يبدو أن الانتخابات البرلمانية المرتقبة في مصر، سوف تشهد معارك عدة متنوعة، من بينها معركة تكسير عظام بين المشاهير من المرشحين المتنافسين من ذوي التوجهات السياسية المتعارضة، من أجل الفوز بمقعد في البرلمان المقبل بمجلسيه «الشعب» و«الشورى»، ويتوقع المراقبون أن تشهد المعركة المقبلة صراعا بين الجيل الجديد الذي يمثله الشباب والثوار وبين العتاولة من كبار الساسة والناشطين والبرلمانيين السابقين. وفي مقدمة هذه المعارك، ترشح 4 نشطاء في «المجلس القومي لحقوق الإنسان» لخوض الانتخابات، لتنطبق على المجلس مقولة «المجلس القومي لحقوق الإنسان مرفوع موقتا من الخدمة»، حيث انشغلت هذه القيادات الـ 4 في معترك الانتخابات، ونحّت جانبا الاهتمام بعمل المجلس.
من بين هؤلاء المرشحين عضو المجلس ناصر أمين، الذي قدم أوراق ترشحه على مقعد الفردي في دائرة حلوان جنوب القاهرة ليكون في مواجهة خصم عنيد له خبرة في الانتخابات منذ العام 1995، وهو الكاتب الصحافي مصطفى بكري، الذي خاض العديد من المعارك سواء ضد وزير الأوقاف السابق محمد علي محجوب، أو وزير الإنتاج الحربي سيد مشعل. لكن هذه المرة يتنافس بكري مع محام حقوقي له جذور قوية في حلوان، كما يؤازره عدد كبير من أنصار محجوب وسيد مشعل، الذين يرون في أمين الوجه المقبول الذي يمكن الالتفاف حوله في مواجهة بكري الذي يرون أنه لم يقدم لهم ما كانوا يصبون إليه.
والمرشح الثاني رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» حافظ أبوسعدة، الذي قدم أوراق ترشحه على مقعد الدائرة الثامنة في القاهرة للفردي، وهو المقعد الذي كان ينافس عليه صديقه المقرب القيادي في الوفد عصام شيحة، الذي رفض خوض الانتخابات هذه المرة، مكتفيا بدعم أبوسعدة، وقد أضيف لهذه الدائرة، بعد تعديل الدوائر، حي السيدة زينب والمقطم، وهي دائرة رئيس مجلس الشعب السابق أحمد فتحي سرور، المحبوس حاليا. وتعد دائرة أبوسعدة الأسهل نظرا لخلوها من خصمين عنيدين في الدائرة، الأول النائب السابق محمد مرشدي، الذي رفض خوض الانتخابات، إضافة إلى غريمه وخصمه العنيد رجل البترول أكمل قرطام، الذي أصبح الآن رئيس حزب المحافظين، والذي قرر أن يخوض الانتخابات على قائمة الحزب.
المرشح الثالث من أعضاء المجلس، هو الناشط جورج إسحاق، الذي يستطيع من خلال كلماته المرتبة، وطبقات صوته التي يجيد استخدامها أن يلهب حماس الشباب والمواطنين. وقرر إسحاق خوض الانتخابات في مسقط رأسه في بورسعيد شمال شرق مصر ضد وكيل لجنة الصحة في برلمان 2005 القيادي الإخواني أكرم الشاعر، رافضا أي تنسيق بينه وبين حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، ولكن ثمة تحالفا سيكون قويا يجمع بين إسحاق ونائب الشعب السابق القيادي في حزب التجمع ورئيس «اتحاد أصحاب المعاشات» البدري فرغلي. أما رابع المرشحين من الأعضاء في القومي لحقوق الإنسان الذين قرروا خوض الانتخابات، فهو عمرو حمزاوي عن دائرة مصر الجديدة، وبقراءة تحليلية للدائرة نجد أن حمزاوي وقع بين مطرقة «الحرية والعدالة»، وسندان شباب الثورة.
ويواجه حمزاوي محمد سعد أبو العزم عن «الحرية والعدالة»، وهو أحد الوجوه الإخوانية الشابة والحاصل على الدكتوراه في الجودة، ويشغل منصب رئيس «مركز الدراسات التركية»، كما أنه واحد من الخبراء الدوليين في مجال التنمية البشرية، ولعب دورا مهما في نقل التجربة التركية إلى مصر، كما يحظى بحال قبول عام، خصوصا على مستوى شرق القاهرة، حتى ان بعض الأصوات طالبت بوضعه بقائمة الحزب وليس الفردي، نظرا لقبوله في شرق القاهرة. أما التحدي الآخر أمام حمزاوي فهو أسماء محفوظ، التي قررت في اللحظات الأخيرة تحويل وجهتها الانتخابية من عين شمس إلى مصر الجديدة، وتعتمد على الشباب، خصوصا المنتمين إلى ائتلافات شباب الثورة.
والغائب الحاضر عن جميع المرشحين أن أصوات مصر الجديدة هي أصوات حقيقية على الأرض، إضافة إلى بعض الكتل التصويتية، خصوصا في بعض شركات البترول أو مترو مصر الجديدة أو أصوات العاملين في مطار القاهرة، وأخيرا أكبر كتلة تصويتية وهي أصوات عزبة المسلمين في ميدان الجامع.
وهناك أيضا المواجهة المتوقعة في القاهرة بين المحلل السياسي وحيد عبدالمجيد والفنانة تيسير فهمي، في الوقت الذي ترشحت فيه الناشطة السياسية والإعلامية جميلة إسماعيل في القاهرة. في خضم هذه الترشيحات، يجيء بعض أعضاء الحزب الوطني المنحل الذين يخوضون الانتخابات على مقاعد أحزاب أو فردي، منهم هشام سليمان على مقعد العمال، الذي كان تقدم الى المجمع الوطني في برلمان 2010 وجرى استبعاده، ثم رأفت زكي الذي كان يشغل منصب أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل منذ فترة.
|