| بيروت ـ من ريتا فرج |
أكد رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية الناشط والحقوقي أنور البني أن المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق تضع النظام أمام «مفترق طرق، فإما الحلول السياسية التي تؤسس لمرحلة انتقالية وإما الحل على الطريقة الليبية الذي لم تنضج ظروفه بعد». ورأى البني أن النظام السوري لم يطبّق حتى اللحظة المبادرة «بدليل الإبقاء على المظاهر المسلحة وسقوط 34 قتيلاً في الساعات الأخيرة»، مشيراً الى أن حجم الضغوط الممارَسة عليه ومن ضمنها «سحب الغطاء العربي الى جانب إنسداد الحلول» دفع القيادة السورية لتلقف المبادرة «لكن العبرة تبقى في التنفيذ»، ومعرباً عن اعتقاده «أن النظام يحاول الالتفاف ويسعى الى كسب المزيد من الوقت من أجل إنهاء التظاهرات لكن الشعب السوري مصر على مطالبه». «الراي» اتصلت بالمعارض السوري أنور البني وأجرت معه الحوار الآتي:
• النظام السوري وافق على قبول المبادرة العربية. كيف تقرأون هذه الخطوة التي ترافقت مع استمرار عملية العنف ضد المدنيين؟ - لا نتوقع حسن نية من النظام بعد موافقته على النقاط التي طرحتها جامعة الدول العربية، فالعبرة بالتنفيذ، والمطالب التي اقترحتها الجامعة، ومن بينها وقف العنف والقتل وسحب كل المظاهر المسلحة من الشوارع والسماح بالتظاهرات والافراج عن المعتقلين هي في الأساس مطالب المعارضة السورية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه يبقى هل النظام قادر على التنفيذ؟ أعتقد أن الضغوط الهائلة على النظام هي التي أجبرته على الموافقة وحتى الآن هو لم يلتزم بالمبادرة العربية بدليل الإبقاء على المظاهر المسلحة وسقوط 34 قتيلاً في الساعات الأخيرة. وأرى أن النظام يحاول الالتفاف ويسعى الى كسب المزيد من الوقت من أجل إنهاء التظاهرات لكن الشعب السوري مصر على مطالبه.
• ما الذي دفع النظام في هذه المرحلة للموافقة على المبادرة العربية علماً أن الجامعة العربية اقترحت حلولاً في السابق؟ - ثمة عوامل مختلفة. وفي تصوري أن التهديد الضمني بسحب الغطاء العربي والضغوط التي مارسها حلفاء النظام عليه الى جانب انسداد الحلول امام النظام نفسه ساعدت على ذلك، لكن كما أشرت سابقاً فان العبرة في التنفيذ.
• هل النظام قادر على سحب كل المظاهر المسلحة من الشوارع وخصوصاً أن هذه الخطوة قد تساعد على توسع رقعة التظاهرات؟ - إذا التزم النظام بسحب كل الجيش من الشارع فكل السوريين سيخرجون الى التظاهرات لأن كل الشعب السوري يريد الحرية، وهذه الخطوة ستكون بمثابة الاختبار لحجم التحول الديموقراطي المطلوب من الجميع.
• كررت واشنطن دعوتها الرئيس بشار الأسد للتنحي وأعلنت تحفظها عن المبادرة العربية. كيف تفسر ذلك؟ - (الرئيس) منذ انطلاق الثورة السورية، لم يستمع بشار الاسد لمطالب الشعب السوري. والمطالب الدولية التي دعته للتنحي أتت بعد اصرار السوريين على التغيير. كل دولة تحاول التعاطي مع الملف السوري وفقاً لمصالحها، لكن السوريين لن يعودوا الى الوراء. والمرحلة المقبلة مفتوحة على سيناريوات متعددة، فإما الأخذ بمطالب الشعب السوري ومن ضمنها الديموقراطية وتداول السلطة وإما تكرار النموذج الليبي.
• مَن الجهات المعارضة التي ستحاور النظام وخصوصاً أن المجلس الوطني السوري أعلن رفضه للحوار؟ وهل تعتقد أن هناك مؤشرات لتسوية ما رغم التكلفة العالية التي دفعها السوريين؟ - المعارضة الداخلية والخارجية تتفق على النقاط الثلاث التي تقدمت بها جامعة الدول العربية، أي اطلاق المعتقلين وسحب الجيش السوري وإنهاء العنف. هناك فارق بين الحل السياسي والتسوية السياسية. لا أحد من المعارضين في الداخل والخارج يطالب بتسوية على حساب مطالب الشعب السوري. أما ما يتعلق بالجهات المعارضة التي ستحاور النظام، فهذه القضية ترتبط بتوفير الأجواء الحقيقية للحل السياسي، وحتى الآن النظام يسير على طريق الحل الأمني. هناك دائماً جهات بإمكانها أن تقود المرحلة الانتقالية، وهذا الحوار يجب أن يقود الى حل سياسي وليس الى تسوية.
• هل يحاول النظام بعد الموافقة على المبادرة العربية تقطيع المرحلة؟ - لا أعتقد ان هناك أفقاً لحلول أخرى مطروحة أمامه حتى الآن، هو يحاول تفادي الضغوط الخارجية الهائلة ومن بينها الضغوط الروسية، وربما هناك سيناريو آخر قد يستدعي التدخل العسكري الخارجي على الطريقة الليبية ولكن هذه الظروف لم تنضج بعد.
• الحركة الاحتجاجية في الميدان تطالب بإسقاط النظام هل تعتقد أن موافقة دمشق على المبادرة العربية تمهد لإنهاء ربيع دمشق؟ لم ينتهِ ربيع دمشق بل هو مستمر، والمبادرة العربية حققت جزءاً من مطالب الشعب السوري التي واجهها النظام بالدم والنار والحديد.
• هل الموافقة على المبادرة العربية تمهد لمرحلة جديدة؟ - ليست مرحلة جديدة، النظام على مفترق طرق، فإما الحلول السياسية التي تؤسس لمرحلة انتقالية يقودها الشعب السوري وإما أن يصل السيناريو الى الحل الليبي، وهذا هو أخطر سيناريو. لكنني لا ارجح التدخل العسكري الخارجي وخصوصاً أن النظام يتلقى دعماً من قوى خارجية وداخلية. لكن الأكيد أن سورية لن تعود الى ما كانت عليه قبل انطلاق ثورة الشعب السوري. </< div>
|