التاريخ: آب ٢٩, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"الانتقالي الجنوبي" علّق تنفيذ آلية اتفاق الرياض
في 29 تموز (يوليو) الماضي، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" في عدن التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية في جنوب البلاد، وتعهد تنفيذ "اتفاق الرياض" الذي ينص على تقاسم السلطة بين الحكومة اليمنية والانفصاليين في جنوب اليمن، الأمر الذي اثار تفاؤلاً باحياء الانفاق الموقع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 والذي كان متعثراً وتجاوزته الأحداث.

واتخذ الجنوبيون قرارهم بعدما  قدمت  السعودية للحكومة اليمنية و"المجلس الانتقالي" آلية لتسريع العمل بالاتفاق عبر نقاط تنفيذية تتضمن استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الحكومة في صنعاء والانتقالي الجنوبي، وإعلان الجنوبيين التخلي عن الإدارة الذاتية وتطبيق اتفاق الرياض وتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن .

كذلك، تضمنت الآلية "تكليف  رئيس الوزراء اليمني تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوما وخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة وفصل قوات الطرفين في (أبين) وإعادتها إلى مواقعها السابقة وإصدار قرار تشكيل أعضاء الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب بمن فيهم الوزراء المرشحون من المجلس الانتقالي الجنوبي.

قبل انتهاء هذه المهلة بأيام، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" قراره تعليق مشاركته في المشاورات الجارية لتنفيذ "اتفاق الرياض"، مبرراً قراره  بأسباب عدة، بينها "تزايد وتيرة التصعيد العسكري" و"استمرار عمليات التحشيد العسكري باتجاه الجنوب".

فما الذي حصل؟

في رسالة رسمية وجهها  إلى المملكة بصفتها راعي "اتفاق الرياض"، شرخ "الانتقالي الجنوبي" قراره، مبرراً اياه بالأسباب التالية:
 - استمرار وتزايد وتيرة عمليات التصعيد العسكري من قبل القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في محافظة أبين، وعدم التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه، مما أدى إلى سقوط قتلى.
-استمرار عمليات التحشيد العسكري باتجاه الجنوب بمشاركة كبيرة لعناصر من تنظيمي "القاعدة و"داعش" في إطار القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في أبين. 
 - عدم رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى
- عدم صرف المعاشات والمرتبات الشهرية لأشهر عدة، لا سيما مخصصات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وكذلك موظفي القطاع المدني وفي مقدمتهم المعلمين. 
-استمرار القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في استهداف المدنيين بمحافظة شبوة ووادي حضرموت والمهرة. 
-انهيار الخدمات العامة في محافظات الجنوب.
-- استمرار انهيار العملة.
 
ماذا بعد؟
مجدداً، تخلط الأوراق في  حرب داخل حروب اليمن التي فتكت بالبلاد من جنوبها الى شمالها. فما بعد قرار "الانتقالي الجنوبي"؟

  يقول نائب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" هاني بن بريك" لـ"النهار العربي" أن قرارنا تعليق تنفيذ الآلية هدفه حض الشرعية على الالتزام الكامل بما ورد في البيان المسبّب للتعليق"، آملاً في عودة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي بارك هذا الاتفاق.
 
واستدرك أن المجلس لم يقطع المفاوضات أصلاً، و"لم نغادر عاصمتنا الحبيبة الرياض، ويحدونا الأمل وتصحبنا الثقة أننا لن نغادر إلا وآلية تسريع اتفاق الرياض قد فعلت بما يخدم الجميع".

وعن العلاقة مع السعودية، أكد أن "علاقتنا مع المملكة ممهورة بالدماء الزكية، ولايمكن أن تأتي لحظة يكون لنا فيها خيار بعيداً عن السعودية فشراكتنا مصيرية أبدية، هذا أمر مقطوع فيه وهو من أبجديات العمل لدينا في المجلس الانتقالي".