بأنه اقتتال طائفي لا أساس له. وما يجري على أرض الواقع عبارة عن محاولة من قوات الأمن و«الشبيحة» لايجاد مناخ من التوتر الطائفي غير القابل للتنفيذ لأن جميع السوريين على درجة عالية من الوعي ولن ينجروا الى الاقتتال الطائفي كما يريد النظام.
• لماذا تبدو الحركة الاحتجاجية محصورة حتى الآن بشكل ملحوظ في محافظتي حمص وحماة في حين أنها أقل كثافة في المحافظات الأخرى؟ - الحركة الاحتجاجية لا تقتصر على حمص وحماة، وكل المحافظات تشارك في الثورة السورية، من محافظة ادلب الى محافظة اللاذقية الى ريف حلب وريف دمشق. ونحن نطالب السويداء بالانضمام الى الانتفاضة ونأمل من حلب التحرك بشكل أوسع. أما بالنسبة الى عمق دمشق، فلا توجد كثافة سكانية كبيرة فيها وهي في الأساس يحتلها الجيش والقوى الأمنية، التي هي الحصن الأخير للنظام، لكن ضواحي العاصمة تشهد حركة شعبية.
• هل هناك توجه للتنسيق بين لجان التنسيقيات و«الجيش السوري الحر»؟ - لجان التنسيق ثورة مدنية، ونحن نقدّر الجهود الشريفة التي يقوم بها الشرفاء في الجيش السوري الحرّ. وليست لنا علاقة مباشرة مع «الجيش السوري الحر»، واتوقع ازدياد حركة الانشقاقات في الجيش في الأيام المقبلة. وكلما اتسعت رقعة الانتفاضة كلما ستتّسع حركة الانشقاق.
• تشير بعض التقارير الى تعرض بعض الناشطين السوريين في لبنان للتهديد بالقتل. ما معلوماتك حول هذا الموضوع؟ - لدينا ملف كامل عن هذا الموضوع، وأنا على الصعيد الشخصي أتابع ما يحصل. الحكومة اللبنانية تفتقد الى حس المسؤولية في التعامل مع ملف الناشطين السوريين، وجميعهم يتعرضون لضغوط وتهديدات كثيرة، وحتى اللاجئون السوريون يعيشون في حالة لا تنطبق مع مواثيق الأمم المتحدة في احترام حقوق الانسان. هناك أطراف غير رسمية تهدد الناشطين السوريين في لبنان ويتم تسليم جزء منهم الى الجهات الأمنية السورية.
|