التاريخ: تشرين الأول ٢٥, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
السفير الأميركي غادر دمشق وسوريا ردّت بسحب سفيرها

غادر السفير الاميركي روبرت فورد سوريا "لأسباب تتعلق بسلامته"، بعد انتقاده النظام السوري منددا بالذرائع التي تسوقها السلطات السورية لقمع المتظاهرين الذي أدى امس الى مقتل ستة مدنيين بينهم خمسة في حمص بوسط البلاد.

أفاد مصدر مسؤول في السفارة الاميركية في دمشق طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي اجرته معه "وكالة الصحافة الفرنسية" ان فورد "غادر البلاد لمدة غير محدودة"، مشيرا الى ان "واشنطن اتخذت هذا القرار لاسباب تتعلق بسلامته". وأوضح ان "واشنطن قررت اعطاءه اجازة غير محدودة نظرا الى اطلاعها على تقارير تتناول شخصه".


وقد اغضب السفير الاميركي في دمشق السلطات السورية لانه زار مرارا مدنا شملتها حركة الاحتجاج واعمال القمع والتقى فيها متظاهرين، واتهمته بتأجيج العنف في البلاد.
وفي السادس من ايلول، هاجم فورد النظام السوري بشدة في بيان في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وندد بالذرائع التي تسوقها السلطات السورية لقمع المتظاهرين.


وتجمع في نهاية ايلول موالون للرئيس بشار الاسد امام مكتب المعارض السوري حسن عبد العظيم الذي كان يزوره السفير الاميركي في دمشق ورشقوا بالبندورة والبيض سيارات السفارة الاميركية.
وأكدت وزارة الخارجية الاميركية سحب السفير الاميركي في سوريا، وصرح نائب الناطق باسمها مارك تونر بأنه "في هذه المرحلة، لا نستطيع القول متى سيعود الى سوريا، وذلك سيعتمد على تقويمنا للتحريض الذي يقوده النظام السوري والوضع الامني على الارض". واضاف انه يأمل في ان تنهي الحكومة السورية "حملتها التحريضية" على السفير فورد.


وفي المقابل، سئل مسؤول أميركي هل سترغم إدارة الرئيس باراك أوباما السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى على مغادرة الولايات المتحدة، فاجاب: "ليس في الوقت الحاضر".
وعلق وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بوردو بأن فرنسا لا تنوي سحب ديبلوماسييها من سوريا. وقال في مؤتمر صحافي: "لقد اتخذنا احتياطات لتوفير افضل وضع امني لديبلوماسيينا ولا ننوي حتى اللحظة سحبهم من دمشق... نندد بهذه التهديدات ونحن متضامنون مع الولايات المتحدة، لاننا نقاتل معا ضد قمع وحشي ودام".


الوضع الامني
وتزامنت مغادرة السفير دمشق مع مقتل ستة مدنيين برصاص قوى الامن السوري وموالين للسلطة في سوريا بينهم خمسة في أحياء عدة من مدينة حمص التي يطلق عليها ناشطون لقب "عاصمة الثورة السورية" وسط اطلاق مستمر للنار من الرشاشات الثقيلة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "شخصين قتلا برصاص الامن في حي البياضة وشخصا خلال اقتحام رجال الامن حي الارمن واثنين في حي جب الجندلي قتلا بنار الشبيحة".
وتسلم ذوو مواطن من حي جب الجندلي جثمان ولدهم الذي اعتقلته الاجهزة الامنية قبل أيام.
كما قتل في ريف ادلب، "مواطن صباح اليوم ( امس) باطلاق قذيفة آر بي جي مصدرها حاجز عسكري على سيارته الصغيرة قرب خان شيخون".


المؤتمر الوطني
ومن أجل "وضع حد للازمة" التي تعانيها البلاد، نسبت صحيفة "الوطن" السورية الموالية الى السلطة عن مصادر لم تسمها ان المؤتمر الوطني الذي سينعقد خلال شهر سيكون برئاسة الاسد.
وأشارت الى تصريح صحافي ادلى به وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم اعلن فيه ان "قرارا جمهوريا سيصدر خلال أيام بتشكيل لجنة تحضيرية تمهد لانعقاده خلال شهر بمشاركة جميع مكونات الشعب والمعارضة الوطنية".
كما من المقرر ان تجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة العمل على ايجاد حل للازمة السورية اليوم في الدوحة قبل التوجه صباح غد الى دمشق. وكتبت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا ان "الموافقة السورية على استقبال الوفد الوزاري العربي –على رغم بعض التحفظات عن تفاصيل ما جرى في القاهرة - يعني أن سوريا تتعامل مع هذا المسعى بمرونة ومن منطق الحرص والمسؤولية في آن واحد مع الجامعة كمؤسسة". الا انها أشارت الى "ان تلك المرونة لا تعني في حال من الأحوال التهاون في مواضيع حساسة وسيادية أو القبول باقتراحات فضفاضة"، مؤكدة "الانفتاح والتقدير لكل جهد عربي مخلص يهدف الى المساعدة للخروج من الحالة الراهنة".


الطاقة الذرية 
في فيينا، افاد مسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن وفدا يضم مسؤولين في شؤون الضمانات والتفتيش في الوكالة توجه امس إلى دمشق.
وقالوا إن زيارتهم تأتي بعدما تعهدت سوريا حل المشاكل العالقة والمتصلة بموقع دير الزور الذي دمرته إسرائيل عام 2007 في غارة جوية بدعوى أنه منشأة نووية سرية بنيت بالتعاون مع كوريا الشمالية


العاهل الاردني: ليس من يملك حلاً في سوريا
صرح العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الاميركية للتلفزيون بأنه يتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في سوريا، وما يطرأ من مستجدات على الصعيد السياسي هناك.
وأعرب عن يقينه أنه ليس ثمة من يملك حلاً للوضع المتأزم في سوريا في الوقت الحاضر، سواء من داخل المنطقة أو خارجها.
وأوضح أنه تحدث مع الرئيس السوري مرتين، فضلاً عن إرساله رئيس المحكمة الملكية إلى سوريا لمقابلة الأسد في مناسبات عدة، لعرض ما يمكن الأردن فعله لدفع عمليات تنفيذ الإصلاحات السياسية.
وشدد على أنه لا سبيل لحل هذه الأزمة سوى الحوار الوطني والتواصل، "لذلك يتم العمل الآن على الحفاظ على جميع قنوات الاتصال مفتوحة بين الحكومة السورية والمعارضة، مع متابعة التطورات بقلق بالغ".
.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)