التاريخ: تموز ٢٢, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
الاردن: تصريحات الرزاز حول «حل الدولة الواحدة» تثير جدلاً
عمان: محمد خير رواشدة
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، حول أن بلاده يمكن أن «تنظر بشكل إيجابي» إلى إقامة دولة فلسطينية إسرائيلية واحدة، شرط «منح حقوق متساوية لكلا الشعبين»، جدلاً واسعاً في الأردن، أمس.

وكان الرزاز قد حذر في تصريحات لصحيفة «الغارديان» البريطانية، نُشرت أمس (الثلاثاء)، من أن خطط بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية، يمكن أن تطلق موجة جديدة من التطرف في الشرق الأوسط، وأنها «قد تدفع الأردن إلى النظر بشكل إيجابي إلى إقامة دولة فلسطينية إسرائيلية واحدة، شريطة أن تمنح حقوقاً متساوية لكلا الشعبين». لكن الرزاز استدرك بأن القادة الإسرائيليين يتجنبون أي طرح لخيار حل الدولة الواحدة، خوفاً من تغلب السكان الفلسطينيين في نهاية المطاف على الحل اليهودي وتهديد الهوية الدينية لإسرائيل، مشيراً إلى أن الفكرة تزايدت شعبيتها بين النشطاء الفلسطينيين بعد ضعف احتمالات إقامة دولتهم الخاصة.

وتسببت تصريحات الرزاز بجدل محلي واسع، بعد أن عبّر سياسيون عن خشيتهم من تحول الموقف الرسمي الأردني، قبل أن يضطر رئيس الحكومة لتقديم إيجاز صحافي، أعاد فيه تأكيد موقف بلاده التمسك بخيار حل الدولتين، وأن أي خيار آخر سيدفع المنطقة والعالم إلى حالة من الفوضى، مشدداً على موقف حكومته رفض أي خطوات ليست ضمن خطة شاملة تقود إلى حل الدولتين.

كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قد شدد في نص مقابلة له مع تلفزيون «دير شبيغل» الألماني، قبل نحو شهرين، على أن القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته، محذراً من انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية، الذي سيتبعه المزيد من الفوضى والتطرف في المنطقة. وأكد العاهل الأردني، في حينها، أن ضم أجزاء من الضفة الغربية سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة، مشيراً إلى أن «حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكّننا من المضي قدماً».

وفي تصريحات الرزاز المخالفة للموقف الرسمي الأردني، قال: «لقد أُغلق باب حل الدولتين، ويمكنني أن أنظر إلى هذا بشكل إيجابي، إذا كنا نفتح الباب بوضوح لحل ديمقراطي لدولة واحدة». وقال: «أتحدى أي شخص من إسرائيل يقول: نعم، لننه حل الدولتين. إنه غير قابل للتطبيق... لكن دعونا نعمل معاً على حل ديمقراطي لدولة واحدة. هذا على ما أعتقد، سيمكّننا من النظر بشكل إيجابي للغاية».

وحول خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، قال الرزاز لصحيفة «الغارديان»، إن سياسة الضم لرئيس الوزراء الإسرائيلي ستكون «إيذاناً بدولة فصل عنصري جديدة»، يمكن أن تكون قوة راديكالية وتزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.