التاريخ: تشرين الأول ٢٨, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
النتائج الرسمية النهائية للانتخابات التونسية: الإسلاميون نالوا 90 مقعداً بـ41,47% من الأصوات

أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس كامل الجندوبي أمس، ان حزب حركة النهضة الاسلامي بزعامة راشد الغنوشي، حصل على 90 مقعداً (41,47 في المئة) في المجلس الوطني التأسيسي المؤلف من 217 مقعداً وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد المقاعد التي فاز بها اقرب منافسيه.
وقال ان حزب المؤتمر من اجل الجمهورية العلماني حل في المركز الثاني بحصوله على 30 مقعدا (13,82 في المئة) في الانتخابات التي اجريت الاحد الماضي.
وأضاف ان التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر حل ثالثاً مع 21 مقعدا (9,68 في المئة).


ومن جهة اخرى، ألغت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فوز ست قوائم تابعة لـ"العريضة الشعبية" بزعامة الهاشمي حامدي بسبب وجود مخالفات.
وقالت ان القوائم التي الغي فوزها خمس في تونس (دوائر سيدي بوزيد وصفاقس 1 وجندوبة والقصرين وتطاوين) وواحدة في فرنسا (دائرة فرنسا2). وأوضحت انه سيعاد احتساب نتائج الدوائر المعنية في ضوء اسقاط هذه القوائم.


واثر اتخاذ هذا القرار صفق الحضور في المؤتمر الصحافي للهيئة، طويلا وعلت الزغاريد وأدى البعض النشيد الوطني، مما استدعى تدخل رئيس الهيئة الذي طالب الحضور بالهدوء للاستمرار في اعلان النتائج.
وكانت شبهات أثيرت حول قوائم "العريضة الشعبية" بزعامة الحامدي صاحب قناة "المستقلة" التي تتخذ لندن مقراً لها، من حيث تمويلها وعلاقات محتملة بحزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وفي وقت سابق، أعلن الغنوشي ان محادثات تجرى الآن لتأليف حكومة وحدة وطنية في تونس، مشيرا الى ان تركيا تعتبر بالنسبة إلى بلاده نموذجاً للديموقراطية.


وقال في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية "نحن نتحدث مع كل حزب سياسي حارب نظام بن علي، وليست لدينا أي شروط مسبقة في مسعانا لتشكيل تحالف واسع". وأوضح ان المحادثات تتركز الآن على "تأليف حكومة وحدة وطنية". وأضاف انه لم يترشح لأي مقعد في المجلس أو للرئاسة، من غير ان يعني ذلك انه "ترك السياسة والساحة السياسية، فلا ينبغي أن يكون المرء عضواً في الحكومة أو رئيساً للوزراء كي يكون سياسيا".
وشدد على ان " تركيا هي دولة نموذج بالنسبة إلينا في ما يتعلق بالديموقراطية"، وان "ثمة علاقة جيدة جدا بين تركيا وتونس وآمل في أن يتوافر الجو المناسب في المستقبل كي نتمكن من تعزيز هذه العلاقات".


ويذكر ان النتائج الأولية للانتخابات أظهرت فوز حزب حركة النهضة وفشل القوى اليسارية والليبرالية في الحصول على عدد كبير من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي الذي يتألف من 217 مقعدا.
وتهدف المشاورات بين القوى السياسية الى الاتفاق على قواعد المرحلة الانتقالية الثانية، ذلك انه بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات وانقضاء اجل الطعون الذي حدد بعشرة ايام، سيدعو الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع المجلس المنتخب الى الانعقاد.


ويتولى المجلس الوطني التأسيسي اختيار رئيسه ونائبيه والاتفاق على نظامه الداخلي ونظام موقت لادارة الدولة كما يعين رئيسا موقتا جديدا بدل المبزع.
وبعد ذلك، يكلف الرئيس الموقت الجديد من تتفق عليه الغالبية تأليف حكومة جديدة. وقال الغنوشي الاربعاء ان مختلف الاجراءات التي تلي الانتخابات "ينبغي ان تتم في اقصر وقت ممكن لا يزيد عن شهر".


ويدعو حزب حركة النهضة الى تأليف "حكومة ائتلاف وطني" ويؤيده في ذلك حزب المؤتمر. في المقابل، يدعو حزب التكتل الى "حكومة مصلحة وطنية"، في حين يدعو حزب التجديد، الشيوعي سابقاً، الى "حكومة كفايات وطنية من خارج الاحزاب". واكد كل من النهضة والمؤتمر والتكتل بداية المشاورات بينهم في ما سيصير في حال اتفاقهم مع كتلة الغالبية.


"العريضة الشعبية"
في غضون ذلك، لا تزال "مفاجأة" حلول قوائم "العريضة الشعبية" بزعامة الهاشمي الحامدي في المرتبة الثالثة، تتفاعل. ورفض الجبالي اجراء اي حوار مع الحامدي، مما اثار تنديد الاخير الذي قال عبر قناته "المستقلة" التي تبث من لندن انه لن يعود الى تونس "ما دام يحكمها الجبالي" وذلك خشية وقوع "فتنة" و"زحف جماهير سيدي بوزيد وفقراء الارياف على العاصمة".


واثارت شخصية الحامدي وامكاناته المادية الشكوك ويشتبه كثيرون في وقوف حزب التجمع الدستوري الديموقراطي، الحاكم سابقاً، وراءه.
ولم تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حتى الآن نتائج دائرة سيدي بوزيد التي يتوقع ان تفوز فيها "العريضة الشعبية".
وفي انتظار انجلاء غبار المعارك الانتخابية، بدأت المناقشات في شأن الدستور الجديد تتفاعل بين النخب. واكد الجبالي ان حزب حركة النهضة لا يسعى الى فرض دستور يلغي الحريات وقوانين المرأة ومكانتها في المجتمع.


اما قائد السبسي، فاعتبر انه "لا يمكن كل من يأتي الى الحكم ان يغيّر ثوابت الامور ويقلبها رأساً على عقب". ولم يظهر سوى جزء بسيط من النتائج الرسمية حتى الآن، على خلاف الانتخابات في ظل حكم بن علي عندما كانت النتائج تعلن مباشرة لانها كانت مقررة سلفاً.
واظهرت النتائج من المناطق التي استكملت الفرز حصول النهضة على 68 مقعداً، بينما حصل المؤتمر على 23 مقعداً. ولم تعلن بعد نتائج العاصمة.
وارتفع مؤشر بورصة تونس بشدة الاربعاء بعد اجتماع الغنوشي مع مسؤولين تنفيذيين في البورصة واعلانه انه يؤيد ادراج مزيد من الشركات فيها. ويقول بعض المحللين ان الغنوشي يبقي نفسه خارج الحكومة للتركيز على الفوز في الانتخابات الرئاسية المتوقّع اجراؤها أوائل 2013.
و ص ف، رويترز، ي ب